1 إبريل 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/"ازداد عدد الحيوانات البرية من الباندا العملاقة من 1114 إلى 1864 باندا في غضون 40 عامًا"، "انخفض خطر مستوى تهديدها بالانقراض إلى كونها صارت معرضة للخطر"، هذا ما ورد في الكتاب الأبيض أصدرته الصين مؤخرا تحت عنوان "الحفاظ على التنوع البيولوجي في الصين"، الذي يبرز أهم إنجازاتها في حماية الباندا العملاقة والتأثيرات الجيدة التي جلبتها مثل التوسع الدائم في مساحة موطن الحيوانات البرية والزيادة المستمرة في أعداد الحيوانات المحمية ودور الصين الكبير في حماية البيئة الإيكولوجية.
أنشأت الصين في السنوات الأخيرة 67 محمية باندا عملاقة، كما أن تتجاوز مساحة حديقة الباندا الوطنية العملاقة التي مازالت قيد الإنشاء أكثر من 27 ألف كيلومتر مربع، وسيتواجد بها ما نسبته 88 ٪ من حيوانات الباندا العملاقة البرية وستحتل مساحة ما نسبته 70 ٪ من مساحة موطن هذه الحيوانات البرية ضمن شبكة المحميات الطبيعية في الصين. هذا الاستثمار والجهد الكبير ليس لأن الباندا العملاقة تعتبر كنزا وطنيا وحيوانات محبوبة للغاية في الصين فحسب، وإنما يمكن للحفاظ على الباندا العملاقة أن تفيد حماية النظام البيئي واستدامة بقية أماكن الحياة البرية المحيطة بها.
تلعب الباندا العملاقة دورًا مهما للغاية في عملية الحفاظ على الطبيعة. لأن كل موطن لحيوانات الباندا العملاقة يصادف فيها تقريبا وجود أهم أنواع الحيوانات المحمية في الصين. تعيش العديد من الطيور والثدييات والبرمائيات المستوطنة في الصين في موطن الباندا العملاقة. وهذا يعني أن الاستثمار في حماية الباندا العملاقة يمكن أيضًا أن يحمي بقية الأنواع الأخرى التي تتوزع في مناطق سكنها.
لقد عززت جهود الحفاظ على الباندا العملاقة الحفاظ على مجموعة كبيرة من الحيوانات البرية الأخرى. إذ أن المنطقة التي تعيش فيها الباندا العملاقة هي أيضًا الموطن الرئيسي للقرود الذهبية و حيوانات المَهَا الصينية "تسمى أيضا التاكين" وأنواع أخرى. حاليا يمكن رؤية جميع أنواع الحيوانات البرية في كافة مواطن الباندا العملاقة في الصين، مثل طائر "حلمة الفحم" وطائر التارسيجر وهي طيور صغيرة مهاجرة لا تخاف من الناس، هذا بالاضافة إلى طائر الدراج الأزرق الذي غالبًا ما يصدر نداءات عالية على سفوح التلال، وسمندل الخور الجبلي الذي يسكن في الوديان الجبلية إلى غير ذلك من الأنواع الأخرى. بفضل إنشاء محمية الباندا العملاقة، انخفض الصيد الجائر في المواطن الطبيعية للحيوانات البرية بشكل كبير، مما ساهم في زيادة عدد هذه الحيوانات تدريجياً، كما استعاد النظام البيئي سلامته أيضا.
كما أدت حماية الباندا العملاقة إلى دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحققت وضعا مربحا للجميع تميز في الجمع بين حماية الباندا العملاقة وتحسين مستويات معيشة الناس. هناك العديد من الصينيين الذين يعيشون في منطقة تتوزع فيها حيوانات الباندا العملاقة والتي تمتد ابتداءً من جبال تشينلينغ في الشرق مرورا بديبو وتشوتشي في مقاطعة قانسو وصولا إلى مينشان وتشيونغلاي وليانغشان في مقاطعة سيتشوان. أثناء بناء الشبكة الطبيعة لحمامية الباندا العملاقة، حدثت بعض التغييرات في نمط حياة السكان المحليين. إذا أصبح أغلبهم يستعملون الطاقة النظيفة في حياتهم اليومية مثل المواقد الموفرة للطاقة ومواقد تخزين الغاز الحيوي، مما قلل من اعتمادهم على قطع الحطب للطبخ والتدفئة، كما طورت بعض الأماكن الصناعات المرتبطة بزراعة نباتات الطب التقليدي الصيني وتربية النحل، وصار الأهالي يقومون بتصدير منتجاتهم الصديقة للبيئة إلى المدن الكبرى مما ساهم في تحسن مستوى حياتهم الاجتماعية وجلب لهم الكثير من الفرص. هذا وتشير التقديرات إلى أن قيمة خدمة النظام البيئي للباندا العملاقة ومواطنها تبلغ 10 أضعاف قيمة الاستثمار في الحفاظ على الباندا العملاقة.
إن تصنيف الخطر الذي يهدد حيوانات الباندا العملاقة من حيوانات مهددة بالانقراض إلى حيوانات معرضة للخطر لا يعني خفض مستوى حماية الصين لها. لذلك مع إنشاء الحديقة الوطنية للباندا العملاقة، فإن تأثيرات هذه الحيوانات وحب الصينيين لها سيجعل المزيد من الكائنات الحية التي تقطن معها في نفس المكان تعيش بأمان وسلام.