تجاوزت القدرة المركبة للطاقة المتجددة في الصين 1.2 مليار كيلوواط لتحتل بذلك المرتبة الأولى في العالم، كما واصلت سيارات الطاقة المتجددة النمو بشكل كبير، لتحتل أيضا المرتبة الأولى في حجم الإنتاج والمبيعات في العالم لمدة 8 سنوات متتالية، وفي غضون عشر سنوات تم تشجير 960 مليون مو من الأراضي، ومعالجة 278 مليون مو من الأراضي المتصحرة، وتعشيب 600 مليون مو أيضا، وتمت إضافة واستعادة أكثر من 12 مليون مو من الأراضي الرطبة، لذلك فإن كل هذه البيانات تبرز إنجازات الصين الرائعة في تسريع تحولها الأخضر وتعزيز حياد الكربون بكل نشاط وثبات.
إن التحديث على الطراز الصيني هو تحديث يتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام. فمن الساحل الجنوبي الشرقي إلى عمق الشمال الغربي، ومن الحقول الشاسعة إلى صحراء جوبي، يمكننا أن نرى تدابير الصين الصارمة للالتزام بالأولوية البيئية وتعزيز التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون وعالية الجودة. على حافة صحراء مووس، تجري عمليات شركة نينغشيا للطاقة الكهربائية التابعة للمجموعة الوطنية للطاقة على قدم وساق للانتهاء من بناء مشروع الطاقة الكهروضوئية الذي تبلغ طاقته 2 مليون كيلوواط، ويستخدم هذا المشروع الأراضي القاحلة والمهجورة مثل مناجم الفحم والتلال والمنحدرات الجرداء للبناء، وسيوفر 3.7 مليار كيلوواط ساعة من "الكهرباء الخضراء" إلى شرق الصين كل عام. كما يتم بناء الدفعة الأولى من توربينات الرياح البحرية ذات السعة الكبيرة التي تبلغ 16 ميجاواط وما فوق في تشانغبو بمقاطعة فوجيان، ومن المتوقع توفير حوالي 500 ألف طن من الفحم القياسي وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 1.35 مليون طن سنويًا بعد وضعها بالكامل حيز التشغيل.
قامت الصين ببناء أكبر نظام لتوليد الطاقة النظيفة في العالم، وتحتل قدرتها المركبة لتوليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية والمياه والكتلة الحيوية المرتبة الأولى في العالم. في الوقت نفسه تم تحسين كفاءة استخدام الطاقة في الصين بشكل كبير، وقال تشاو تشين شين نائب مدير اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنه منذ عام 2012، دعمت الصين متوسط نمو اقتصادي سنوي يبلغ 6.6٪ بمتوسط معدل نمو سنوي لاستهلاك الطاقة بنسبة 3٪، وانخفض استهلاك الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 26.4٪، لتصبح واحدة من البلدان التي شهدت أسرع انخفاض في كثافة استهلاك الطاقة في العالم.
لقد بات التنسيق والتآزر بين التنمية الاقتصادية وخفض التلوث وتقليل الكربون أمر بارز في الصين، وأصبحت الصناعة الخضراء قوة دافعة جديدة للنمو الاقتصادي في البلاد. تمثل المكونات الرئيسية مثل الوحدات الكهروضوئية وتوربينات الرياح وعلب التروس المنتجة في الصين 70٪ من حصة السوق العالمية. وفي عام 2022 تجاوز إنتاج مركبات الطاقة الجديدة 7 ملايين واقتربت حصة السوق الدولية من سفن الطاقة الخضراء مثل الغاز الطبيعي المسال والميثانول من 50٪. وهكذا يمكن أن نرى بأن السلسلة الصناعية الخضراء والمنخفضة الكربون في الصين قد حققت نتائج مثمرة، ووصلت التقنيات الصينية في الطاقة الجديدة ومعالجة التلوث والمراقبة البيئية وغيرها من المجالات إلى المستوى الدولي المتقدم.
لقد أدت الجهود المتواصلة إلى تحسينات كبرى في جودة البيئة الايكولوجية. في عام 2022 انخفض متوسط التركيز السنوي للجسيمات الدقيقة (PM2.5) في المدن على مستوى المحافظة وما فوقها في الصين من 46 ميكروغرام / متر مكعب في عام 2015 إلى 29 ميكروغرام / متر مكعب، وبذلك أصبحت الصين الدولة ذات أسرع تحسن في جودة الهواء في العالم، كما وصلت نسبة الأقسام ذات جودة المياه السطحية الممتازة إلى 87.9٪، وتم تحقيق هدف "صفر استيراد" للنفايات الصلبة، وكل هذا جعل الناس يشعرون بشكل متزايد بالكسب والسعادة والأمن بفضل البيئة النظيفة التي صاروا يعيشون فيها.
لطالما كانت الصين ناشطة وفعالة في إدارة المناخ العالمي، حيث ستنتهي من أكبر تخفيض في العالم فيما يتعلق بكثافة انبعاثات الكربون، وستحقق ذروة الكربون وحياد الكربون في أقصر وقت في تاريخ العالم أيضا. في عام 2022 عادل توليد الطاقة المتجددة في الصين تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المحلية بنحو 2.26 مليار طن، وعملت المنتجات الكهروضوئية لطاقة الرياح التي صدرتها الصين للخارج على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في هذه الدول بنحو 573 مليون طن، وهو ما يعادل تخفيض 2.83 مليار طن من الانبعاثات، أي حوالي 41٪ من خفض انبعاثات الكربون المحولة من الطاقة المتجددة في نفس الفترة في العالم. ومنذ عام 2016، أطلقت الصين 10 مناطق إرشادية منخفضة الكربون، و 100 مشروع للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، و1000 مكان للتدريب على محاربة تغير المناخ في البلدان النامية، ونفذت أكثر من 200 مشروع للمساعدات الأجنبية لمعالجة تغير المناخ.
لطالما التزمت الصين بتعزيز التنمية الخضراء للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق". لذلك عملت بنشاط على تعزيز إنشاء آلية التعاون الإنمائي الخضراء والمنخفضة الكربون لبناء "الحزام والطريق"، ووقعت على مذكرة تفاهم بشأن بناء "حزام وطريق أخضر" مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالإضافة إلى التوقيع على أكثر من 50 وثيقة للتعاون في مجال حماية البيئة مع الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة، وقامت بتنفيذ "برنامج رسول طريق الحرير الأخضر"، الذي دربت من أجله 3000 شخص من أكثر من 120 دولة مشاركة فيه. فقد تعاونت مع الدول الأخرى لكتابة قصص التنمية الخضراء واحدة تلو الأخرى، وقدمت مساهمات مهمة في تعزيز بناء الحضارة الايكولوجية العالمية.