وزير الخارجية الصيني: هناك حاجة لتتبع منشأ الفيروس السياسي أيضا

تشنغدو 25 يوليو 2021 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم (الأحد)، إن هناك حاجة لتتبع منشأ فيروس كورونا الجديد، وكذلك الفيروس السياسي.

أدلى وانغ بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، ردا على سؤال حول وجهة نظر الصين حول استخدام عدد قليل من الدول تتبع منشأ فيروس كورونا الجديد ذريعةً لمهاجمة الصين وتشويه سمعتها.

أشار وانغ إلى أن تتبع منشأ فيروس كوفيد-19 مسألة علمية جدية، يجب أن تُدرس من قبل العلماء، من أجل حماية أفضل من المخاطر المستقبلية.

وقال وانغ إن جميع وزراء الخارجية الذين التقى بهم متفقون على ضرورة عدم التلاعب سياسيا بعملية تتبع منشأ الفيروس، وعدم استخدامها لإلقاء اللوم على دولة واحدة، ناهيك عن استخدامها في تقسيم المجتمع الدولي.

وأضاف وانغ "سنستطيع هزيمة الفيروس حقا، عندما نتحد فقط".

واستطرد وانغ قائلا "منذ البداية، تحاول الولايات المتحدة تسييس الفيروس ووصم الصين بالفيروس، واستخدام تتبع منشأ الفيروس كأداة، بدايةً من الإشارة علانية لفيروس كورونا بأنه 'فيروس ووهان' وحتى انسحابها من منظمة الصحة العالمية بشكل سافر. لقد تجاهلت واشنطن العمل الجاد الذي يقوم به العلماء واستخدمت أساليب استخباراتية لإجراء ما يسمى تتبع منشأ الفيروس، وروجت لـ'نظرية تسرب الفيروس من مختبر' في افتراض للذنب."

وذكر وانغ أن "هدف الولايات المتحدة واضح، وهو إلقاء المسؤولية في فشلها في الاستجابة للجائحة على دول أخرى وتحقيق هدفها السياسي في تشويه سمعة دول أخرى وقمعها"، مضيفا أنه من الضروري تسجيل هذه الصفحة القبيحة في تاريخ معركة البشرية ضد الوباء.

وأكد وانغ مشاركة الصين الدائمة في التعاون الدولي لتتبع منشأ الفيروس بأسلوب منفتح، قائلا إن الصين دعت خبراء من منظمة الصحة العالمية مرتين لإجراء بحث مشترك في تتبع منشأ الفيروس وبذلت جهودا كبيرة للوصول لتحقيق هذه الغاية.

وأضاف وانغ أن الخبراء ذهبوا إلى كل الأماكن التي طلبوا رؤيتها والتقوا بكل شخص أرادوا لقاءه. وتوصل الخبراء إلى استنتاج علمي، وهو أن تسرب الفيروس من مختبر أمر مستبعد تماما، وأعطوا توصيات مهمة، من بينها "البحث عن حالات مبكرة في أماكن ودول مختلفة حول العالم ودراسة إمكانية انتقال الفيروس عبر سلاسل التبريد".

وتابع وانغ حديثه قائلا إن "المرحلة التالية من تتبع منشأ الفيروس يجب أن تُبنى على هذا، ويجب دراسة الحالات التي تم اكتشافها مبكرا في دول كثيرة حول العالم"، مشيرا إلى أن خبراء طبيين وخبراء في البحث العلمي من الصين عقدوا مؤتمرا صحفيا لتوضيح حقيقة سلسلة من الشائعات عن طريق ذكر حقائق وتقديم بيانات، وأوضحوا موقف الصين الرسمي بطريقة علمية، منذ أيام قليلة.

وأشار وانغ إلى أن هناك حاجة أيضا لتتبع منشأ الفيروس السياسي، قائلا إن أمانة منظمة الصحة العالمية أبلغت الدول الأعضاء بخطة عمل بشأن المرحلة الثانية من دراسة تتبع منشأ الفيروس. ولقد فاجأت هذه الخطة العلماء، بسبب تعارضها مع شروط قرار جمعية الصحة العالمية رقم 73. كما أنها تتجاهل الاستنتاجات والتوصيات المقدمة في تقرير المرحلة الأولى من البحث المشترك.

فيما يبدو أنه عندما عادت الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية، لم تكن تركز على الانضمام للمعركة العالمية ضد الفيروس، وإنما تركز على مواصلة نشر فيروس سياسي من خلال هذه المنصة، بحسب وانغ.

وقال وانغ إن الصين، بصفتها دولة مستقلة وذات سيادة، لن تقبل أي خطة عمل ليست خطة فعلية تهدف لمعرفة أصل الفيروس، وإنما تهدف لوصم الصين، ولا تستطيع بكين قبول هذه الخطة.

وأشار وانغ إلى أن حوالي 60 دولة حتى الآن، أرسلت خطابات إلى منظمة الصحة العالمية، للإعراب عن موافقتها على نتائج المرحلة الأولى من عملية تتبع منشأ الفيروس ومعارضة محاولة تسييس دراسة منشأ الفيروس.

وأكد وانغ مرة أخرى أن تتبع منشأ الفيروس يحتاج إلى التعاون بدلا من الوصم، والحقيقة بدلا من الأكاذيب، واحترام العلم بدلا من التلاعب السياسي، مضيفا أن الصين ستواصل تقديم الدعم والمشاركة في التعاون العالمي في تتبع منشأ الفيروس بروح تتسم بالانفتاح والشفافية والعلم والتعاون.