人民网 أرشيف | من نحن 2021:07:06.09:05:06
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الصين
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : حينما تقوم بالأشياء الصحيحة، تُصبِح الاختيار الصحيح -- القانون الحاكم للحزب الشيوعي الصيني منذ 100 عام

2021:07:06.09:02    حجم الخط    اطبع

بكين 5 يوليو 2021 (شينخوا) لاحظ باحثان من جامعة كورنيل في الولايات المتحدة مؤخرا أنه على مدار العقدين الماضيين، أقام الحزب الشيوعي الصيني اتصالات مع أكثر من 400 حزب سياسي في أكثر من 160 دولة، وأن مثل هذه التبادلات تعكس عوامل جذب يتمتع بها الحزب الشيوعي الصيني وليست دفعة نحو الخارج من جانب الحزب الذي يبلغ عمره قرنا من الزمان.

وفي مقال مشترك نشرته في يونيو مجلة ((الشؤون الخارجية)) الأمريكية الرائدة في العلاقات الدولية، أشار كل من توماس بيبينسكي وجيسيكا تشين وايس، الخبيران في الحوكمة، إلى أن هناك أحزابا حاكمة تسعى للحصول على مشورة من الحزب الشيوعي الصيني بشأن قضايا الحوكمة.

ومن بين النجاحات الهائلة التي حققها الحزب الشيوعي الصيني، الذي احتفل بالذكرى المئوية لتأسيسه يوم الخميس، فإن النجاح الذي ربما أثار أكبر قدر من التفكير هو الدعم الذي لا مثيل له الذي يحظى به الحزب من جانب الشعب الصيني. ففي استطلاع أجرته جامعة هارفارد ونُشر في يوليو من العام الماضي، أعرب ما يصل إلى 93.1 بالمئة من المواطنين الصينيين عن تأييدهم لحكومتهم المركزية.

ولذلك، بالنسبة لممثلي الأحزاب والمنظمات السياسية من جميع أنحاء العالم الذين سيحضرون حوارا رفيع المستوى مع الحزب الشيوعي الصيني يوم الثلاثاء، سيكون أحد الموضوعات الأكثر إثارة للاهتمام هو: ما الأشياء الصحيحة التي قام بها الحزب الشيوعي الصيني لجعل نفسه خيارا ثابتا بالنسبة للشعب الصيني؟

التمركز حول الشعب

قبل عامين في روما، عندما كان لقاؤه بالرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ على وشك الانتهاء، طرح روبرتو فيكو، رئيس مجلس النواب الإيطالي، هذا السؤال على الرئيس الصيني: "بماذا شعرت عندما تم انتخابك رئيسا للصين"؟

أجاب شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بأن حكم مثل هذه الدولة الضخمة يتطلب إحساسا قويا بالمسؤولية والعمل الجاد، قائلا: "من أجل مصلحة شعبي، سأضع رفاهيتي جانبا. وأنا على استعداد لأن ألتزم بنكران الذات وأكرس نفسي لتنمية الصين".

كانت خدمة الشعب بإخلاص هي الهدف الأساسي للحزب الشيوعي الصيني - وهو حزب يفخر بأنه ينبع من الشعب ويترسخ في الشعب.

وقال شي في مراسم الذكرى المئوية لتأسيس الحزب يوم الخميس في ميدان تيان آن من، القلب السياسي الرمزي للصين، إن "الحزب يمثّل دائما المصالح الأساسية لجميع الصينيين؛ إنه يقف معهم في السراء والضراء ويشاركهم المصير نفسه. ليس للحزب مصالح خاصة به - فهو لم يمثل قط أي مجموعة مصالح فردية، أو مجموعة قوة، أو طبقة ذات امتيازات".

وقال رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما: "إذا نظرنا إلى الوراء على مدى مئة عام من التاريخ، سنرى أن البقاء دائما مع الشعب هو سر الإنجازات العظيمة للحزب الشيوعي الصيني في سجلات التاريخ".

وأضاف أن "الصين عانت الكثير من المحن والصعوبات، بما في ذلك العدوان الذي تسببت به اليابان، لكن الحزب الشيوعي الصيني عمل دائما مع الشعب للتغلب على الكثير من الصعوبات".

حدثت أحدث هذه المحن في مطلع عام 2020، عندما تفشى كوفيد-19 الذي أدى إلى إزهاق الأرواح وإغراق الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

إن هذه الفلسفة التي تتمحور حول الشعب هي أيضا التي مكّنت القيادة الصينية من تنفيذ ما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "ربما يكون أكثر جهود احتواء المرض طموحا وسرعة وقوة في التاريخ"، ما جعل الصين الدولة الأولى التي تسيطر على المرض.

وقال شي "إننا على استعداد لإنقاذ الأرواح بأي ثمن. بغض النظر عن عمر المرضى ومدى خطورة حالتهم، فإننا لا نستسلم أبدا".

في مقاطعة هوبي بوسط الصين وحدها، والتي شهدت أول حالة إصابة بكوفيد-19 يتم الإبلاغ عنها في البلاد، نجا أكثر من 3600 مريض تزيد أعمارهم على 80 عاما من براثن الموت.

وقال جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، إن الحزب الشيوعي الصيني "حزب شعبي متجذر في الشعب".

حزب مُوجّه نحو التنمية

في مراسم الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني، أشار شي إلى أنه "على الرغم من سهولة تعريف المهمة التأسيسية لحزبنا، فإن ضمان التزامنا بهذه المهمة يعد مهمة أكثر صعوبة".

في مايو 2019، أطلق الحزب الشيوعي الصيني حملة بين جميع أعضائه تحت عنوان "الالتزام بالطموح الأصلي والمهمة التأسيسية الأصلية"، وهي السعي لإسعاد الشعب الصيني وتجديد شباب الأمة الصينية.

وقال فابيان روسيل، السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، إنه بفضل التزام الحزب الشيوعي الصيني بتعزيز رفاهية الشعب، فقد مكّن الحزبُ الصينَ من تحقيق قفزات اقتصادية ملحوظة في فترة زمنية قصيرة للغاية.

ومنذ أكثر من أربعة عقود بقليل، تم تبني سياسة الإصلاح والانفتاح تحت قيادة الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ عام 1978، ما أطلق العنان لإمكانات الإبداع وريادة الأعمال لدى الشعب الصيني ووضع الأساس لما أصبح الآن اقتصاد سوق اشتراكيا نابضا بالحياة ومفتوحا على العالم الخارجي.

شهد تيج بوناغ، وزير الخارجية التايلاندي السابق والسفير لدى الصين خلال الفترة 1986-1990، تحول الصين من بلد منعزل فقير إلى مساهم رئيسي في الاقتصاد العالمي.

واستحضر بوناغ (77 عاما) من ذاكرته أول رحلة قام بها إلى الصين عام 1973، عندما كانت شنتشن "مجرد قرية صيد صغيرة"، حيث قال "إنها الآن مدينة دولية يسكنها أكثر من 10 ملايين نسمة ومركز للتكنولوجيا الفائقة".

ومن عام 1978 إلى عام 2020، قفز الناتج المحلي الإجمالي للصين من 367.9 مليار يوان (56.67 مليار دولار أمريكي) إلى 101.6 تريليون يوان (15.7 تريليون دولار أمريكي)، لترتقي البلاد من دولة منخفضة الدخل إلى دولة متوسطة الدخل.

وانتشل النمو الاقتصادي السريع معظم الشعب الصيني من دائرة الفقر، لكن الحزب الشيوعي الصيني لم يكن راضيا، حيث تعهد بالقضاء على الفقر واستكمال بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.

وقال شي: "هذا مجتمع يتمتع به كل واحد منا. في المسيرة نحو الرخاء المشترك، يجب ألا يتخلف أحد عن الركب".

ومنذ عام 2012، تعاملت القيادة الصينية مع قضية التخفيف من حدة الفقر كأولوية رئيسية، وطرحت أفكارا ورؤى جديدة، ووضعت سياسات وترتيبات جديدة.

بعد ثماني سنوات، انخفض عدد الصينيين الذين يعيشون تحت خط الفقر من 100 مليون إلى صفر في عام 2020، ما يعني خروج أكثر من 10 ملايين شخص من دائرة الفقر كل عام في المتوسط، أو رفع شخص واحد فوق خط الفقر كل ثلاث ثوانٍ.

وأعلن شي في مراسم يوم الخميس أنه "من خلال الجهود المستمرة للحزب كله والأمة بأسرها، حققنا الهدف المئوي الأول المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل".

وقال "هذا يعني أننا توصلنا إلى حل تاريخي لمشكلة الفقر المدقع في الصين".

الإصلاح الذاتي

قال المُعلم هوانغ يان بي للزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ، خلال زيارة إلى يانآن، إحدى القواعد الثورية للحزب الشيوعي الصيني، في عام 1945: "قد يكون صعود شيء ما سريعا، لكن سقوطه سيكون سريعا أيضا".

وسأل هوانغ: "هل تمكن أي شخص أو أسرة أو مجتمع أو مكان أو حتى أمة، من التحرر من هذه الدائرة المفرغة"؟

وقد استشهد شي بهذه المحادثة مرارا كتحذير من المخاطر المعقدة وطويلة الأجل التي يواجهها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم.

وبالنسبة له، فإن العامل المشترك الذي يؤدي إلى اضمحلال السلطة السياسية هو التآكل الداخلي، وخاصة الفساد.

وسلط شي الضوء على "الإصلاح الذاتي" كوسيلة رئيسية لإبطال عمل الدائرة المفرغة والحفاظ على صحة جيدة وحيوية قوية للحزب.

وحذر عند مخاطبته كبار المسؤولين في ندوة بمدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في يناير 2018، بقوله: "أعتقد أن من يستطيع هزيمتنا هو أنفسنا، ولا أحد آخر".

وبناء على ذلك، فقد أصبح من الأولويات اتخاذ إجراءات صارمة ضد الممارسات السيئة من جانب مسؤولي الحزب، وخاصة أولئك الذين يفقدون الإيمان بمبادئ الحزب، أو يتلقون الرشوة، أو يتمتعون بحياة من الترف البالغ، أو يمارسون سلطة استبدادية.

وأشار دميتري نوفيكوف، نائب رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي، إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يطبق منذ عام 2012 سياسات شاملة وغير متسامحة مطلقا لمكافحة الفساد.

وقال نوفيكوف: "من المهم تدمير الظروف الأساسية المؤدية إلى الفساد"، مستشهدا بممارسات الحزب الشيوعي الصيني، مثل الإدارة الداخلية الصارمة للحزب، والانضباط المستمر، والنضال الصارم ضد الشكلية والبيروقراطية والبذخ والإسراف.

وأشار رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش إلى أن مكافحة الفساد تشكل الشرط المسبق للتنمية، وهي ضرورية لقيادة أكبر حزب سياسي في العالم.

وقال فوتشيتش إن أعضاء الحزب الشيوعي الصيني "يرمزون إلى مستقبل جميع أفراد الشعب" فى الصين و"يحتاجون إلى أن يكونوا نموذجا يحتذي به الآخرون جميعهم".

وأضاف أن معركة الحزب الشيوعي الصيني ضد الفساد أعطت "قوة كبيرة" لقيادة الحزب لتظهر للأمة وللعالم أن "الصين حازمة للغاية" في سيادة القانون وفي رفع مستويات معيشة الشعب.

حذاء مناسب

قال شي في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية في روسيا في مارس 2013، في أول رحلة خارجية له كرئيس للصين: "من يرتدي الحذاء هو فقط من يعرف ما إذا كان مناسبا أم لا".

وأضاف "الشعب فقط هو أفضل من يستطيع معرفة ما إذا كان مسار التنمية الذي اختاره لبلده مناسبا أم لا".

خلال عقود من الاستكشافات المضنية والنضال الشاق، أثبتت الصين، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي السبيل الوحيد لتجديد الشباب الوطني والازدهار.

وأشار تيج، الدبلوماسي التايلاندي، إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يسير بثبات على هذا الطريق، ويتكيف بمرونة مع التغييرات ويحسن سياساته، مؤكدا أن ذلك أحد مصادر قوة الحزب.

وقالت جيسي دوارتي، نائبة الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا، "من المهم أن تتبنى الدول أيديولوجيات ومسارات تنموية تتوافق مع تاريخها وهويتها الوطنية وظروفها الفريدة، بدلا من مجرد اتباع ما يفعله الآخرون".

إن الصين لا تنسخ أبدا نماذج الآخرين، ولا تحث الآخرين على تقليد نموذجها، ولكن الصين دعت باستمرار إلى أنه ينبغي على كل دولة اختيار مسار تنمية يتماشى مع ظروفها الخاصة واحتياجات شعبها، وأنه ينبغي على جميع الدول احترام بعضها البعض والتعلم من بعضها البعض.

وقال وانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني: "سيكون العالم هامدا بلا حياة، إذا لم يكن هناك سوى نموذج واحد وحضارة واحدة".

وأضاف أن "الديمقراطية ليست كوكاكولا؛ ذلك الشراب الذي تنتجه الولايات المتحدة بنفس المذاق في جميع أنحاء العالم".

وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، وهو أيضا رئيس حزب (حركة إنصاف) الباكستاني الحاكم، إنه تم الترويج بين الشعوب أن النظام الغربي للديمقراطية هو أفضل طريقة لتحقيق التقدم الاجتماعي، لكن ما حققه الحزب الشيوعي الصيني يثبت أن هناك نموذجا آخر ممكنا.

وقال دوغو برينجيك، رئيس الحزب الوطني التركي، إن الحزب الشيوعي الصيني مثير للإعجاب حقا لأنه يحترم اختيارات الأحزاب الأخرى للطريق الذي يتوافق مع الظروف الفريدة لكل دولة.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×