منذ هذه السنة ومع إقامة العديد من المعارض والمنتديات الدولية مثل معرض الصين الدولي لصناعة البيانات الضخمة ومعرض الصين الدولي للصناعات الذكية ومنتدى تشونغقوانتسون والمؤتمر العالمي للإنترنت، كشفت هذه المنتديات والمؤتمرات ذات الصلة بالإنترنت عن عدد كبير من التقنيات والتطبيقات الجديدة مثل روبوتات الخدمات، وروبوتات التطهير الذكية، وروبوتات الحراسة والأمان، ونظام بيدو العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومنصات حوسبة المعرفة التي تمدّ الآلات والأشخاص بمختلف أشكال المعلومات والمعارف، والتي لا توضح فقط تنوع تنمية الاقتصاد الرقمي في الصين ولكنها تعكس أيضًا اتجاه الجهود لتعزيز التنمية عالية الجودة والارتقاء بحياة الناس إلى مستويات ممتازة.
عندما يكون الذكاء الاصطناعي موضة العصر فإن البيانات هي أفضل إشارة وخير دليل على ذلك. وفقًا لتقرير تطوير الإنترنت الصيني لسنة 2021 الصادر عن الأكاديمية الصينية لدراسات الفضاء السيبراني فقد وصل حجم الاقتصاد الرقمي الصيني إلى 39.2 تريليون يوان في عام 2020، وحافظ على معدل نمو سنوي قدره 9.7٪ وأصبح قوة دافعة مهمة للنمو الاقتصادي المستقر. بحلول نهاية يونيو من هذا العام تم التحكم رقميًا بنسبة 53.7 في المائة من العمليات الرئيسية في القطاعات الرئيسية للصناعة التحويلية في الصين، وتم استخدام 73.7 في المائة من أدوات البحث والتطوير والتصميم الرقمية. كما أن معدل رضا السوق المحلي لمعدات التصنيع الذكية تجاوز نسبة الـ 50 في المائة. كما أن تطبيقات جديدة مثل الدفيئات الرقمية وروبوتات القطف والعمل عن بعد، والخدمات اللوجستية الذكية، والموانئ غير المأهولة والتطبيقات الجديدة الأخرى لا تنفك عن الظهور في ثوب جديد. في الوقت الحاضر وصل تطور الإنترنت إلى مرحلة جديدة من الاختراق الشامل والتكامل في مختلف القطاعات.
يرجع الفضل في كل هذا إلى التطور النشط للبنية التحتية للمعلومات والتحسين المستمر لقدرات الابتكار التكنولوجي. في الوقت الحاضر قامت الصين ببناء أكبر شبكة اتصالات للألياف البصرية والهواتف المحمولة في العالم. حيث أن محطات شبكات الجيل الخامس الأساسية قد غطت جميع المدن في البلاد و95٪ من المحافظات و35٪ من البلدات، كما تم حل مشكلة الاتصالات في الأرياف بشكل نهائي، حيث أن أكثر من 99 في المائة من القرى الإدارية في الصين يمكنها الوصول إلى الألياف الضوئية وشبكات الجيل الرابع، مما يضع أساسا متينا للتنمية الاقتصادية عالية الجودة في الصين. لقد تم إحراز تقدم كبير في البحث والتطوير للتقنيات الأساسية والعامة، كما تم إحراز اختراقات علمية وتكنولوجية كبرى في شبكات الجيل الخامس، والحوسبة الكمية والرقائق المتطورة وأجهزة الكمبيوتر الفائقة الذكاء وبنية الشبكات وأنظمة التشغيل الأساسي وتطبيقات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية والإنترنت الصناعي والتصنيع الذكي وما إلى ذلك لتصبح كلها قوة مهمة تقود التحول الرقمي.
في الوقت الحاضر يشهد العالم تغيرات عميقة لم نشهدها منذ قرن من الزمان بالإضافة إلى التأثير بعيد المدى لكوفيد-19 والتي جعلت الاقتصاد العالمي يواجه تحديات كبيرة. لكن بالتزامن مع كل هذا هناك مرحلة جديدة من التحول الصناعي والتطور العلمي والتكنولوجي التي تشهد نموا سريعا، مما يدفع التطور السريع للتكنولوجيا الرقمية. لذلك اتخذت البلدان في جميع أنحاء العالم الرقمنة الاقتصادية كقوة دافعة مهمة للتنمية المدفوعة بالابتكار، ووضعت خططا استشرافية في مجال البحث والتطوير التكنولوجي وفتح البيانات ومشاركتها وحماية أمن الخصوصية وتدريب المواهب العاملة.
لقد تم اقتراح فكرة "إنشاء مزايا جديدة للاقتصاد الرقمي" في مخطط الخطة الخمسية الرابعة عشر ورؤية 2035 حيث أصدرت جميع المحليات على التوالي خطط تنفيذ وخطط عمل ذات صلة لإفساح المجال كاملاً لمزايا البيانات الضخمة وسيناريوهات التطبيق الثرية وتعزيز التكامل العميق للتكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الحقيقي، وتمكين التحول والارتقاء بالصناعات التقليدية واستحداث صناعات وأشكال عمل ونماذج جديدة وتسريع تطوير الصورة الرقمية للصين.