في خلفية حيوية الاقتصاد الصيني..أكثر من 100 مليار طرد توصيل خلال 2021

26 يناير 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أظهرت إحصاءات مكتب البريد الحكومي الصيني، بأن حجم أعمال التوصيل السريع في الصين قد بلغ 108.3 مليار قطعة في عام 2021، مسجلا زيادة سنوية بـ 29.9٪ ، وهو ما يشكل أكثر من نصف حجم الطرود في العالم.

وتغطي خدمات التوصيل السريع مختلف أنحاء الصين، بما في ذلك المناطق النائية وذات التضاريس الصعبة. حيث يمكن أن تصل طرود البضائع القادمة من بكين وشنغهاي وقوانغتشو في غضون 5 أيام إلى قرية تشاشي زونغ النائية، والتي تقع على سفح جبل جومولانغما، على ارتفاع 4000 متر على سطح البحر. كما تحتاج الطرود المرسلة من شنتشن إلى يوم واحد فقط لتصل مدينة لوس أنجلوس على متن الطائرة.

وقريبا سيتم إفتتاح مطار هواهو بمقاطعة خوبي بعد 4 سنوات من الانشاء. وبصفته مطارا متخصصا في الشحن، يمثل مطار هواهو مشروعا ضخما في صناعة التوصيل السريع. كما مثل مطار هواهو أول مشروع إنشائي تستثمر فيه شركات التوصيل السريع. ويأتي ذلك نتيجة للتطور السريع لصناعة التوصل السريع والمتطلّبات العالية من المستهلكين. ويتميز مطار هواهو بموقع استراتيجي مميز، حيث يمكن أن تغطي دائرة الطيران التي تستغرق 1.5 ساعة 80 ٪ من سكان الصين. ويمكنه الربط مع مختلف المطارات المحلية الرئيسية في غضون ليلة واحدة والمطارات الرئيسية في العالم خلال 24 ساعة. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يصل حجم النقل السنوي للبضائع والبريد في مطار هواهو إلى 3.3 مليون طن.

وأتاح تطوّر صناعة التوصيل السريع فرصة جيدة لنمو صناعة المعدات اللوجستية. حيث بات من غير الممكن اعتماد الفرز اليدوي لمئات الملايين من الشحنات السريعة، وهو ما دعا صناعة التوصيل السريع إلى الإستعانة بالتكنولوجيا. وفي هذا الصدد، نجحت شركة تشونغ كه ويتشي للذكاء الأصطناعي بمقاطعة جيانغسو، التي تأسست قبل 5 سنوات فقط، في دخول لوحة ابتكار العلوم والتكنولوجيا في بورصة شنغهاي. ومنذ تأسيسها نجحت الشركة في تقديم مايزيد عن 300 طريقة ذكية لمعالجة مشاكل فرز البضائع. وبحلول نهاية عام 2021، قامت بتصدير منتجاتها إلى العديد من البلدان عبر العالم. وتواصل الشركة في الوقت الحالي، العمل على بناء قنوات الأسواق الخارجية والنفاذ إلى أسواق جديدة.

في قاعدة إمدادات شركة استرازنيكا بووشي من مقاطعة جيانغسو، تحسنت كفاءة التوصيل السريع بشكل ملفت، بفضل ربط شبكة الطلب بسلسلة التوريد لشركتي "آس آف" و "دي آش آل". وفي الماضي، كانت أستارزنيكا تسلم ألفين إلى ثلاثة آلاف طرد في اليوم، لكن بعد ربطها بسلسلة التوريد، أصبحت الآن تسلم 20 ألف إلى 30 ألف طرد في اليوم. وفي شركة سانينغ لوجيستيك، تتكفل شركة التوصيل السريع بخدمات مابعد البيع للشركات المصنعة، حيث يقوم موظفو التوصيل بتركيب الأثاث أيضا. وتظهر المزيد من الأمثلة أن شركات التوصيل السريع لم تعد تقتصر على مجرد تقديم خدمات توصيل المنتجات فقط، بل تحاول أيضا تضمين المرافق والأنظمة والخدمات في روابط الإنتاج والمبيعات وحتى خدمات ما بعد البيع لشركات التصنيع، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من دورة التصنيع والإنتاج والمبيعات.

من جانب آخر، تشهد أعمال التوصيل السريع العابر للحدود نموا سريعا أيضا، وأصبحت المعاملات التجارية العابرة للحدود أكثر سهولة. على سبيل المثال، قامت شركة "تساي نياو للتكنولوجيا" في نوفمبر 2021، بتأسيس مراكز توزيع في عدة مدن أجنبية مثل لييح ومدريد وباريس وبريمن وروما وبودابست وموسكو. ولم تتوقف عند هذا فحسب، بل أطلقت شركة تساي نياو أيضًا أكثر من 300 رحلة طيران مستأجرة، بسعة شحن تقدر بأكثر من 30 ألف طن.

وخلال السنوات الأخيرة، قامت شركات التوصيل السريع الصينية بتعزيز انتشارها في الأسواق الخارجية، وبنت 240 مستودعًا خارجيًا بمساحة تقارب 2 مليون متر مربع.

لم يساعد التطور النشط لصناعة التوصيل السريع الصناعات التحويلية على تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة فحسب، بل سهل أيضًا خروج المنتجات المحلية نحو الأسواق العالمية، مما يوفر المزيد من الفرص للصناعة في الداخل والخارج.