القدس 13 يناير 2022 (شينخوا) تجددت الصدامات بين سكان قرية سعوة البدوية في النقب أقصى جنوب إسرائيل وقوات الشرطة الإسرائيلية اليوم (الخميس) احتجاجا على أعمال تجريف أراضي القرية، التي تقوم بها طواقم الصندوق القومي اليهودي.
وقالت الإذاعة العبرية العامة إن صدامات وقعت بين متظاهرين عرب من قرية سعوة البدوية وقوات الشرطة الإسرائيلية.
وتابعت الإذاعة إن قوات الشرطة حاولت تفريق المتظاهرين الذين ألقوا الحجارة على عناصرها.
وقالت شرطة النقب في بيان إنها قامت بإغلاق الشوارع في مكان المظاهرة أمام حركة المرور بسبب "المواجهات ومخالفة شروط التظاهرة الاحتجاجية".
وأضافت أنها تعمل في مكان الحادث "لتفريق المتظاهرين"، مشددة على أنها تسمح بحرية التظاهر ما دامت تلتزم بالقانون.
وذكرت الإذاعة العبرية العامة أن الشرطة الإسرائيلية استخدمت المياه العادمة وطائرات مسيرة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وأشارت إلى إصابة ثلاثة متظاهرين واعتقال سبعة آخرين من قبل الشرطة الإسرائيلية.
وتأتي التظاهرات بعد يوم واحد من التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الإسرائيلية وسكان قرية سعوة البدوية لوقف أعمال التجريف التي تقوم بها طواقم الصندوق القومي اليهودي في القرية للبدء في إجراء مفاوضات للوصول إلى حل وسط للقضية.
ووفقا للإذاعة، فأن وزير الرفاه الاجتماعي مئير كوهين، توسط في اتفاق بين الحكومة الإسرائيلية وسكان قرية سعوة لوقف أعمال التجريف والتشجير التي يقوم بها الصندوق القومي اليهودي.
وقالت الإذاعة إن الاتفاق يتضمن إيقاف التجريف وبرنامج التشجير ومغادرة الجرافات التابعة للصندوق القومي اليهودي القرية وإجراء مفاوضات للتوصل إلى حل وسط للقضية.
ويقول العرب البدو من سكان قرية سعوة أن هذه الأراضي هي ملك لهم، في حين تقول إسرائيل أن هذه الأراضي تتبع للدولة.
والصندوق القومي اليهودي هو منظمة غير ربحية تأسس عام 1901 لشراء وتطوير الأراضي الفلسطينية لصالح اليهود، ويعمل في مجالات الحراجة والمياه والتعليم وتنمية المجتمعات والسياحة.
ويوجد في إسرائيل أكثر من 40 قرية بدوية غير معترف بها في النقب يسكن فيها حوالي 80 ألف مواطن عربي.
وكانت دائرة الأراضي الإسرائيلية قد وقعت قبل عدة أعوام مع الصندوق القومي اليهودي على اتفاق يقضي بمبادلة أراضي الأخير في وسط إسرائيل بمساحات أكبر في النقب جزء منها أراضي القرى العربية مسلوبة الاعتراف.
وأثارت القضية خلافات داخل الائتلاف الحكومي الحاكم في إسرائيل، حيث هدد رئيس القائمة العربية الموحدة، أحد مركبات الحكومة الحالية، منصور عباس بمقاطعة التصويت مع الائتلاف في أي قرار داخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).
وقال سامي أبو شحادة النائب في الكنيست الإسرائيلي عن القائمة المشتركة أن ما يجري في النقب من اعتقالات هو "إرهاب دولة".
وأضاف أبو شحادة في تصريحات للصحفيين أن عدد المعتقلين وصل إلى 65 معتقلا من بينهم عشرات الأطفال والقاصرين منذ بدء التظاهرات ضد التجريف من ثلاثة أيام.
وأدانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في بيان "قمع تظاهرات النقب"، مؤكدة أن "الحكومة الإسرائيلية مرعوبة من حجم الهبة الشعبية في النقب".
كما نددت اللجنة "بحملات الاعتقالات التي تطال العشرات من جميع الأجيال مع استهداف خاص للفتيان والأطفال".
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة في البيان "إنه لا مكان للرهان على حسن نوايا هذه الحكومة، ونعتمد أساسا على الجماهير في نضالها الميداني لإفشال كل مخططات التهجير والمصادرة".