الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

تقرير إخباري: كيف يمكن لآسيا أن تكون "عامل استقرار عالمي" في ظل الوضع العالمي المتشابك؟

30 مارس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "آسيا هي المنطقة ذات التنمية الاقتصادية الأكثر ديناميكية في العالم، يأتي منها ثلاثة أرباع زخم النمو العالمي." قال تسينغ بي يان، نائب رئيس اللجنة الاستشارية لمنتدى بواو لآسيا ونائب رئيس مجلس الدولة السابق لمجلس الدولة الصيني، في المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي 2023 الذي ينعقد يوم 29 مارس الجاري تحت شعار "عالم متقلب: التضامن والتعاون من أجل التنمية وسط التحديات".

مع دخول عام 2023، يشهد الهيكل العالمي تعديلا بشكل عميق، ومواجهة جيوسياسية معمقة، وصعوبة في الانتعاش الاقتصادي. وفي " عالم غير مؤكد" اليوم، أصبحت آسيا بنموها الاقتصادي القوي نقطة مضيئة. كيف يمكن تعزيز التعاون الإقليمي في آسيا حتى يحقق المزيد من الاستقرار واليقين للعالم؟ قدم العلماء ورجال الأعمال من العديد من البلدان آراءهم ومقترحاتهم في المنتدى.

بناء آسيا سلمية وآمنة

قال تسنغ بي يان إن السلام والاستقرار ليسا مهمين جداً لآسيا فحسب، بل يمكن أن يكونا بمثابة مرساة أو ثقل تثبيت حركة عالمي أيضًا. مضيفاً، إن الوضع الاقتصادي العالمي الحالي غير متفائل، حتى أن بعض الدول استمرت في الانخراط في مواجهة على غرار الحرب الباردة، والتي كان لها تأثير على النظام العالمي والمصالح المشروعة لمختلف البلدان. كما دعا تسنغ بي يان جميع الدول الآسيوية إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة، واستبدال الألعاب الصفرية بالحوار والتعاون، واستبدال الانغلاق والحصرية بالانفتاح والتسامح، واستبدال الاهمية الذاتية بالتبادل والتعلم المتبادل، ومقاومة المواجهة الجماعية، وبناء آسيا سلمية وآمنة.

كما صرح الأمين العام لرابطة أمم جنوب شرق آسيا، قاو جين هونغ، بأن الأعضاء المؤسسين لرابطة أمم جنوب شرق آسيا يؤمنون إيمانا راسخا بأن الاتحاد والتعاون وبذل جهود سلمية أساس تحقيق التنمية المستقرة للمنطقة. وستواصل الآسيان العمل الجاد لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين والحفاظ على التعاون متبادل المنفعة بين الدول.

الدفع بترقية جودة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)

قال قو شوي مينغ، رئيس الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والاقتصاد، إن التعاون الإقليمي الآسيوي لا يزال يحرز تقدمًا إيجابيًا منذ العام الماضي، بالرغم من التحديات والأزمات العديدة المختلفة التي يواجهها الاقتصاد العالمي، وأن عملية التكامل الاقتصادي الآسيوي التي يمثلها اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) تتقدم بسرعة، وأصبحت مصدر قوة لتعزيز التجارة الإقليمية والاستثمار والتنمية الاقتصادية، مما مكّن المنطقة الآسيوية من تحمل التأثير بشكل أفضل.

دخلت "اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" (RCEP) باعتبارها أكبر اتفاقية تجارة حرة في العالم، حيز التنفيذ رسميًا منذ أكثر من عام. وذكر تسنغ بي يان أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة قد وسعت باستمرار نطاق التجارة بين الدول الأعضاء واستمرت في تحسين المؤسسات التجارية، مما أدى إلى فوائد سياسية ملموسة.

"على الرغم من أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة RCEP تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التجارة الإقليمية، إلا أنها ليست النقطة التي يقف عندها التعاون بين الدول الآسيوية." قالت تشانغ يو يان مديرة معهد الاقتصاد العالمي والسياسة في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إنه بعد ذلك، يمكننا التفكير فيما يجب أن تفعله اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة RCEPمن منظورين.

أولاً، زاوية الجرد. هناك20 اتفاقية في الوقت الحاضر، ومن الضروري الاستفادة والتنفيذ للسياسات القائمة بشكل جيد. ثانياً، زاوية الإضافة. لا تزال اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة غير متضمنة لبعض المحتوى، مثل حماية البيئة وإدارة المؤسسات المملوكة للدولة بالمقارنة مع بعض اتفاقيات التجارة والاستثمار الأخرى.

قالت تشانغ يو يان إن الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP) أغنى في المحتوى وأعلى في المستوى، ولا يمكننا البقاء على المستوى الحالي، ويجب أن نستمر."

كما ذكر قاو تشين هونغ، أن أمانة الآسيان تدرس الاستمرار في المضي قدمًا في اتفاقية الوصول حتى يمكن تطوير وتنفيذ RCEP في عام 2023.

مواجهة التحديات المتعددة وتعزيز التنمية المستدامة

يجب على الدول الآسيوية الاستجابة بنشاط للصعوبات والتحديات في المنطقة من أجل تحقيق الازدهار المشترك والعمل كعامل استقرار للاقتصاد العالمي.

وذكر قاو جين هونغ، أن أعضاء الآسيان يواجهون حاليًا تحديات متعددة مثل تغير المناخ، وشيخوخة السكان، وأزمات الصحة العامة المحتملة. وفي هذا السياق، يجب أن تلتزم رابطة أمم جنوب شرق آسيا بتعزيز التنمية الخضراء والمستدامة، وإنشاء نموذج اقتصادي جديد، وتعزيز قدرات الحماية من خلال تعزيز التعاون.

قال قاو جين هونغ، إن الآسيان أنشأت استراتيجية محايدة للكربون، وستوضح الطريق لتحقيق حيادية الكربون، ومواصلة جذب الاستثمار الأخضر، وخلق المزيد من الفرص للتنمية المستدامة.

قال تشانغ جيانغ تشيو، الرئيس التنفيذي الأول وممثل مجموعة ييلي، إن الأخيرة تلتزم بمفهوم الاستدامة وتعزز التنمية الخضراء في عملية التعاون مع الدول الآسيوية الأخرى. ووفقا لما صرح به، يمكن لقاعدة ييلي في إندونيسيا توفير 1.21 مليون كيلوواط / ساعة من الكهرباء وتقليل انبعاثات الكربون بأكثر من 8000 طن كل عام من خلال استخدام الكهرباء الخضراء.

صور ساخنة