الأمم المتحدة 19 مايو 2022 (شينخوا) حث مبعوث صيني يوم الخميس المجتمع الدولي على العمل معا لتحقيق الاستقرار في سوق الغذاء العالمي، وضمان توافر إمدادات غذائية متنوعة، وتسهيل التجارة الزراعية عالميا.
وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن الصراع والأمن الغذائي "أولا، نحتاج إلى تعزيز التنسيق وتحقيق الاستقرار في سوق الغذاء العالمي".
وذكر أنه "من أجل سد فجوة العرض، يحتاج المجتمع الدولي إلى العمل معا سعيا لتوفير إمدادات غذائية متنوعة، والحفاظ على سريان التجارة الزراعية بسلاسة على الصعيد الدولي"، مضيفا أنه "من الأهمية بمكان إعادة المنتجات الزراعية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا وبيلاروس إلى السوق الدولية. ونرحب بجهود الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الصدد".
ولدى إشارته إلى أنه في عصر العولمة، ينتشر أي اضطراب طفيف في سلسلة التوريد بسرعة، ما يولد تأثيرا مضاعفا، قال تشانغ إن "تسليح الاعتماد الاقتصادي المتبادل لن يؤدي سوى إلى خلق صعوبات من صنع الإنسان، وتضخيم المخاطر المحلية".
وأضاف قائلا "إننا ندعو إلى رفع سريع للقيود المفروضة على إنتاج وتصدير المواد الغذائية والناتجة عن عقوبات أحادية الجانب، للسماح بتدفق مطرد لإنتاج الأغذية وإمداداتها".
وفي معرض حديثه عن المساعدات الطارئة، ذكر تشانغ أنه نظرا لأن حالة انعدام الأمن الغذائي ستزداد سوءا، ينبغي على المجتمع الدولي، والبلدان المتقدمة على وجه الخصوص، زيادة توفير الإمدادات والمساعدات الغذائية الطارئة، وتقديم مساعدة مستهدفة وفي الوقت المناسب للفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال.
وأشار إلى أنه "من المهم أن تحصل وكالات الإغاثة الدولية على ضمانات تمكنها من إيصال المساعدات الإنسانية".
وحول إعادة هيكلة وإصلاح النظام الغذائي العالمي، قال تشانغ "إننا بحاجة إلى دفع عملية تحول عميق وتعزيز مرونة النظام الغذائي العالمي".
"شأنها شأن العديد من الأزمات الغذائية التي واجهناها منذ القرن العشرين، تسلط الأزمة الحالية الضوء مرة أخرى على المشكلات الهيكلية للنظام الغذائي العالمي. فالنمط العالمي للعرض والطلب على الغذاء يتصف بتركز إنتاج الأغذية بدرجة عالية في عدد قليل من البلدان، في حين أن البلدان المستهلكة متناثرة جغرافيا. وهذا يجعل التوازن بين العرض والطلب على الغذاء شديد التأثر بالظروف الجوية القاسية والأوبئة والصراعات المسلحة وغيرها من العوامل الطارئة وغير المتوقعة".
ولفت تشانغ إلى أنه من أجل تعزيز قدرة النظام الغذائي العالمي على الصمود في وجه المخاطر، من المهم مساعدة البلدان النامية على تعزيز قدرتها على الاكتفاء الذاتي، وزيادة مدخلاتها الزراعية والريفية، وتسريع تقدمها في العلوم والتكنولوجيا الزراعية، وتحسين بنيتها التحتية الزراعية، وتوسع نطاق توافر الأغذية لديها.
وقال إن "الوكالات الزراعية الثلاث التابعة للأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية ينبغي أن تستفيد من نقاط القوة الخاصة بها، وتلعب دورا نشطا في تحليل الأوضاع، وتسدي المشورة بشأن السياسات، وتنسق المساعدات، وتقدم المزيد من الدعم للبلدان النامية".
ودعا تشانغ الدول المتقدمة إلى تقليل الحواجز التجارية والتقنية، وتقديم المزيد من المساعدة للبلدان النامية من حيث التمويل والتكنولوجيا والوصول إلى الأسواق وبناء القدرات، وبالتالي تلعب دورها الواجب في بناء نظام عالمي فعال ومنفتح وعادل للإمدادات الغذائية.
وفي حديثه عن الصين، قال تشانغ إن الصين جعلت دائما من توفير الغذاء لسكانها أولوية قصوى في حوكمتها الوطنية.
وأشار إلى أنه "مع امتلاكنا لـ9 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، فإننا نطعم ما يقرب من خمس إجمالي سكان العالم. ولقد قضينا على الفقر المدقع الذي ابتليت به البلاد منذ آلاف السنين".
ولدى إشارته إلى الصعيد السياسي، ذكر تشانغ أن العالم اليوم يواجه أزمات متعددة ولا توجد أزمة أكبر من انتشار الهيمنة وسياسات القوة، الأمر الذي يشكل تحديات خطيرة للعدالة والإنصاف الدوليين.
"في عصر مليء بالمخاطر والأزمات، فإن التوجه نحو بدء حرب باردة جديدة، وإثارة مواجهة بين الكتل، والسعي إلى فك الارتباط في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي لن يحل أي مشكلات. بل على العكس من ذلك، فإن هذا لن يجلب سوى المزيد من المتاعب للعالم"، هكذا أوضح تشانغ، قائلا "إن أكثر ما يحتاجه العالم هو تعددية حقيقية، وإجراءات متسقة ونموذجية ومسؤولة من جانب الدول الكبرى، وتعاون عالمي شامل ويقوم على قدم المساواة، حيث نعمل معا ونتشارك معا".