بكين أول مارس 2022 (شينخوا) قامت الصين يوم الإثنين بإصدار "تقرير حول انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة خلال عام 2021 ".
وفيما يلي النص الكامل للتقرير:
تقرير حول انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة خلال عام 2021
مكتب الإعلام بمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية
فبراير 2022
المحتوى
مقدمة
1- ثمن باهظ تدفعه الولايات المتحدة في مجال الوقاية من الوباء ومكافحته
2- الفكر العنيف المتجذر يهدد الأرواح
3 - التلاعب بالديمقراطية الزائفة يسحق الحقوق السياسية
4 - التمادي في التمييز العنصري يزيد من تفاقم الظلم الاجتماعي
5- الانحراف عن القيم الإنسانية يؤدي إلى أزمة المهاجرين
6- انتهاك حقوق الإنسان في الدول الأخرى بالقوة المفرطة والعقوبات
مقدمة
إن وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، التي لديها سجلات سيئة السمعة في هذا الصدد، شهد تدهورا في عام 2021. فقد أدى التلاعب السياسي إلى ارتفاع حاد في الوفيات بكوفيد-19؛ وبلغت الوفيات الناجمة عن حوادث إطلاق النار رقما قياسيا جديدا؛ وداست الديمقراطية الزائفة على الحقوق السياسية للشعب؛ وأدى إنفاذ القانون بعنف إلى جعل الحياة أكثر صعوبة على المهاجرين واللاجئين؛ واشتد التمييز ضد فئات الأقليات العرقية، وخاصة الآسيويين؛ وفي غضون ذلك، خلقت الإجراءات الأمريكية أحادية الجانب أزمات إنسانية جديدة حول العالم.
-- صار لدى الولايات المتحدة أكبر عدد من الإصابات والوفيات بكوفيد-19 في العالم، حيث سجلت 34.51 مليون حالة إصابة مؤكدة و480 ألف حالة وفاة بالمرض، وهو ما فاق بكثير الأرقام المسجلة في عام 2020. وانخفض متوسط العمر المتوقع بمقدار 1.13 سنة، وهو أكبر انخفاض منذ الحرب العالمية الثانية .
-- شهد وضع الأمن العام في الولايات المتحدة تدهورا وما زالت جرائم العنف مرتفعة. فقد وقع 693 حادث إطلاق نار جماعي في عام 2021، بزيادة 10.1 في المائة عن عام 2020، وقُتل خلالها أكثر من 44 ألف شخص في أعمال عنف مسلح.
-- تم تقديم أكثر من 420 مشروع قانون، تتضمن أحكاما تقيد إمكانية التمتع بحق التصويت، في 49 ولاية أمريكية. وهناك 7 في المائة فقط من الشباب الأمريكي يعتبرون البلاد "ديمقراطية صحية"، فيما تراجعت ثقة الجمهور في الحكومة إلى أدنى مستوى تاريخي على الإطلاق منذ عام 1958.
-- قال حوالي 81 في المائة من البالغين ذوي الأصول الآسيوية إن العنف ضد المجتمعات الآسيوية آخذ في الازدياد. فقد قفزت جرائم الكراهية ضد الآسيويين في مدينة نيويورك بنسبة 361 في المائة مقارنة بعام 2020. وذكر 59 في المائة من الأمريكيين إن فئات الأقليات العرقية لا تتمتع بفرص عمل متساوية.
-- في السنة المالية 2021، احتجزت الولايات المتحدة أكثر من 1.7 مليون مهاجر على حدودها الجنوبية، بينهم 45 ألف طفل. أودى إنفاذ القانون بعنف بحياة 557 شخصا، وهو أعلى رقم منذ عام 1998، والذي زاد بواقع أكثر من ضعف الرقم المسجل في السنة المالية السابقة.
-- قتلت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار أثناء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان عشرة أفراد من أسرة أفغانية، بينهم سبعة أطفال، أصغرهم يبلغ من العمر عامين فقط. ولا تزال الولايات المتحدة تحتجز 39 معتقلا في سجن غوانتانامو.
قال فرناند دي فارينيس، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بقضايا الأقليات، إن النظام القانوني الأمريكي لحماية حقوق الإنسان يعاني من أوجه قصور وعفا عليه الزمن، وهو ما أدى بدوره إلى تزايد انعدام المساواة.
أما بالنسبة لما ينتج عن ممارسات الولايات المتحدة الخاطئة من خلق لأزمات تتعلق بحقوق الإنسان في بلدان أخرى باسم حقوق الإنسان، قال ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، "يجب على الأمريكيين أولا معالجة المشكلات الحاصلة داخل بلادهم وإعادة النظر في كيفية تعاملهم مع بقية العالم".
في عام 2021، فُضح تماما زيف الشخصية العامة الأمريكية بأنها "مدافع عن حقوق الإنسان"، حيث كانت ما تسمى بـ"قمة القادة من أجل الديمقراطية"، التي أقيمت تحت ستار حماية حقوق الإنسان، أشبه بمسرحيّة هزليّة. وفي الدورة الـ48 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، انتقدت دول عديدة الولايات المتحدة لكونها "أكبر مدمر" لحقوق الإنسان في العالم وحثتها على معالجة انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان.
1- الثمن الباهظ للوقاية من الوباء ومكافحته في الولايات المتحدة
على الرغم من امتلاكها لأكثر المعدات والتقنيات الطبية تقدما في العالم، إلا أن الولايات المتحدة لديها أكبر عدد من الإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 على الصعيد العالمي. ولم تقم الحكومة الأمريكية أبدا بإعادة النظر في إجراءات الاستجابة ولا تزال تفتقر إلى خطط فعالة لمكافحة الوباء. وبدلا من ذلك، اتجهت إلى إذكاء مسألة تتبع أصل كوفيد-19؛ وحرصت على التنصل من المسؤولية بإلقاء اللوم على غيرها وممارسة التلاعب السياسي.
تجاهل حق الناس في الحياة والصحة.منذ بدء تفشي كوفيد-19 في الولايات المتحدة، تم تسييس مسألة الوقاية من الوباء ومكافحته إلى حد كبير، لتصبح أداة وورقة مساومة في أيدي الجمهوريين والديمقراطيين لمهاجمة ورفض ومواجهة بعضهم البعض. فالساسة الأمريكيون لم يركزوا سوى على مكاسبهم السياسية متجاهلين حياة الناس وصحتهم.
سارت الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية في طريقها الخاص وقيدت بعضها البعض، الأمر الذي جعل من الصعوبة بمكان دمج عملية إدارة الموارد الطبية وتنسيقها، بل وجعل أيضا الناس مرتبكين بشأن سياسات الوقاية من الوباء ومكافحته.
وهكذا سادت مختلف الأقوال والأفعال المناهضة لاستخدام العقل والتي ترفض العلم والحس السليم. فقد رفض بعض الأمريكيين، بعد أن ضللهم التلاعب السياسي، ارتداء الكمامة، بل وأطلقوا حركة مناهضة للقاحات، ما أدى إلى تسريع وتيرة انتشار كوفيد-19.
بحلول نهاية عام 2021، لم يكن ما يقرب من 30 في المائة من الأمريكيين قد تم تطعيمهم، وفق لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وأفادت وكالة ((أسوشيتد برس)) في 19 ديسمبر 2021 بأن المستشفيات الأمريكية مثقلة بالأعباء مع استمرار تزايد حالات كوفيد-19 ودخول المستشفيات بسبب انتقال العدوى بين غير المطعمين.
وذكر موقع ((فوكس)) الإخباري الأمريكي في 2 يناير 2021، أن الولايات والحكومات المحلية وعامة الناس "تم التخلي عنهم الآن وتُركوا وحدهم". ووفقا للبيانات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز، فإنه حتى نهاية فبراير 2022، تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة 78 مليونا وتجاوزت حصيلة الوفيات بالمرض 940 ألفا؛ ومن هذه الحصيلة، تجاوز عدد الوفيات المسجل في عام 2021 بكثير العدد الإجمالي لعام 2020.
ووفقا لتحليل أجراه باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة برينستون، فإن الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 خفضت متوسط العمر المتوقع الإجمالي بمقدار 1.13 سنة، وهو أكبر انخفاض منذ الحرب العالمية الثانية.
تشير التقديرات إلى أن متوسط العمر المتوقع انخفض بمقدار 2.10 سنة بين الأمريكيين الأفارقة و3.05 سنة بين الأمريكيين اللاتينيين، فيما بلغ الانخفاض 0.68 سنة بين البيض. فإجراءات الحكومة الأمريكية غير العلمية وغير المتكافئة وغير المسؤولة للوقاية من الوباء ومكافحته قوضت بشكل خطير حقوق شعبها في الحياة والصحة. وذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) في 18 نوفمبر 2021 أنه قد تبين أن الوباء اختبار إجهاد دام لعامين تقريبا وفشلت فيه الولايات المتحدة، وأن ثقة الشعب الأمريكي في حكومته "أفلست".
وتدهورت الصحة النفسية للشعب بسبب تفشي المرض إلى خارج نطاق السيطرة.فقد وجدت دراسة نشرت في مجلة ((ذا لانسيت ريجونال هيلث - أمريكاز)) في أكتوبر 2021 أن 32.8 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة عانوا من "أعراض اكتئاب مرتفعة" في عام 2021، مقارنة بـ27.8 في المائة في الأشهر الأولى من الوباء في عام 2020 و8.5 في المائة قبل الوباء. ووفقا لاستطلاع للرأى العام، فإن أكثر من ثلث الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و56 عاما قالوا إن الوباء يعد مصدرا خطيرا للإجهاد في حياتهم.
وأفادت وكالة ((أسوشييتد برس)) في 6 ديسمبر 2021 بأن المراهقين والشباب واجهوا بعضا من أصعب أشكال المعاناة مع بلوغهم سن الرشد خلال فترة الاضطرابات الشديدة. ونقلت صحيفة ((لوس أنجليس تايم)) عن الجراح العام الأمريكي فيفيك مورثي قوله في 9 ديسمبر 2021 إن عدد محاولات الانتحار المشتبه بها في عام 2021 كان أعلى بنسبة 51 في المائة بين المراهقات مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
أما عدد الأشخاص الذين لا مأوى لهم فهو مذهل.فقد أفادت صحيفة ((واشنطن بوست)) في 7 ديسمبر 2021 بأن "التشرد هو أحد أكبر التحديات الحالية التي تواجهها الولايات المتحدة، بغض النظر عن المنطقة". وأشارت وكالة ((أسوشييتد برس)) في 9 سبتمبر 2021 إلى أن عدد الأشخاص الذين ليس لديهم مأوى دائم في رود آيلاند زاد بواقع أكثر من 85 في المائة منذ يناير 2021. ووفقا لتقرير صادر عن مجموعة ((المدافعون عن الأطفال))، كان أكثر من 100 ألف تلميذ في مدينة نيويورك بلا مأوى في مرحلة ما خلال العام الدراسي 2020-2021. وشكّل العدد الإجمالي للطلاب الذين كانوا بدون مأوى خلال العام الدراسي ما يقرب من عشر نظام المدارس العامة في المدينة. واضطر بعض الطلاب إلى العيش في سيارات أو متنزهات أو مبانٍ مهجورة. ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) في 19 ديسمبر 2021 أن واحدا من كل 100 مقيم في سان فرانسيسكو كان بلا مأوى.
أما بالنسبة لحقوق المسنين في الحياة، فقد اُنتهكت انتهاكا صارخا.اتبع الساسة الأمريكيون القانون الطبيعي المتمثل في "اختيار من هم أعلى واستبعاد من هم أدنى"، معلنين أن "كبار السن يمكن أن يضحوا من أجل الوطن" وأن "الاقتصاد الوطني أهم من حياة كبار السن". وذكرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن الغالبية العظمى من الوفيات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة كانت بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 أو أكثر. ووفقا لـ((ستات نيوز))، وهو موقع إخباري أمريكي موجه نحو الصحة، توفي أكثر من نصف مليون مسن في الولايات المتحدة بكوفيد-19، وهو ما يمثل أربعة أخماس جميع الوفيات. وأشار تقرير صادر عن كلوديا ماهلر، الخبيرة المستقلة للأمم المتحدة المعنية بكبار السن، في 21 يوليو 2020، إلى "التمييز في تقديم خدمات الرعاية الصحية، وعدم إعطاء دور رعاية المسنين أولوية كافية في الاستجابة للفيروس، وحالات الإغلاق التي تركت كبار السن أكثر عرضة للإهمال أو الإساءة ". وكان هناك "إغفال لأعداد كبيرة عند احتساب عدد الوفيات في دور رعاية المسنين" في الولايات المتحدة خلال الوباء.
إلحاق ضرر جسيم بالتعاون العالمي في مكافحة الوباء.تسعى واشنطن بقوة إلى اتباع نهج "أمريكا أولا"، وذلك ليس فقط بحجبها المواد الخاصة بمكافحة الوباء عن الدول الأخرى، وإنما أيضا بحظرها تصدير المواد الطبية المحلية واستحواذها على القدرة الإنتاجية للأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج مرضى كوفيد-19. ومارست الولايات المتحدة مرارا ضغوطا على منظمة الصحة العالمية، لتعرقل وتعيق بذلك التعاون العالمي في مكافحة الوباء.
لقد انخرطت الولايات المتحدة في "قومية اللقاح"، ما دفع بعض البلدان والمناطق المتخلفة إلى وضع يائس من عدم امتلاك لقاحات لتطعيم الناس بها.
منذ مارس 2021، تخلصت الولايات المتحدة من 15 مليون جرعة على الأقل من لقاحات كوفيد-19، وهو عدد أكبر بكثير مما أعدته العديد من البلدان الفقيرة لجميع سكانها، وفقا لما ذكرته شبكة ((إن بي سي نيوز)) في الأول من سبتمبر 2021.
وقالت شريفة سيكالالا، الأستاذة المشاركة في قانون الصحة العالمي بجامعة وارويك بإنجلترا، "إنه لأمر مأساوي حقا أن نشهد وضعا تُهدر فيه اللقاحات في حين أن الكثير من البلدان الأفريقية لم يتم تطعيم حتى 5 في المائة من سكانها".
كما انتقد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا البلدان الغنية بسبب اكتنازها اللقاحات، مضيفا "إنهم يعطوننا فقط الفتات من مائدتهم. فالجشع الذي أظهروه كان مخيبا للآمال".
وعلق مقال نُشر على الموقع الإلكتروني لمجلة ((السياسة الخارجية الأمريكية))، قائلا إن إدارة بايدن لا تزال تسعى إلى تحقيق المصالح الأمريكية بطرق تلحق الضرر بمصالح بقية العالم.