تعليق: الإشاعات حول "تسلل الصين" في الغرب .. ماذا يريد " تحالف العيون الخمس" الاستخباراتي من الصين؟

علمت صحيفة "غلوبال تايمز" من مصادر حصرية يوم 18 يونيو الجاري، أن تحالف "العيون الخمس" يجمع الأدلة ويفبركها، ويخطط لتلفيق سلسلة مما يسمى "تسلل الصين " في الغرب لتشويه صورة الصين الدولية. وهذه هي الجولة الأحدث من الهجمات التي يشنها "تحالف العيون الخمس" ضد الصين، وقد كان قبلها قضايا متعلقة عن أصل كوفيد-19، وشينجيانغ ، وهونغ كونغ ، وبحر الصين الجنوبي، ليصبح تطور " تحالف العيون الخمس" من منظمة تجسس واستخبارات كانت غير مرئية تقريبًا في الماضي إلى الجبهات الأمامية المعادية للصين، وأساليبها تزداد سوءًا.

لقد كان "تحالف العيون الخمس"أثناء الحرب الباردة، يراقب بشكل أساسي الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وبعد نهاية الحرب الباردة، اعتقد العالم الخارجي أن هذه المنظمة الاستخباراتية التي كانت تعمل في الخفاء أنها تفككت، لكنها عادت إلى الحياة فجأة بعد حادثة "9 • 11" ، وباسم مكافحة الإرهاب العالمي ، قامت بمراقبة العالم كله ، بما في ذلك ألمانيا ودول أوروبية أخرى. وفي السنوات الأخيرة ، قامت "العيون الخمس" مرة أخرى بتضخيم "تهديد الصين" من أجل تلبية الاحتياجات الاستراتيجية لواشنطن لقمع الصين،وتحولت تدريجياً من آلية تبادل المعلومات الاستخباراتية إلى "قيادة معلومات" مكرسة لتنسيق عمليات وسياسات احتواء الصين.

المنظمة التي كان بإمكانها الاختباء في الظل فقط، بالاعتماد على عبوات معادية للصين ، توغلت فجأة ، وظهرت للعلن، على سبيل المثال، كثيرًا ما تتعامل وكالات الاستخبارات في أستراليا ودول أخرى مع الجالية الصينية المحلية وتضايقها، وتجبرهم على أن يصبحوا مخبرين لتحالف "العيون الخمس" . كما أصبحت قناصل "العيون الخمس" في هونغ كونغ تقريبًا "القائد ورئيس التدخل والتخريب. ويقوم "التحالف العيون الخمس" بإسم "حماية الأمن القومي" بتشويه ومهاجمةشركات التكنولوجيا الفائقة في دول أخرى، وخاصة الصين ، دون أي دليل ... هذه المرة، الجديد الذي سيأتي به "تحالف العيون الخمس" غير واضح، لكن لا شك في أن كل شائعة جديدة ستجدد فهمنا لحقارتها دون الحد الأدنى مرة أخرى.

في الواقع، أصبح "تحالف العيون الخمس" الاستخباراتي "مجموعة عصابات" ذات عنصرية واضحة. وينبع عداءها وقلقها تجاه الصين من قيمها الراسخة المتمثلة في تفوق البيض والعنصرية، وهي غير مستعدة لرؤية حياة الشعب الصيني تتحسن وأفضل. ومن حيث"النسب" ، بالإضافة إلى إخوان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن الثلاثة الآخرين هم دول الكومنولث: كندا وأستراليا ونيوزيلندا. بعبارة أخرى ، فإن الرابط الأساسي الذي يحافظ على هذا التحالف يأتي من الاستعمار البريطاني الأصلي لأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا، وما يترتب على ذلك من شعور بالتفوق على الحضارة الأنجلوسكسونية. وفي عملية الرد على "التحدي" الصيني ، فإن الفكرة الشريرة للعنصرية هي مثل هذا "التحالف"، لا يمكن أن يكشف عنه، لكنه منتشر في كل مكان.

إن ما يسمى مشاركة الدول الخمس المعلومات الاستخباراتية مجرد وهم، حيث أن الواقع مختلف تماماً، حيث تعتمد "العيون الأربع" الأخرى على الولايات المتحدة وتتلقى الأوامر منها. وحتى وسائل الإعلام الغربية يجب أن تعترف بأن معظم المعلومات الاستخباراتية المشتركة داخل تحالف العيون الخمس تأتي من واشنطن. وفي حالة نيوزيلندا، وجدت مراجعة استخباراتية أجريت في عام 2017 أن نيوزيلندا قدمت 1 فقط من كل 100 قطعة استخبارات من تحالف العيون الخمس.

يعتبر خلق " أعداء خياليين" ببراعة سمة متأصلة في إستراتيجية الولايات المتحدة، لكن استراتيجية "صنع الأعداء" التي يتم تنفيذها بشكل مشترك من قبل إدارات صنع القرار ووكالات الاستخبارات لديها أصبحت مرعبة بشكل متزايد. في السنوات الأخيرة، زاد دور وكالة المخابرات أكثر وأكثر في الدبلوماسية الأمريكية، حيث قامت وكالة المخابرات بتوفير التحاليل المشوهة للحقائق لتلبية حاجة سياسية خاصة لإدارات صنع القرار، ثم تعاملت الأخيرة مع القضايا الدبلوماسية ذات الصلة وفقا لهذه التحاليل ذات سمات المعادية العالية. وقد أدت هذه الظاهرة إلى تسميم أجواء صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية. أما الآن، تريد الولايات المتحدة تحريض "تحالف العيون الخمس"، بحجة أن الصين تتسلل في الغرب، وتهدف هذه اللعب والخدعة الشنيعة إلى تحميل الصين وحدها مسؤولية ما يفعلوه.