في مستشفى أنجين التابع لجامعة العاصمة للعلوم الطبية ببكين، الواقع بمنطقة تشاويانغ من مدينة بكين، يتدرّب طبيب شاب من الأردن اسمه يوسف في اختصاص أمراض القلب والأوعية الدموية. وقد جاء يوسف إلى الصين قبل 10 سنوات، ويقول عن قراره المجيئهء إلى الصين: " كان قرارا صائبا! لقد ساعدتني الصين على تحقيق حلمي، وأنا أشعر بالإمتنان."
ولد يوسف البالغ من العمر ثلاثين عامًا في العاصمة الأردنية عمان. ويقول بأن تعرضه لبعض الوعكات الصحية أثناء في طفولته، جعله يطمح إلى أن يصبح طبيبا. وبعد حصوله على تقدير ممتاز متميز في الثانوية العامة، أتيحت له الفرصة السفر للسفر إلى الصين لمتابعة دراسة الطب في مدينة نانتشانغ من مقاطعة جيانغشي.
ويقول يوسف، بأنه حينما جاء إلى الصين، وجد الشعب الصيني مسالم وودود، والبيئة مناسبة للطلاب الأجانب للدراسة.
من أجل الاندماج في البيئة الصينية بشكل أسرع، درس يوسف اللغة الصينية بجدية، واجتاز بسرعة اختبار الكفاءة في اللغة. "رغم بعض الصعوبات التي واجهتني في البداية، لكنني عملت بجد، وفي السنة الأولى كنت الأول على دفعتي. ثم حافظت على هذا المركز طيلة الأعوام اللاحقة. "
بعد ختم الإجازة، واصل يوسف دراسة الطب في جامعة داليان للعلوم الطبية وحصل على درجة الماجستير. والآن هو طالب دكتوراه في السنة الثانية للطب السريري لجراحة القلب والأوعية الدموية في الكلية الدولية لجامعة العاصمة للعلوم الطبية ببكين. من الإجازة إلى الدكتوراه، تعمّقت دراية يوسف بالطب، ويقول يوسف: " الطب في الصين يتطوّر بسرعة، ويتحسن بشكل أسرع وأفضل كل عام. ومستشفى أنجين هو واحد من أكبر مراكز القلب في العالم، . ويجري سنويا عددا كبيرا من العمليات ويأتيهته الكثير من المرضى، والخبراء هنا ذووا كفاءة عالية ممتازون للغاية. وفي كل مرة أتعلّم شيئا جديدا وأقوم بتجارب مختلفة. وهذا يجعلني أتقدّم بسرعة وأتعلّم المزيد."
ويقول يوسف إن الصين منحته فرصا جيدة، وبأنه يشعر دائمًا بأن عليه أن يقوم بشيء ما لأجل الصين.
في بداية عام 2020، وبعد تفشي وباء كورونا في ووهان، تمكن يوسف وأصدقاؤه من جمع شحنة من المواد الطبية من بلده الأردن وإرسالها إلى ووهان.
وفي نهاية أبريل من هذا العام، وبعد موجة الوباء التي شهدتها بكين، ارتدى يوسف البدلة البيضاء وشارك في حملات اختبارات كورونا. " شعرت بأنه عليّ أن أقف من مع أصدقائي الصينيين أمام في وجه هذه المحنة، وبأن ذلك مسؤوليتي وواجبي. واعتبرت ذلك شيئا بسيطا أمام الفرص التي منحتها لي الصين."
بعد عشر سنوات من الدراسة والعمل والعيش في الصين، يرى يوسف بأنه قد أصبح "نصف صيني" تقريبًا. ويقول بأنه قد أحب الثقافة والتاريخ والتنوع في الصين. وبأنه زار العديد من المقاطعات الصينية، لكنّه يفضل العيش في بكين.
وينوي يوسف مواصلة الدراسة والتعلم في الصين، وتحقيق حلمه في معالجة المرضى ومساعدة الناس. "لا أريد مغادرة الصين، أشعر أنني أصبحت "نصف صيني" ، وأصبحت بلدي الثاني. وآمل أن أستمر في التطور في الصين وأن أصبح جراح قلب ماهر، وأن أنقذ الأرواح وأرفع المعاناة عن المرضى"، يقول يوسف.