الصين تطور نظاماً يعمل بالذكاء الاصطناعي لتعزيز دقة وفعالية فحص خلايا الدم

تشونغتشينغ 24 فبراير 2023 (شينخوا) طور فريق صيني للبحث الطبي نموذج براءة اختراع يستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتسريع تحليل الدم وأتمتته، ما يساعد المختبرات على تقديم نتائج أسرع وأدق للأطباء.

وتعمل مختبرات المستشفيات يومياً على فحص وتقييم ملايين العينات من خلايا الدم لتشخيص الأمراض، من خلال مهمة متكررة عادة ما تتم بشكل يدوي من قبل أطباء مدربين يقومون بفحص عينات الدم من خلال المجاهر، واحدة تلو الأخرى.

وحظي نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد بالترحيب باعتباره تطورا رائدا، حيث يتميز بالقدرة على إحداث ثورة في كيفية تحليل المختبرات لعينات الدم، وتبسيط عملية التقييم والإبلاغ عن التشوهات المحتملة بكفاءة استثنائية.

واستنادا إلى 2500 صورة مجهرية لعينات الدم للمرضى تم تجميعها في الفترة ما بين عامي 2018 و2022 في مستشفى شينتشاو التابع للجامعة الطبية العسكرية، الذي يتخذ من بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين مقراً له، طور الباحثون النموذج الجديد بمساعدة الذكاء الاصطناعي، والذي حوّل تجارب الكشف التي راكمها الخبراء إلى خوارزميات. وكنتيجة لذلك، تعلم الذكاء الاصطناعي كيفية التعرف على الخلايا الطبيعية أو غير الطبيعية بمعدل دقة يزيد عن 90 في المائة في وقت أقصر مما تحتاجه العين البشرية. حسبما قال بنغ شيان قوي، قائد فريق البحث وكبير الفاحصين في مركز أمراض الدم بالمستشفى المذكور.

وأضاف بنغ، الخبير في مجال أمراض الدم لأكثر من 30 سنة: " عادة ما يحتاج الأطباء لنصف ساعة أو أكثر لفحص عينة الدم قبل أن يتمكنوا من كتابة تقرير معني، بينما يستغرق نموذج الذكاء الاصطناعي دقائق فقط لكل حالة.

وتابع بنغ شرح الأمر قائلاً إنه ومن أجل التدريب والتحقق واختبار نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد، قدم فريقه بيانات متعلقة بـ300 ألف خلية دم حمراء تم جمعها في الأعوام الخمسة الماضية، ومن ثم تمكن الفريق من حل تحدي تحديد الهوية.

وأظهرت النتائج أن بإمكان النموذج المذكور تحديد 49 نوعا من خلايا الدم غير الطبيعية، ما يغطي معظم أمراض الدم الشائعة في العيادات.

وبالإضافة إلى توفير العمالة اليدوية، يرى بنغ أن بإمكان مثل هذا النموذج أن يساعد الأطباء قليلي الخبرة في الوصول إلى مستوى الخبير ورفع فعالية عملهم.

وأضاف بنغ لوكالة أنباء شينخوا: "بإمكان الطبيب فقط أن يفحص عددا محددا من الحالات طوال حياته، أما نموذج الذكاء الاصطناعي؛ فيستطيع أن يراكم معلومات لا حدود لها، الأمر الذي يجعل عمليات التشخيص أكثر علمية ودقة.

ويمثل هذا النموذج أحدث منجزات الباحثين الصينيين في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لدعم جهود الأطباء في مجال التشخيص السريري. ومن الفحص التشخيصي إلى الروبوتات الجراحية، أصبحت المنتجات الطبية المجهزة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أكثر رواجاً في المستشفيات عبر أرجاء الصين.

وفي هذا السياق؛ قال تشانغ شي، رئيس مركز أمراض الدم في المستشفى المذكور إن النموذج المذكور حصل على ترخيص جهاز طبي من الدرجة الثانية في شهر سبتمبر من العام الماضي، حيث يمتلك 32 براءة اختراع، مضيفا: " سنستكشف المزيد من إمكانيات التطبيق المتحملة للنظام المذكور لمساعدة المزيد من مستشفيات الرعاية الأولية على تقديم الخدمات للمرضى".