غزة 4 أغسطس 2021 (شينخوا) دعت 120 منظمة أهلية فلسطينية، اليوم (الأربعاء)، إلى تشكيل هيئة وطنية لإعمار قطاع غزة تضم في عضويتها مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني.
وأصدرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية "ورقة موقف" بهذا الخصوص تضمنت توقيع 120 منظمة تعمل في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة في خطوة تستهدف الضغط على أصحاب القرار للتسريع في تخفيف الصعوبات التي يعاني منها قطاع غزة.
وأشار بيان لتلك المنظمات إلى أنه بعد مرور أكثر من شهرين على انتهاء العمليات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، "إلا أن الاحتلال الاسرائيلي لا يزال يمنع إدخال مواد البناء متسببا في تشريد عشرات الآلاف من المواطنين وحقهم في المأوى".
وأوصى بيان المنظمات بضرورة أن تضم الهيئة ممثلين عن الوزارات المختصة والمجالس المحلية والمنظمات الأهلية ومؤسسات القطاع الخاص والكفاءات وممثلين عن المتضررين.
ووفقا للبيان، فإن تشكيل الهيئة سيعمل على وضع خطة لإعمار قطاع غزة ضمن رؤية شمولية متكاملة في إطار من الشفافية والمصارحة، كما ستعمل الهيئة على تجنب البيروقراطية الحكومية والتي قد تتسبب في إطالة فترة انتظار المتضررين لحين تلقي المساعدة.
وشدد البيان على أن تشكيل مثل هذه الهيئة من شأنه ليس عملية إعمار مؤقتة وإنما إعمار كل ما دمرته إسرائيل على مدار الأعوام السابقة، وتداعيات ذلك على الواقع الاقتصادي والاجتماعي الفلسطيني.
كما شدد البيان على ضرورة ضمان مشاركة الأهالي وأصحاب المنشآت المتضررين في عملية التخطيط والرقابة على عملية الإعمار بكل مستوياتها ومراحلها، فضلا عن استخدام إستراتيجية إعادة البناء بشكل أفضل (Building Back Better) من أجل الحد من المخاطر التي قد يتعرض لها المواطن في أعقاب الكوارث والصدمات المستقبلية على أن يتم استغلالها لتنشيط الاقتصاد المحلي من خلال الاعتماد على الموارد المحلية من مصانع وشركات وطواقم بشرية وتأهيل شركات المقاولات والبناء في قطاع غزة، وبخاصة تلك التي تعرضت للتدمير.
وطالب البيان بضرورة العمل على توفير حلول سريعة لجميع المواطنين الذين فقدوا منازلهم تضمن لهم الإيواء الكريم وتوفير احتياجاتهم إلى أن يتم إعادة إعمار منازلهم.
ودعا البيان الى ضرورة فصل الأموال المخصصة للإعمار بشكل مستقل عن الموازنة العامة من خلال تخصيص صندوق خاص بهذه الأموال بحيث يمكن متابعة ومراقبة الصرف وآليات الإنفاق الأمر الذي سيشجع الدول المانحة على المساهمة في عملية الإعمار.
وشدد البيان على وجوب قيام المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر بشكل كامل وضمان حرية الحركة للأفراد والبضائع وبشكل مستمر.
ورأى البيان ان عملية إعمار قطاع غزة وتشكيل الهيئة ستعتبر فرصة لترتيب البيت الداخلي وإنهاء الانقسام وترميم المنظومة السياسية وتعزيز حالة التضامن والمساندة ومعالجة الجروح المجتمعية، وضمان تواصل قطاع غزة بالضفة الغربية والقدس كوحدة جغرافية وسياسية واحدة.
وألقت الخلافات الداخلية الفلسطينية بظلالها على تحديد الجهة المشرفة على بدء عملية إعمار قطاع غزة بعد أكثر من شهرين على جولة التصعيد العسكري الأخيرة مع إسرائيل في مايو الماضي.
ورعت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار لإنهاء موجة توتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل من 10 إلى 21 من مايو الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا في مقابل مقتل 13 شخصا في إسرائيل، فضلا عن تدمير واسع في المباني والمنازل السكنية والبنى التحتية في غزة.
وحسب وزارة الأشغال والإسكان العامة، فإن 1200 وحدة سكنية دمرت كليا جراء موجة التوتر الأخيرة، بالإضافة لنحو 1000 وحدة غير صالحة للسكن، و40 ألف وحدة متضررة بشكل جزئي ومتوسط، فيما تبلغ تكلفة إعادة إعمار الوحدات السكنية نحو 165 مليون دولار.