مع زيادة الاهتمام بحماية البيئة الايكولوجية والتنوع البيولوجي في الصين، تم تحسين البيئة الطبيعية واستعادتها بشكل كبير، وأصبحت الحيوانات البرية المهددة بالانقراض تظهر بشكل متزايد في البلاد.
أشار تسوي شو هونغ مدير إدارة حماية البيئة الطبيعية في وزارة الايكولوجيا والبيئة خلال مؤتمر صحفي عقده المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة في 7 يوليو، إلى أنه خلال "الدورتين" لهذا العام قام ممثلو وفد تشينغهاي بعرض صور لقطط الصحراء والتي تم التقاطها في محمية جبل تشيليان، مع العلم أنها حيوانات محمية من المستوى الأول في البلاد. وتُعرف قطط الصحراء بأنها واحدة من أكثر القطط غموضًا في العالم نظرًا لأنشطتها السرية وقلة أعدادها والانخفاض الشديد لكثافة توزعها الجغرافي وقلة السجلات عنها خلال كل هذه السنوات.
في مارس من هذا العام التقط العديد من المصورين العاملين في المجال البيئي صورًا لثلاثة طيور من فصيلة البوقير البني العنق في جبال مقاطعة يوننان على ارتفاع يزيد عن ألفي متر. طائر البوقير البني العنق هو من الطيور الوطنية المحمية من الدرجة الأولى، وهو مدرج في معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض، وقد تم تصويره آخر مرة في ثمانينيات القرن العشرين.
بالإضافة إلى ذلك، تم بشكل متكرر رصد بعض الحيوانات البرية النادرة والمهددة بالانقراض مثل الباندا العملاقة البرية وفهد الثلج الصيني. وقد جذبت التقارير الواردة عن دخول نمور سيبيريا إلى قرية في مقاطعة هيلونغجيانغ وتوجه الأفيال الآسيوية إلى شمال مقاطعة يوننان انتباه مستخدمي الإنترنت. كما ظهر مؤخرا حوت برايد مرة أخرى في خليج دابنغ في شنتشن.
قال تسوى شو هونغ إن تكرار حدوث هذ الظاهرة المذكورة أعلاه يعكس إلى حد ما إنجازات الصين الكبيرة في الحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادة البيئة الايكولوجية. لقد أنشأت الصين نظاما متكاملا نسبيا للمحميات الطبيعية، حيث تم حماية مناطق كبيرة من الأنظمة البيئية الطبيعية بشكل منهجي وكامل، وتم تحسين موائل الحياة البرية بشكل فعال. كما تم تحسين الظروف المعيشية للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض مثل الباندا البرية وظباء التبت والأيائل. تعافت أعداد بعض الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض تدريجيًا وازدادت أعداد النمور والفهود السيبيرية والفيلة الآسيوية وطيور أبو منجل المتوج بشكل ملحوظ. كما وصلت أعدد الباندا العملاقة في البرية إلى أكثر من 1800، بينما انخفض مستوى التهديد بالنسبة لها من مهددة بالانقراض إلى معرضة للخطر.
في السنوات الأخيرة، نفذت الصين أنشطة وتدابير رئيسية لحماية التنوع البيولوجي وحققت نتائج ملحوظة في ذلك. قال تسوي شو هونغ: أولاً، تسارعت عملية تعميم التنوع البيولوجي بشكل كبير، حيث تم دمج حماية التنوع البيولوجي كجزء مهم من بناء الحضارة الايكولوجية تدريجياً في مختلف البرامج والخطط الوطنية.
ثانيًا: تم إنشاء نظام الخط الأحمر للحماية البيئية بشكل مطرد. في الوقت الحاضر، تم الانتهاء بشكل أساسي من ترسيم الخط الأحمر للحماية البيئية في الصين. لا يقل الترسيم الأولي لمنطقة الخط الأحمر الوطني للحماية البيئية عن 25٪ من مساحة الأراضي في البلاد، ويغطي مناطق الوظائف البيئية الرئيسية والمناطق الإيكولوجية الحساسة والهشة، كما يغطي المجالات الرئيسية لتوزيع التنوع البيولوجي في جميع أنحاء البلاد.
ثالثا: التحسين المستمر لشبكات حماية المواقع داخليا وخارجيا. إلى غاية نهاية سنة 2019 يوجد في الصين 11800 محمية طبيعية من مختلف الأنواع، بمساحة إجمالية تزيد عن 170 مليون هكتار، أي أنها تمثل 18 بالمائة من مساحة أراضي البلاد. وبالتالي فإن الصين تمكنت من تجاوز النسبة المستهدفة والمقدرة بـ 17 بالمائة وبذلك تكون قد حققت "هدف أيتشي" المتعلق باتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي قبل موعده المحدد والذي كان مقررا لسنة 2020. في الوقت نفسه أنشأت الصين أنواعًا مختلفة من الحدائق النباتية وقواعد لتربية وتكاثر الحيوانات البرية مما جعل التربية الاصطناعية لعدد كبير من الحيوانات والنباتات البرية النادرة والمهددة بالانقراض ناجحة.
رابعا، تم إحراز تقدم كبير في حماية النظام البيئي واستعادته. تم تعزيز وتنفيذ عدد كبير من مشاريع الحماية البيئية والاستعادة الرئيسية، مثل حماية الغابات الطبيعية، وإعادة الأراضي الزراعية إلى الغابات والأراضي العشبية، وحماية الأراضي الرطبة واستعادتها. كما استمر معدل تشجير الغابات في الازدياد بينما استمرّ عدد الأراضي المتدهورة في الانخفاض. وقد قامت 332 من المحميات المائية في حوض نهر اليانغتسى بفرض حظر شامل على الصيد فيها. وابتداءً من هذا العام سيتم تنفيذ حظر لمدة عشر سنوات على الصيد في المياه الرئيسية لحوض نهر اليانغتسي.
خامسا، تم تعزيز الرقابة وتنفيذ القانون بشكل مستمر. من خلال إنفاذ القانون المشترك بين الإدارات الإقليمية والدولية، تقوم الصين بقمع الأعمال غير القانونية والإجرامية المتعلقة بالتنوع البيولوجي. في سنة 2019 تم حدوث قرابة عشرة آلاف مخالفة متعلقة بانتهاك قانون حماية الحيوانات البرية على الصعيد الوطني، ومن خلال الإجراءات الصارمة انخفض العدد الإجمالي لمثل هذه الأعمال غير القانونية. في الفترة من 2017 إلى 2019، تم اكتشاف القيام بعمليات تعدين وبناء مصانع بشكل غير قانوني في 342 محمية طبيعية وطنية، وتم اكتشاف 5503 مخالفة نتيجة للبناء غير القانوني للمرافق السياحية ومحطات الطاقة الكهرومائية الصغيرة في المناطق الأساسية والمنطقة العازلة للمحميات الطبيعية، وقد أدت إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبيئة الإيكولوجية. وحتى الآن تم الانتهاء من تسوية 5038 من هذه المخالفات، ووصل معدل إتمام التصحيح إلى 92 بالمائة.