افتتح منتجع استوديوهات يونيفرسال ببكين رسميا في 20 سبتمبر الجاري، الحدث الذي أثار اهتماما واسعا في المجتمع الصيني، كما ورد خبر الافتتاح في العديد من وسائل الإعلام الصينية. ومنتجع استوديهات يونيفرسال هو مدينة ترفيهية مليئة بعناصر الثقافة الغربية وخاصة الأمريكية. ويعكس افتتاح هذا المنتج انفتاح المجتمع الصيني وشمولية الثقافة الصينية.
المثير للاهتمام هو أن هذا الحدث الذي أثار اهتماما كبيرا في الصين ولديه رمزية بالنسبة للثقافة الغربية، تم تجاهله من قبل وسائل الإعلام الغربية الرئيسية، ولم يرد إلا بشكل مقتضب. في حين تحدثت بعض وسائل الإعلام عن تفاجئها بـ"عدم وجود أصوات معارضة" لافتتاح منتجع يونيفرسال، رغم تزامنه مع توتر العلاقات الصينية الأمريكية.
ويعتقد تشانغ يي يو، الأستاذ بجامعة بكين أن موضوع افتتاح منتجع يونيفرسال والترحيب الذي وجده داخل المجتمع الصيني، قد تم التعامل معه ببرود من قبل وسائل الإعلام الغربية. مشيرا إلى أن هذا الحدث قد تجاوز الصورة النمطية التي عملت وسائل الإعلام الغربية رسمها عن الصين خلال السنوات الأخيرة. حيث ركزت وسائل الإعلام الغربية على الترويج لصورة "الانغلاق" في الصين، وبالغت بلا أساس في تضخيم ما أسمته "المشاعر القومية المتطرفة" في المجتمع الصيني و"تصاعد العداء والرفض للغرب". وهذا ما دفعها لعدم الحديث عن ترحيب المجتمع الصيني بافتتاح المنتجع أو تغطية الحدث.
في الحقيقة، غالبًا ما بدت بعض وسائل الإعلام الغربية متناقضة في تناول الصين. فمن جهة، عادة ما تتحدث عن أن بعض الصينيين لديهم توق عفوي للغرب، لكنهم غالبًا لا يجرؤون على التعبير عنه علنًا. ومن جهة أخرى، تصف المجتمع الصيني بأنه متعصّب وكاره للأجانب. وهذه الصورة منفصلة تمامًا عن واقع المجتمع الصيني والشباب الصيني.
بطبيعة الحال، تتمتع الصين بخصوصيتها الثقافية وتقاليدها العريقة، كما يعتز الشعب الصيني بهذه التقاليد. لكن الانفتاح على الثقافات الأجنبية كان دائمًا جانبًا مهمًا من جوانب المجتمع الصيني. وسواء ديزني لاند ولا يونيفرسال ستوديوز، لم تثر أي من هاتين الحديقتين المشبعتين بالثقافة الغربية أصوات معارضة في الصين. وبالنسبة للصينيين، فإنه لا يوجد تناقض أو خلط بين الانفتاح على العالم الخارجي والاعتزاز بالثقافة الصينية التقليدية والتمسك بالمصالح الوطنية. لكن هذا الواقع الاجتماعي الصيني يجعل من الصعب على بعض وسائل الإعلام الغربية عدم الوقوع في الخلط والتناقض.
إن التقارير الغربية التي تتعمد تشويه حقيقة الوضع في الصين تستند إلى حد كبير إلى أيديولوجيات وأفكار أصحابها. وعلى مر السنوات الأخيرة، وفي ظل النمو السريع للاقتصاد الصيني والتغيرات الجديدة التي حدثت في المجتمع الصيني، عزز القلق الغربي من التنمية الصينية من حجم القوالب النمطية حيال الصين. وأصبحت وسائل الإعلام الغربية أقل رغبة في الحديث عن الانفتاح الصيني على العالم والتنمية المشتركة مع العالم، لأن هذه الحقائق تتناقض مع الصورة التي يرغبون في رسمها عن الصين.
المجتمع الصيني، مجتمع حيوي وثري، ولا يمكنك فهمه بالتحيز والأحكام المسبقة. وهذا لن يؤدي إلا إلى ابتعاد الخطاب الغربي حيال الصين عن الصين الحقيقية بشكل مستمر.