بكين 10 يناير 2022 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الاثنين) إن الصين، بصفتها شريكا استراتيجيا شاملا ودائما لقازاقستان، مستعدة لدعم الأخيرة بكل قوة في الحفاظ على الاستقرار ووقف العنف في هذه اللحظة الحرجة المتعلقة بمستقبل قازاقستان.
صرح وانغ بذلك خلال محادثة هاتفية مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القازاقي مختار تليوبردي.
وشدد وانغ على أن الرئيس الصيني شي جين بينغ بعث قبل ثلاثة أيام برسالة شفوية إلى رئيس قازاقستان قاسم جومارت توكاييف، أعرب فيها علنا عن دعمه.
وقال إن هذا يعكس تماما التطور رفيع المستوى للشراكة الاستراتيجية الشاملة الدائمة بين الصين وقازاقستان، مضيفا أن ذلك أثبت مجددا الصداقة العميقة بين البلدين اللذين يتشاركان السراء والضراء في هذه اللحظة الحاسمة.
وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع قازاقستان لتنفيذ التوافقات السياسية المهمة التي توصل إليه رئيسا الدولتين، وبذل قصارى جهدها لتقديم الدعم والمساعدة اللازمين إلى قازاقستان.
ومن جانبه، أعرب تليوبردي عن خالص شكره للرئيس شي على إرسال الرسالة الشفوية المهمة إلى الرئيس توكاييف عندما كانت قازاقستان تمر بأوقات الخطر، وعلى كونه من أوائل الذين أعربوا عن دعمهم للرئيس توكاييف وللشعب القازاقي.
وقال تليوبردي إن اليوم هو يوم الحداد الوطني في قازاقستان، مؤكدا أن المحادثة الهاتفية مع وزير الخارجية الصيني في هذا اليوم أظهرت مجددا دعم الصين القوي لقازاقستان والأخوة بين البلدين.
وأطلع تليوبردي نظيره الصيني على تفاصيل الوضع في قازاقستان وأحدث تطوراته، قائلا إن بلاده عانت من هجمات إرهابية مخططة جيدا اندلعت فجأة وبشكل متزامن في العديد من الأماكن في جميع أنحاء البلاد، مع تعرض الآلاف من موظفي إنفاذ القانون وأفراد الشرطة العسكرية والعاملين الطبيين، للهجوم.
وقال تليوبردي إن السلطات القازاقية اتخذت إجراءات حاسمة في الوقت المناسب، وإن الوضع تحت السيطرة الفعلية، بينما تتم استعادة السلام والهدوء.
ووعد بضمان قازاقستان الكامل لأمن المؤسسات الأجنبية والأفراد الأجانب والاستثمار الأجنبي، ومواصلة الوفاء بالتزاماتها واتفاقياتها الدولية.
وبمناسبة يوم الحداد الوطني في قازاقستان، قال وانغ إن الصين تود أن تشيد بأفراد إنفاذ القانون في الخطوط الأمامية الذين لقوا حتفهم في الحرب ضد العنف والإرهاب في قازاقستان، وتعرب عن تعازيها وتعاطفها إزاء القتلى والمصابين الأبرياء.
كما شدد وانغ على وقوف الصين حكومة وشعبا بقوة إلى جانب قازاقستان حكومة وشعبا، في هذه اللحظة.
وقال: "بعد العاصفة يأتي قوس قزح"، مضيفا أنه يعتقد أنه في ظل القيادة القوية للرئيس توكاييف، ستكون قازاقستان قادرة على استعادة السلام والاستقرار بشكل كامل، وستتغلب على "أحلك اللحظات" وتصبح أكثر صمودا وقوة.
وقال وانغ إن التغيير والفوضى اللذين شهدتهما قازاقستان فجأة، يُظهران أن الوضع في آسيا الوسطى لا يزال يواجه تحديات خطيرة، كما يثبتان مجددا أن بعض القوى الخارجية لا تريد السلام والطمأنينة في هذه المنطقة.
وأضاف أن الصين، باعتبارها دولة مجاورة، تأمل أكثر من أي طرف آخر في أن تحافظ آسيا الوسطى على استقرار طويل الأمد وأن تحقق التنمية والازدهار.
وأعرب وزير الخارجية الصيني عن استعداد بلاده لزيادة التعاون مع قازاقستان في إنفاذ القانون والأمن، وتعزيز التعاون الثنائي في مكافحة التدخل، وحماية أمن النظام السياسي والحكومة في كلا البلدين، ومنع ومعارضة أي محاولة لإشعال "ثورة ملونة"، والمعارضة المشتركة لتدخل أي قوى خارجية.
كما أعرب عن ثقته في ضمان قازاقستان سلامة المؤسسات الصينية والموظفين الصينيين لديها، ودعا أيضا إلى ضمان التشغيل الآمن والسلس لمشروعات التعاون الصينية-القازاقية الكبرى.
ووافق تليوبردي بشكل كامل على مقترحات الصين، وأعرب عن استعداده للتواصل عن كثب مع الجانب الصيني، وتعزيز التعاون الأمني، ومكافحة "قوى الشر الثلاث" بشكل مشترك.
كما بحث الجانبان المرحلة التالية من التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين.
وقال وانغ إن الجانب الصيني يرحب بحضور توكاييف حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوية، وسيضمن سلامة رحلة الجانب القازاقي إلى الحدث وسلاستها ونجاحها الكامل.
بدوره، لفت تليوبردي إلى أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية القادمة في بكين ، حدث عالمي له تأثير دولي ومدلول رمزي مهم، ما سيعزز السلام والتعاون في العالم ويدعم التفاهم المتبادل بين الشعوب.
وأكد أن الجانب القازاقي سيعمل مع الجانب الصيني لاستكمال الأعمال التحضيرية ذات الصلة.