13 أبريل 2022، تظهر الصورة عمال تنظيف في بلدة بواو بمدينة تشيونغهاي في مقاطعة هاينان وهم يقومون بتنظيف القمامة من الشاطئ. منغ تشونغ دي/ صورة الشعب |
شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل أيام قليلة خلال تفقده لمعهد سانيا لعلوم المحيطات التابع لجامعة المحيطات الصينية أن "بناء دولة قوية بحريا تعد مهمة إستراتيجية رئيسية لتحقيق التجديد العظيم للأمة الصينية".
الصين دولة بحرية كبيرة، إذ لديها أكثر من 18 ألف كيلومتر من السواحل في برّها القاري، وأكثر من 14 ألف كيلومتر من سواحل الجزر، و3 ملايين كيلومتر مربع من جرفها البحري القارّي التابع لها، مما يجعلها تتميز بموارد بحرية وافرة للغاية. في السنوات الأخيرة طورت الصين مواردها البحرية بشكل مكثف، وسرعت من بناء موانئ بحرية عالمية المستوى وعملت على بناء نظام صناعي بحري حديث ومتكامل، واستمرت في تعزيز التطور السريع لصناعة المعدات والطاقة البحرية الجديدة ، والنقل والسياحة البحرية، واستمر حجم الاقتصاد البحري في النمو والتوسع. في عام 2021 ولأول مرة تجاوز إجمالي الناتج البحري للصين 9 تريليونات يوان.
تعد التكنولوجيا البحرية المتقدمة قوة دافعة مهمة للغاية لبناء دولة بحرية قوية. لقد بدأت علوم وتكنولوجيا البحار في الصين متأخرة لكنها تطورت بسرعة. وقد شهدت مجموعة من المعدات البحرية الهامة عملية تطور العلوم والتكنولوجيا البحرية الصينية من احتلال المراكز الريادية في العالم بعد بدايتها المتأخرة: إذ يقف أول حقل غاز صيني في المياه العميقة "البحر العميق رقم 1" شامخا بعمق 1500 متر وتم بناءه بشكل مستقل بالكامل، كما قامت الصين بشكل ذاتي وبالاعتماد على نفسها بتطوير الغواصة "محارب أعماق البحار" بشكل مستقل بنسبة 95٪ والتي يمكنها حمل غواصين على متنها لعمق يصل إلى 4500 متر. كما نجحت الغواصة "فندوتشه" والتي يمكنها الغوص لمسافة 10 آلاف متر في في أعماق المحيطات من تحدي أعمق جزء من محيطات العالم ووصلت إلى عمق 10909 مترا. ووفقًا لتقرير مؤشر الابتكار في العلوم البحرية والتكنولوجيا العالمية لسنة 2020، ارتفع الترتيب العام للصين في مجال العلوم والابتكارات التكنولوجية البحرية إلى المركز الرابع.
إن حماية البيئة البحرية وتحقيق الانسجام بين الإنسان والبحر هو معنى بناء دولة بحرية قوية. لقد دأبت الصين على تحسين النموذج الجديد "البيئة الإيكولوجية + الإدارة البحرية"، مما ساهم في تمكن إدارة البيئة الإيكولوجية البحرية من تحقيق نتائج ملحوظة. إلى غاية نهاية عام 2020 أنشأت الصين 14 محمية طبيعية بحرية على المستوى الوطني، و 67 متنزهًا بحريًا على المستوى الوطني، و 52 محمية طبيعية بأشجار المانغروف، لتصبح بذلك واحدة من البلدان القليلة في العالم التي حققت زيادة صافية في مساحة هذا النوع من الأشجار التي تنمو في السواحل القلوية. في الوقت الحالي يخضع ما يقرب من 30 ٪ من المياه الساحلية و 37 ٪ من الساحل القاري للبلاد للحماية البيئية الصارمة، كما تم إنشاء أكثر من 270 منطقة محمية بحرية على جميع المستويات تغطي مساحة تفوق 12 مليون هكتار. توفر المحيطات حوالي 70٪ من الأكسجين للأرض، وتمتص مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون كل عام، وهي أكبر "تجمع للكربون" على وجه الأرض.
تمثل محيطات العالم 71٪ من مساحة الأرض، ولآلاف السنين ربط "طريق الحرير البحري" بين الشرق والغرب، وهو ليس فقط طريقا تجاريا للتجارة عبر البحار ولكنه أيضًا مسرح للتبادلات الثقافية. في مدينة تشيوانتشو التي تعتبر ميناء هاما على "طريق الحرير البحري"، يتعايش الناس من مختلف دول العالم بانسجام تام وذلك بالرغم من اختلاف معتقداتهم الدينية ولغاتهم وجنسياتهم. وهذا ما يجعل ثقافة "الانسجام" و "الوحدة" التي تنادي بها الصين تتألق دوما على "طريق الحرير البحري".
إن "الكوكب الأزرق الذي نعيش فيه لا ينقسم إلى جزر منعزلة عن طريق المحيط ، ولكنه متصل بالمحيط لتشكيل مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، حيث تتشارك الناس من جميع البلدان في السراء والضراء." لذلك يجب على جميع البلدان في العالم الحفاظ بشكل مشترك على أمن وسلام المحيطات وحماية الحضارة البيئية البحرية بشكل مشترك وحل الخلافات وتحقيق الازدهار والتنمية بشكل مشترك. ابتداءً من الاقتراح الخاص بالبناء المشترك لـ "طريق الحرير البحري" للقرن الحادي والعشرين في عام 2013 لتعزيز الاتصال البحري، وصولا إلى الاقتراح الأول في عام 2019 للمفهوم المهم لمجتمع مصير مشترك بحري أصرت الصين دائمًا على وضع اليد في يد مع الدول الأخرى للتعاون المربح للجانبين.
ستفي الصين في المستقبل بمسؤولياتها والتزاماتها الدولية بنشاط أكبر، وستبذل جهودًا إضافية ووضع اليد في اليد مع الدول الأخرى لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك بحري.