الصفحة الرئيسية >> العالم

غوتيريش: اتفاق دولي على الحاجة لاستراتيجية انخراط لاستقرار أفغانستان

/مصدر: شينخوا/   2023:05:03.09:42
غوتيريش: اتفاق دولي على الحاجة لاستراتيجية انخراط لاستقرار أفغانستان
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. (شينخوا)

الدوحة 2 مايو 2023 (شينخوا) أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء) أن هناك اتفاقا دوليا على الحاجة لاستراتيجية انخراط تتيح إرساء الاستقرار في أفغانستان وفي الوقت نفسه معالجة الشواغل المهمة لكل دولة، معتبرا أن الوضع في أفغانستان يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم.

وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي بختام اجتماع دولي عقد برعاية الأمم المتحدة في الدوحة بشأن أفغانستان إن "المشاركين اتفقوا على الحاجة إلى استراتيجية انخراط تتيح إرساء الاستقرار في أفغانستان وتتيح أيضا معالجة الشواغل المهمة لهم، إنهم قلقون بشأن استقرار أفغانستان وقد أعربوا عن مخاوفهم الجدية".

وأوضح أن الدول المشاركة في الاجتماع أثارت موضوع الوجود المستمر للمنظمات الإرهابية والخطر الذي يشكله ذلك على البلاد وعلى المنطقة وأبعد من ذلك، وعدم الشمولية الذي يطال بشكل خاص حقوق الإنسان لاسيما حقوق النساء والفتيات التي قوضتها بشدة قرارات حكومة طالبان الأخيرة، بالإضافة إلى انتشار تجارة المخدرات وعواقبها الوخيمة.

ولفت إلى أنه في حين أن دولا مختلفة حددت أولويات مختلفة لهذه المخاوف وفقا لوضعها الخاص، إلا أن هناك اعترافا عاما بأنها متشابكة، وأن إعطاء الأولوية لإحدى القضايا لا يعني إهمال القضايا الأخرى وهو ما يسمح بمقاربة كلية مشتركة.

ومضى يقول إن "المهم أننا جميعا نفهم مخاوف بعضنا البعض ونفهم حدود إمكانياتنا، لكننا اتفقنا على أنه من مصلحة الجميع ومصلحة غالبية الأفغان الشباب أن نعمل سويا".

وتابع "لتحقيق أهدافنا لا يمكننا الفصل، والكثيرون دعوا إلى انخراط يكون أكثر فعالية بناء على دروس استقيناها من الماضي".

وأفاد بأن الأمم المتحدة سوف تستمر باستخدام قدرتها على الجمع للمضي قدما في مقاربة جامعة مع وضع مصلحة الشعب الأفغاني أولا وبطريقة تكمل المنصات والمبادرات الإقليمية القائمة، مشيرا إلى أنه بعد جولة من المشاورات فهو على استعداد لعقد اجتماع آخر مماثل.

وجدد التأكيد على أنه جاء إلى الدوحة ليعقد اجتماعا للمبعوثين الخاصين إلى أفغانستان من أجل تبادل الآراء ووجهات النظر بطريقة بناءة، مشددا على أن الاجتماع كان لتحقيق مقاربة دولية موحدة وليس للاعتراف بسلطات حركة طالبان الأفغانية الحالية.

وبسؤاله تحت أي ظروف يمكن أن تلتقي الأمم المتحدة سلطات طالبان، أجاب "عندما تحين اللحظة المناسبة لذلك فأنا بالتأكيد لن أرفض هذا الاحتمال، لكن اليوم ليس هو الوقت الملائم لفعل ذلك".

وبالحديث عن الأوضاع في أفغانستان، قال الأمين العام إنها تمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم، إذ أن 97 بالمائة من الأفغان يعيشون في الفقر وثلثي السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية هذه السنة وستة ملايين طفل ورجل وامرأة على بعد خطوة من المجاعة، في حين أن التمويل يتبخر.

وذكر أن خطة الأمم المتحدة الإنسانية تسعى لجمع 4.6 مليار دولار، لكن ما تم تلقيه 294 مليون دولار فقط تمثل 6.4 بالمائة من إجمالي التمويل المطلوب.

غير أنه أشار إلى أن التمويل ليس الشاغل الوحيد للمنظمة الأممية، فهناك موضوع أن الغالبية الكبرى من الطاقم العامل الذي يقدم مساعدات حيوية هم من الأفغان وكثير منهم من النساء.

واعتبر الأمين العام أن حظر عمل النساء الأفغانيات في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى غير مقبول ويعرض حياة الناس للخطر.

وقال في هذا السياق "دعوني أكون واضحا، لن نسكت عن أي اعتداءات منهجية غير مسبوقة ضد حقوق النساء والفتيات وسنتحدث دائما بصوت عال حين يتم إسكات ملايين النساء والفتيات".

وشدد على أن هذا انتهاك صارخ لحقوق الانسان الأساسية وينتهك أيضا التزامات أفغانستان بموجب القانون الدولي ويقوض تطور البلاد الذي يعد في أمس الحاجة لمشاركة الجميع من أجل تحقيق سلام مستدام والمساهمة في الاستقرار الإقليمي.

وأكد أن الأمم المتحدة عازمة على إيجاد الظروف الملائمة لتستمر في تقديم الدعم، فحياة الملايين من الأفغان معرضة للخطر والأمم المتحدة لن تتراجع عن التزاماتها لدعم الشعب الافغاني، على حد قوله.

واستضافت الدوحة أمس (الإثنين) وعلى مدار يومين، هذا الاجتماع المغلق الذي ترأسه الأمين العام وشاركت فيه 25 دولة ومنظمة دولية، لكن لم توجه الأمم المتحدة الدعوة إلى سلطات حركة طالبان للمشاركة فيه. ■

صور ساخنة