رداً على تأخر الولايات المتحدة في تقديم تفسيرات مفصلة عن حادث الغواصة النووية في بحر الصين الجنوبي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان في يوم 26 أكتوبر الجاري، أن الولايات المتحدة، بصفتها طرفًا معنيًا، تتحمل مسؤولية والتزام توضيح حادثة والاستجابة لمخاوف واهتمامات دول المنطقة والمجتمع الدولي. وتعتقد ليو لين، الخبيرة في أكاديمية العلوم العسكرية، أن تأخر الجيش الأمريكي في الكشف عن حادث اصطدام الغواصة هو إخفاء حقيقة تهديد سيادة الصين وأمنها ويقوض السلام الإقليمي.
لقد اصطدمت الغواصة) يو إس إس كونيتيكت (بجسم غير معروف أثناء غمرها في بحر الصين الجنوبي في 2 أكتوبر، مما تسبب في درجة معينة من الضرر وبعض الإصابات. وفي يوم 11 من نفس الشهر، حث تشاو ليجيان الولايات المتحدة على تقديم شرح مفصل لحادث الغواصة النووية الأخير في أقرب وقت ممكن، وذلك لتقديم تفسير مرضٍ للمجتمع الدولي والدول الإقليمية. وفي يوم 19 أكتوبر، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كيفي ردا على المراسلين، إن الصين أعربت عن مخاوف جدية بشأن الحادث وطلبت من الولايات المتحدة التوضيح. وبصفتها طرفًا في الحادث، تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية والتزامًا لشرح ظروف الحادث بالتفصيل. وفي يوم 26 أكتوبر، طلب تشاو ليجيان مرة أخرى من الولايات المتحدة تقديم شرح لحادث التصادم. مشيراً إلى أن للصين والدول الساحلية الأخرى أسباب لتطلب من الولايات المتحدة الإجابة عن: ما هي المهمة التي ستؤديها الغواصة النووية المرسلة هذه المرة للغوص بشكل سري في بحر الصين الجنوبي؟ ماذا حدث هذه المرة؟ لماذا اصطدم؟ هل تسببت في تسرب نووي، وتلوث نووي للبيئة البحرية؟
قالت ليو لين، الباحثة المساعدة في أكاديمية العلوم العسكرية، خلال مؤتمر عبر تقنية الفيديو للخبراء في منتدى شيانغشان بكين، إن هناك ثلاثة أسباب وراء تردد الجيش الأمريكي في الكشف عن اصطدام الغواصات النووية. أولاً، تكاد تكون حادث تصادم الغواصة النووية الأمريكية وإقامة شراكة أمنية ثلاثية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وتعاون الغواصات النووية في نفس الوقت، وهي نقطة حساسة في الوقت المناسب. وقد أثار تعاون الغواصات النووية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا قلقًا كبيراً في البلدان المجاورة لأستراليا. وتعتبر الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية وسيلة للاستخدام العسكري النووي، وهي حساسة للغاية. علاوة على ذلك، وفقًا لـ "معاهدة حظر الانتشار النووي"، فإن المفاعلات في الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية لا تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء العملية العسكرية، وفي هذه العملية، لا يزال من المشكوك فيه ما إذا كانت أستراليا لديها الفرصة للحصول على التكنولوجيا النووية ذات الصلة. ودخول المزيد من الغواصات النووية مياه جنوب شرق آسيا، لا يؤدي إلى سباق تسلح فحسب، كما أنه سيقوض بناء منطقة خالية من الأسلحة النووية في جنوب شرق آسيا، وستزداد احتمالية وقوع حوادث نووية وحتى تسربات نووية، وجلب تحديات خطيرة للسلم والأمن الإقليميين.
ثانياً: وقع حادث الغواصة النووية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي، ولفترة طويلة، عملت الولايات المتحدة على التدخل في بحر الصين الجنوبي تحت شعار "حرية الملاحة"، وإن كشف الولايات المتحدة عن تفاصيل نتائج التحقيق للحادث، ستكشف أيضاً مسار القوات الأمريكية في بحر الصين الجنوبي. ولهذا السبب على وجه التحديد، يتحلى الجيش الأمريكي بسرية تامة بشأن عمليات ونشر الغواصات في بحر الصين الجنوبي ولن يصدر إعلانات عامة بسهولة. مضيفة: " لولا هذا التصادم الذي اضطر الغواصة الأميركية "يو إس إس كونيتيكت" للطفو، لن تعلن أمريكا عن حادث الاصطدام."
ثالثاً، يشعر الجيش الأمريكي بالقلق من أن الحقائق ستضر بسمعة الولايات المتحدة بصفتها القوة العسكرية رقم واحد في العالم. لذلك، قالت ليو لين إنه حتى لو نشرت الولايات المتحدة تقرير التحقيق حول حادث تصادم الغواصة النووية في المستقبل، فسيكون هناك فرق بين الداخل والخارج، وقد يكون محتوى الإعلان العام محدودًا نسبيًا. وقد أجبر نهج الولايات المتحدة الغامض والخفي دول المنطقة والمجتمع الدولي على التشكيك في حقيقة الحادث ونوايا الولايات المتحدة.