الصفحة الرئيسية >> العالم

تعليق: أن تكون صديقًا لأمريكا أمر قاتل حقاً

قال هنري كيسنجر ذات مرة: "أن تكون عدوًا لأمريكا قد يكون أمرًا خطيرًا، لكن أن تكون صديقًا هو أمر قاتل"، جملة قد يتعاطف معها العديد من حلفاء الولايات المتحدة مؤخراً.

بصفتك حليفًا للولايات المتحدة، يجب أن تتحمل الإحراج من مراقبتك

وجد الحلفاء المقربون للولايات المتحدة سواء كانوا أعضاء في تحالف العيون الخمس أو حلف الناتو أسماءهم تظهر باستمرار في أعين الجمهور بطريقة تجعلهم محرجين للغاية. ربما، قد شاهدها الجميع بالفعل. وقد تم الكشف عن هوية "إمبراطورية المراقبة" الأمريكية مرارًا وتكرارًا، من مشروع المراقبة السرية واسع النطاق الذي يحمل الاسم الرمزي "بريزم" الذي تم الكشف عنه في عام 2013، إلى الأخبار التي تفيد بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية استخدمت موقع هبوط كابل الإنترنت البحري الدنماركي للحصول على بيانات لمراقبة قادة الحلفاء الأوروبيين في عام 2021، ثم إلى حكومة الولايات المتحدة التي اندلعت منذ وقت ليس ببعيد باستخدام برامج التجسس السرية لشركة NSO الإسرائيلية لسرقة الإنترنت. وفي مواجهة المراقبة العشوائية لـ "الأخ الأكبر"، لا يمكن للأصدقاء الصغار إلا الصبر. كما أن بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن التسريبات الاستخباراتية مثير للغاية: "لست قلقا بشأن الوثائق المسربة، أنا قلق أكثر بشأن التسريب نفسه، لكن على حد علمي، عواقبها ليست وخيمة. "

بصفتك حليفًا للولايات المتحدة، يجب أن تتحمل غضب دفع الأموال للآخرين

منذ أكثر من عام من اندلاع الصراع الروسي ـ الأوكراني، لم تتوقف الولايات المتحدة صب الزيت على النار، ومواصلة دفع حلفائها نحو تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة وأسلحة هجومية، والذي جعلها تجني الكثير من الاموال: ارتفعت الصادرات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بشكل حاد واستولت على أرباح فائضة، كما ازدهرت الصناعة العسكرية الامريكية، ومن أصل 30 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي وعدت بها إدارة بايدن لأوكرانيا، تدفقت معظم الطلبات إلى جيوب عمالقة الأسلحة. وعلى عكس حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون: ارتفع التضخم، وانتشرت أزمة الطاقة، وأدى "قانون خفض التضخم" الأمريكي إلى تفاقم اتجاه "تراجع التصنيع" في أوروبا، وزاد خطر حدوث ركود اقتصادي كبير. ويبدو أن الدول الأوروبية تبتعد أكثر وأكثر عن الاستقلالية الاستراتيجية، حينما زاد الاعتماد العسكري على أمريكا.

بصفتك حليفًا للولايات المتحدة، يجب أن تتحمل ألم الهزيمة

جمعت الولايات المتحدة كوريا الجنوبية واليابان وتايوان للترويج لما يسمى "تحالف أشباه الموصلات"، في محاولة لإعادة تنظيم تقسيم العمل في أشباه الموصلات العالمية وتوسيع قدرة الولايات المتحدة على إنتاج أشباه الموصلات بهدف احتواء الصين وقمعها. ومع ذلك، فإن إجبار هذه الدول على التخلي عن الصين، أكبر سوق لأشباه الموصلات والمعدات في العالم، لن يؤدي إلى الإضرار بدخلها العالمي فحسب، بل سيتخلى أيضًا عن فرص النمو للمنافسين، وحتى الحلفاء المقربون سيشعرون بالألم. وما جعل الحلفاء أكثر عجزاً هو إقرار الولايات المتحدة أيضًا "قانون الرقائق والعلوم لعام 2022" وإدخال شروطًا "مواتية" لجذب شركات الرقائق لبناء مصانع في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن أي شخص لديه نظرة فاحصة يدرك أنه على الرغم من عملهم الجاد للحصول على دعم الرقائق المثير للشفقة، فلا يزال يتعين على الشركات مواجهة التكلفة العالية لبناء وتشغيل مصانع الرقائق في الولايات المتحدة والتضخم المرتفع. علاوة على ذلك، فإن شركات الرقائق ستواجه مشكلة تقاسم الأرباح مع حكومة الولايات المتحدة وتسريب الأسرار حتى لو استفادت من استثماراتها.

لقد صرّح السياسيون المرصدون في فرنسا وألمانيا والنرويج ودول أخرى أن سلوك الولايات المتحدة في مراقبة حلفائها "غير مقبول تمامًا"، لكن هذا لم يمنع الولايات المتحدة من الاستمرار في مراقبة العالم. وقد اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الولايات المتحدة علانية ذات مرة بأن تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الدول الأوروبية بأسعار مرتفعة "ليس المعنى الحقيقي للصداقة"، لكن هذا لم يمنع الولايات المتحدة من الاستغلال والنهب. وتشكك المزيد من الأصوات في صناعة أشباه الموصلات الكورية في الاستثمار في الولايات المتحدة، لكن من الواضح أن هذا لن يمنع الأخيرة القوية من الاستمرار في "فخ دعم الرقائق". ومثل ما قال المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ريموند ماكغفرن، فإن الحلفاء المزعومين للولايات المتحدة هم في الواقع مجرد تابعين لها.

أخيراً، في قلب "العم توم" شعور بالهيمنة الامريكية وليس مصالح الحلفاء.

صور ساخنة