هيروشيما، اليابان 20 مايو 2023 (شينخوا) في قمة مجموعة السبع التي بدأت هنا يوم الجمعة، عمدت العصبة التي تقودها الولايات المتحدة مرة أخرى بتضخيم ما يسمى بـ"القانون والنظام"، فيما فضح مراقبون سياسيون زيف جوهر أكاذيبهم-- مخطط لعب سياسات العصبة الصغيرة والإملاء على بقية العالم.
--الولايات المتحدة تقوض التجارة الحرة
وأصدرت دول مجموعة السبع يوم السبت بيانا بشأن المرونة الاقتصادية والأمن، مهددة بمكافحة "الإكراه الاقتصادي" الذي سيقسم العالم بحكم الأمر الواقع إلى سوقين ونظامين في مجالات مثل أشباه الموصلات والمعادن الهامة بذريعة تقليل الاعتماد على الصين.
وذكرت صحيفة ((فاينانشيال تايمز)) أن "التنسيق بشأن الصين يأتي بعد عامين من الجهود التي بذلتها إدارة بايدن بمساعدة اليابان". والولايات المتحدة هي الجاني الرئيس وراء محاولات فصل حلفائها عن الصين، الأمر الذي يشكل انتهاكا خطيرا لمبادئ التجارة الحرة واقتصاد السوق وسيضر بالتنمية الاقتصادية العالمية.
وقال صندوق النقد الدولي في تقرير له في يناير إن الكلفة الأطول أجلا لتفتيت التجارة قد تصل إلى 7 بالمائة من الناتج العالمي، وقد تشهد بعض البلدان خسائر تصل إلى 12 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في حال حصل انفصال تكنولوجي إضافي.
وتحاول الولايات المتحدة تعريض الاقتصاد الصيني للخطر من خلال وسائل مختلفة بما في ذلك الحروب التجارية، ولكن التجارة المتنامية باستمرار بين الصين والولايات المتحدة في حد ذاتها تُظهر أن الشركات والأفراد الأمريكيين بحاجة إلى التجارة مع الصين، وفقا لما ذكره كازوتيرو سايونجي، الأستاذ الزائر بجامعة هيغاشي نيبون الدولية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة مؤخرا.
وأشار البروفيسور إلى أنه "من خلال جر كتلة مجموعة السبع لقمع الصين بذريعة نزع المخاطر هذه المرة، فإن تلك الدولة تقوم بعمل وحشي يقوض عمدا التجارة الحرة والتقسيم الاقتصادي العالمي لنظام العمل".
وتعرضت في السنوات الأخيرة مجموعة السبع، المعروفة أيضا باسم "نادي الأثرياء"، لتراجع لا رجعة فيه في القوة الوطنية. وذكرت صحيفة ((نيهون كيزاي شيمبون)) اليابانية أن حصة مجموعة السبع في الاقتصاد العالمي قد انخفضت من حوالي 70 بالمائة في الثمانينيات من القرن الماضي إلى حوالي 40 بالمائة حاليا، ولا تظهر أي علامة تشير إلى عكس هذا الاتجاه.
ويرى مراقبون سياسيون يابانيون أن مجموعة الدول السبع، التي تعاني من ثقل اقتصادي متراجع بشكل كبير، غير قادرة على تمثيل العالم، كما أنها فشلت في مواجهة الاتجاه العام للعصر وركزت على عقلية الحرب الباردة.
وقال أتسوشي كوكيتسو، الأستاذ الفخري بجامعة ياماغوتشي اليابانية، "إن دول مجموعة السبع قد انحدرت إلى مجموعة من البلدان القديمة التي تتمسك بما يسمى بالنظام السياسي الدولي الراسخ"، مضيفا أنه مع تحرك المجتمع الدولي قدما نحو التعددية، فإن الجهود الحثيثة للسير بعكس اتجاه العصر ستؤدي بلا شك إلى اختلال التوازن والظلم في المجتمع الدولي.
وأشار سايونجي إلى أن "العصر الذي تسيطر فيه الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى على السياسة والاقتصاد والجيش في العالم قد انتهى".
--محاولات تقسيم العالم محكوم عليها بالفشل
كما تعهدت مجموعة السبع بتشديد العقوبات ضد روسيا وتكثيف الدعم الدبلوماسي والمالي والإنساني والعسكري لأوكرانيا وأدانت روسيا بأقوى العبارات الممكنة في بيان قادة هيروشيما الصادر يوم السبت.
وأشار كوميكو هابا، الأستاذ في جامعة كاناغاوا، إلى أن الولايات المتحدة استفادت بشكل كبير من الأزمة الأوكرانية، وعززت هيمنتها من خلال اتخاذ موقف إيجابي في الجيش والاقتصاد والسياسة الدولية خلال الأزمة.
وفيما يتعلق بقضية أوكرانيا، دأبت الصين على الجانب--كما قال كوكيتسو--على تعزيز محادثات السلام بينما كانت مجموعة السبع تعرقل تلك الجهود، مضيفا أنه طالما كانت مجموعة السبع مصرة كما هو واضح على تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، فإن الصراع والتوتر سوف يستمران.
وقبل قمة مجموعة السبع، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية إنه لا ينبغي السماح للصين وروسيا بتغيير الوضع الراهن من جانب واحد، وهو الموقف الذي شكك فيه الخبراء والمحللون على نطاق واسع ودحضوه.
وأضاف كيشيدا أنه سيغتنم القمة كفرصة لإرسال هذه الرسالة إلى المجتمع الدولي.
وقال كوكيتسو إن ادعاء الزعيم الياباني بأن "حالة طوارئ في تايوان هي حالة طوارئ في اليابان" يتبع ببساطة السياسة العسكرية الأمريكية الرامية إلى تطويق الصين دون قيد أو شرط، حيث تدفع اليابان من أجل التكامل العسكري مع الولايات المتحدة.
وشاطره سايونجي الرأي، مشيرا إلى أن مثل هذا البيان المحرض على الأزمة من شأنه أن يزيد التوترات في شرق آسيا ويعيق السلام الإقليمي.
وقال سايونجي إنه في الوقت الذي تعارض فيه دول شرق آسيا التحريض على المواجهة وخلق التوترات في المنطقة، فإن حيلة الولايات المتحدة واليابان لاستغلال قضية تايوان للهجوم على الصين محكوم عليها بالفشل.