حجة، اليمن 18 يونيو 2021 (شينخوا) مع ارتفاع درجات حرارة الصيف في اليمن الذي مزقته الحرب، تكافح آلاف العائلات النازحة من أجل البقاء على قيد الحياة، وأدت موجات الحر الشديدة في هذا الصيف إلى تفاقم أمراض كبار السن والأطفال وسط انقطاع تام للكهرباء والمياه بسبب المعارك المستمرة.
يستلقي محمد الفايدي البالغ من العمر 72 عاما على سريره في كوخه بمخيم بني فايد، وهو مخيم مؤقت مبني من القش والطين والخيام ويأوي حوالي 1200 عائلة نازحة في منطقة ميدي التي تسيطر عليها القوات الحكومية في محافظة حجة الشمالية.
وأدت درجة الحرارة التي تزيد عن 40 درجة مئوية إلى تفاقم حالته الصحية وأنهكت جسده، ويقف ابنه عبده عاجزًا، لا يوجد هناك شيئا يبرد الكوخ، حتى الرياح التي تدخل من النافذة شديدة الحرارة.
وقال عبده لوكالة أنباء (شينخوا) "المعارك تدور حولنا ولا يوجد لنا مخرج من هنا"، مضيفا "نعاني كثيرا من نقص المياه النظيفة ولا يوجد امدادات الكهرباء لتشغيل مروحة لتلطيف الجو، كما لا يوجد في هذا المخيم مساعدات طبية أو إنسانية".
وأردف قائلا "حالتنا مروعة وهذه الحرارة تزيد الأوضاع سوءا".
وفر الفايدي مع عائلته المكونة من 13 فردا من مديرية حرض المجاورة إلى هذا المخيم في أوائل العام 2015 بعد اندلاع الحرب الأهلية.
ويعاني الكثير من كبار السن والأطفال في هذه المنطقة القاحلة من الجفاف أو ضربات الشمس، والجميع هنا متعب جدا من الطقس البائس وظروف المعيشة والحرب.
وفي كوخ آخر، تشكو فاطمة أحمد جربحي من ارتفاع حرارة الصيف الخانقة والأمراض.
وتحدثت الجدة البالغة 62 عاما لوكالة أنباء (شينخوا) عبر نافذة كوخها الصغير قائلة "حياتنا وحياة أطفالنا غير مستقرة، فمنذ بداية الحرب إلى الآن ونحن في نزوح متواصل، أطفالنا لا يحصلون على الغذاء الكافي، وملابسهم متهالكة ولا تحميهم من ضربات الشمس... نحن نعيش على وجبة واحدة في اليوم".
وأضافت "لقد أضرت موجة الحر الشديدة هذه بجلود أطفالنا".
وقال نازح آخر، حسن مصبح إن الصيف الحار فاقم من معاناة النازحين خلال الحرب، مضيفا "معظم الأطفال والنساء وكبار السن يمرضون خلال درجات الحرارة المرتفعة في الصيف وسط الغياب التام للمساعدات الإنسانية".
وأوضح نجيب السعدي رئيس إدارة مخيمات النزوح في مناطق سيطرة الحكومة، إن موجة النزوح مستمرة.
وصرح السعدي لـ(شينخوا) بأن "عدد النازحين في جميع أنحاء اليمن بلغ (واحد وأربعين ألف) يعيشون في 1220 مخيما في جميع أنحاء البلاد"، مضيفا "أن المعارك في الجبهات أعاقت عمل العديد من وكالات الإغاثة الإنسانية".
ويقترح عبد الباقي شمسان أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، استخدام الملف الإنساني كورقة ضغط على الأطراف اليمنية المتحاربة لإنهاء الحرب الأهلية.
وقال شمسان لوكالة أنباء (شينخوا) "يجب الضغط على جميع الأطراف لتحمل مسؤولية المعاناة الإنسانية والسير نحو اتفاق شامل لوقف إطلاق النار والدخول في محادثات سياسية لإنهاء الحرب وإنهاء معاناة الشعب اليمني".
ويشهد اليمن حربا أهلية منذ أواخر 2014 عندما سيطرت جماعة الحوثي على عدة محافظات شمالية وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا على الخروج من العاصمة صنعاء.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت 4 ملايين ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة وتسببت بما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وزار وفد عماني رفيع المستوى صنعاء الأسبوع الماضي في إطار جهود السلام الدولية لمحاولة إقناع جماعة الحوثي بقبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحته الأمم المتحدة أخيرا.
وتدخل الحرب الأهلية عامها السابع ولا نهاية تلوح في الأفق بعد.