تشنغدو 31 ديسمبر 2021 (شينخوا) افتتح يوم الخميس الماضي، معرض لمجموعة من التحف الأثرية الثقافية السورية القديمة، وذلك في مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، ما رسم صورة ثقافية يمتد تاريخها إلى أكثر من 500 ألف سنة.
وأُقيم المعرض في متحف موقع "جينشا" الأثري بمدينة تشنغدو، وعرض 183 قطعة أو مجموعة من الآثار الثقافية القديمة التي تم تقديمها من المتحف الوطني بدمشق، وأكاديمية دونهوانغ الصينية، وغيرهما من 12 مؤسسة ثقافية ومتحف داخل الصين وخارجها، حيث شملت المعروضات ضروريات يومية وأدوات طقسية وتماثيل وزينات معمارية ورسوما جدارية آشورية ونقودا معدنية إغريقية، ويرجع تاريخ أقدم التحف الأثرية المعروضة إلى أكثر من 500 ألف سنة، وهي عبارة عن بلطة حجرية تنتمي إلى فترة العصر الحجري القديم.
وتعد سورية مركزاً مهماً على طول طريق الحرير القديم، حيث بدأت التبادلات التجارية والثقافية بينها وبين الصين عبر هذا الطريق قبل أكثر من 2000 سنة، ما خلق تأثيرات مهمة على كل التنمية والتطور في الحضارتين.
ويمكن لزوار المعرض أن يشاهدوا قطع الحرير والخزف المصنوعة بالأسلوب الصيني، التي اكتُشفت في سورية، ما يدل على ازدهار طريق الحرير القديم ومكانة سورية المهمة فيه.
وقال رن هوا لي، أمين المعرض، إن هناك نقاطاً مشتركة ومتشابهة بين الحضارة السورية القديمة وحضارة شو القديمة، التي تمثل فرعا مهما ضمن الحضارة الصينية في جنوب غربي البلاد، موضحا أن هناك عبادة متشابهة للشمس بين الحضارتين الصينية والسورية في الوقت القديم، وذلك من خلال المقارنة بين القطعة الذهبية لطيور الشمس المقدسة لحضارة شو القديمة، والإناء الفخاري المطلي بنمط الشمس من الحضارة السورية.
وأضاف أن المعرض سيستمر حتى يوم 8 مايو 2022. وخلال هذه الفترة، ستُقام ندوات علمية خاصة وفعاليات متعلقة، سيتم بثها مباشرة على حساب متحف موقع "جينشا" الأثري على موقع التواصل الاجتماعي "ويبوه"، كما تم توفير خدمة الزيارة الافتراضية للمعرض بتكنولوجيا بانورامية توفر مشاهدة بـ 360 درجة.
ويُقام المعرض في ظل جهود "حملة الحفاظ على التراث الثقافي الآسيوي"، التي تستهدف تعزيز الصداقة التقليدية بين الصين والدول على طول الطريق الحرير، وتنشيط التبادل الثقافي والتعلم المتبادل بينها.