الصين تحرز تقدما ملحوظا في رعاية البيئة الطبيعية للمناطق الجبلية الجليدية المحيطة بهضبة تشينغهاي-التبت

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:08:04.14:41

4 أغسطس 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعتبر قمة إيفرست أعلى قمة جبلية في العالم وواحدة من أشهر القمم المغطاة بالثلوج. في السنوات الأخيرة ومع جهود الحماية المتزايدة التي تبذلها السلطات الصينية تحسنت بيئة المناطق المحيطة بجبل إيفرست يومًا بعد يوم.

أسدل الستار في الآونة الأخيرة عن مجموعة من نتائج البحوث الأولية التي أصدرتها البعثة العلمية الثانية لهضبة تشينغهاي - التبت خلال شهر مايو من هذا العام. ووفقًا لما جاء في التقرير الذي أصدرته فإن مساحة الأنهار الجليدية المحيطة بهضبة تشينغهاي - التبت بلغت حوالي 100 ألف كيلومتر مربع ومساحة الغطاء الثلجي السنوي حوالي 300 ألف كيلومتر مربع. أما من حيث كميات المياه المخزنة فقد بلغ احتياطي الجليد في الأنهار المتجمدة حول هذه المنطقة حوالي 8850 كيلومترًا مكعبًا، أي بمعنى آخر حوالي 8 تريليونات متر مكعب من المياه.

تعتبر الأنهار الجليدية والجبال المغطاة بالثلوج جزءًا مهمًا من البيئة بهضبة تشينغهاي - التبت، فهي ليست مصدرًا للعديد من الأودية الجارية فحسب، بل إنها تغذي أيضًا تطوير النظام المائي في الهضبة وتؤثر بشكل كبير على البيئة المحيطة بالمنطقة بالكامل.

وقال ياو تاندونغ رئيس فريق البعثة العلمية الثانية إلى منطقة هضبة تشينغهاي-التبت وأكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم للصحفيين أنه من عام 1976 إلى عام 2010، توسعت مساحة البحيرات الست في المنطقة المركزية لهذه الهضبة بمقدار 20.2 ٪. وبسبب تأثير المياه الجليدية الذائبة ازدادت مساحة بحيرة سيلينتسوه التي كانت تعتبر ثاني أكبر بحيرة في التبت، بسرعة، وتجاوزت مساحتها مساحة بحيرة نامتسوه لتصبح بذلك أكبر بحيرة في التبت. لقد تحسن الغطاء النباتي بشكل إجمالي لمحمية جبل إيفرست الطبيعية الوطنية خاصة في السنوات التي تلت عام 2010، وصار ينمو بشكل متزايد.

ترجع التغيرات في الأنهار الجليدية بشكل رئيسي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، ولكنها تتأثر أيضًا ببعض العوامل البشرية. لذلك ومع تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري توجّب أيضًا تقليل الأنشطة البشرية في المنطقة المحيطة بالأنهار الجليدية. يقع نهر بوروه قانغري الجليدي في محمية تشيانغ تانغ الطبيعية الوطنية في التبت، على ارتفاع يتراوح بين 6 آلاف متر إلى 6800 متر ومساحة تزيد عن 400 كيلومتر مربع، وهو أكبر نهر جليدي في العالم في المنطقة الواقعة بين خطي العرض المنخفض والمتوسط. ومنذ عام 2018 علقت هذه المحمية التبتية كافة خدمات استقبال السياح مما أدى إلى تعافي نمو الأراضي العشبية تدريجيا حول الأنهار الجليدية في الوقت الحالي.

وبالإضافة إلى السياحة، تخضع أنشطة تسلق الجبال أيضًا لرقابة صارمة. فقد أصدر مركز إدارة رياضة تسلق الجبال التابع للإدارة العامة للرياضة الصينية وإدارة الرياضية بمنطقة التبت ذاتية الحكم إشعارًا مشتركًا بشأن القيام بأنشطة تسلق الجبال وفقًا للقانون يفيد بأنه بالنسبة لأنشطة تسلق الجبال على قمم مستقلة يفوق ارتفاعها 5 آلاف متر في التبت، يجب تقديم طلب إلى إدارة الرياضة بالتبت قبل شهر واحد من تنفيذ النشاط. كما يوضح هذا الاشعار أنه يجب على منظمي تسلق الجبال والمتسلقين الالتزام أيضًا باللوائح ذات الصلة لحماية بيئة قمم الجبال. وبالتالي عندما ينتهك أحدهم القوانين واللوائح الواردة في هذا الاشعار فإن إدارة الرياضة بالتبت ستقوم بإخطار المخالفين واتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة لمعاقبتهم.

　توفر الوسائل التكنولوجية أيضًا المساعدة في حماية الأنهار الجليدية. في عام 2020 تم بناء برج مراقبة ارتفاعه 30 مترًا وهو منصة مراقبة ثلاثية الأبعاد للنهر الجليدي في الوادي رقم ١ لنهر لاسا. كما قام أعضاء فريق البحث العلمي هذه المرة أيضا بتثبيت محطة أوتوماتيكية للطقس الجليدي وجهاز مراقبة لدرجة حرارة الجليد والتغيرات الحاصلة بالقرب من برج المراقبة. ومع التحسين المستمر للمعدات العلمية يمكن لخبراء البحث العلمي في العصر الجديد تنفيذ الأعمال المتعلقة بالتحذير من الكوارث بشكل علمي أكثر فعالية وكفاءة وبالتالي حماية الهضبة المغطاة بالثلوج بشكل أفضل.