الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

تعليق: التوأمة الرقمية تجعل المدن الصينية أكثر ذكاءً

تعليق: التوأمة الرقمية تجعل المدن الصينية أكثر ذكاءً
23 فبراير 2022/ تظهر الصورة منصة محاكاة للتوأمة الرقمية لشركة المياه في مدينة شانغهاي. حيث إنه وباعتبارها أول محطة مياه رقمية في شانغهاي، يدرك نظامها عملية المحاكاة والمراقبة والتشخيص والتنبؤ والتحكم في التشغيل من خلال رسم الخرائط الرقمية لمحطة المياه الحقيقية، مما يزيل عدم اليقين في عملية التشغيل. شين تشون شن / صورة الشعب

يمكن القول بأن المدينة الحديثة تعد نظاما مفتوحا معقدا. حيث جلب التطور السريع وتعميم تكنولوجيا التوأمة الرقمية في السنوات الأخيرة أفكارا وحلولا جديدة للتخطيط الحضري والبناء والحوكمة والإدارة.

يمكن لتقنية التوأمة الرقمية تقليد ومحاكاة العناصر والبيانات المختلفة للمدينة. يعتقد تساو شينتشي، نائب رئيس شركة تشاينا إلكترونيكس كلاود، أن مدينة التوأمة الرقمية تعتمد على نماذج معلومات المباني وأنظمة المعلومات الجغرافية ثلاثية الأبعاد الحضرية، فباستخدام تقنية إنترنت الأشياء لرقمنة عناصر مختلفة من المدينة المادية، ويتم بناء "مدينة افتراضية" تتوافق تماما معها في الفضاء الإلكتروني، وبذلك يتم تشكيل مدينة مادية رقمية معلوماتية للتعايش يمتزج فيها الافتراضي بالحقيقي.

لقد دخل بناء مدن التوأمة الرقمية في الصين مرحلة سريعة. في عام 2022 بلغت قيمة سوق هذه المدن في الصين 5.1 مليار يوان، بمعدل نمو سنوي يبلغ 50٪.

إن بناء مدينة التوأمة الرقمية يتوافق مع المدينة الملموسة من حيث المعلومات، إذ لا يُمكن للمسؤولين من إدارة المدينة بشكل أكثر كفاءة فحسب، بل يمكنهم أيضا تهيئة الظروف المناسبة لتنميتها المستدامة.

في بكين مثلا يوفر "نظام القرار المساعد لإدارة حركة المرور المتكاملة" معلومات واضحة عن تدفق المركبات وعن مواقف السيارات المحيطة، مما يسمح للمسؤولين بفهم الخصائص العادية لأنواع مختلفة من حركة الجولان وتقديم اقتراحات أكثر عملية لإدارة حركة المرور وتحسين الازدحام المروري في المناطق الحضرية. في قوانغتشو، يعتمد مركز التشغيل والإدارة الحضري على المرافق الهيدرولوجية والأرصاد الجوية والصرف الصحي في المدينة وذلك جنبا إلى جنب مع النماذج الهيدرولوجية الحضرية (محاكاة ثلاثية الأبعاد) والخرائط الإلكترونية لتحقيق المحاكاة البصرية من أجل تطوير النقاط المعرضة للتشبع بالمياه، وتوفير مرجع هام للوقاية من الفيضانات والإغاثة في حالات الكوارث. كما أن سوتشو بمقاطعة جيانغسو فقد تمكنت من الاحتفاظ بمعلومات شاملة وعالية الدقة للمباني القديمة، مما وفر الدعم لحماية وإصلاح المباني القديمة. أما منطقة شيونغآن الجديدة بمقاطعة خبي، فقد تمكنت من بناء مدينة رقمية ومدينة حقيقية في وقت واحد، وستتفاعل المدينتان معا لإنشاء مدينة ذكية ذات نظام توأم رقمي.

تتجذر مدن التوأمة الرقمية وتزدهر في كل مكان، ولكنها تجلب أيضا بعض التحديات الجديدة. وفي هذا الصدد، قال تساو شينتشي نائب رئيس شركة تشاينا إلكترونيكس كلاود: "فيما يتعلق بالتكنولوجيا مثلا تحتاج مدن التوأمة الرقمية إلى حمل بيانات غير متجانسة متعددة المصادر على مستوى المدينة من أجل التخزين والمعالجة والعرض بكفاءة مع العديد من أنواع البيانات والأحجام الكبيرة، وكلها اختبارات لقدرات دعم النظام الأساسي وعرض النطاق الترددي للشبكة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التحميل المرئي والتصفح في الوقت الفعلي للبيانات الزمانية المكانية الضخمة ثلاثية الأبعاد، والتحديث في الوقت الفعلي للبيانات المختلفة يتطلب أيضا تكاليف عالية للأجهزة والوقت والعمالة".

وقال تشو هونغ يي مؤسس مجموعة 360: "إن الرقمنة ليست فقط معززا للإدارة الحضرية ولكنها أيضا مكبر للصوت فيما يتعلق بأمن البيانات وحماية الخصوصية". إذ إنه مع تسارع التحول الرقمي للخدمات العامة الحضرية والصناعات الاقتصادية وسبل العيش الاجتماعية، فإن سيناريوهات التطبيق معقدة ومتنوعة وتستند هندسة المدينة بأكملها على الشبكات والبرامج والبيانات والدور الأساسي للأمن الرقمي أصبح بارزا بشكل متزايد، كما يجب دمج قدرات الأمن الرقمي في بناء البنية التحتية الحضرية.

وقد اقترح لي ديرين الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم وفي الأكاديمية الصينية للهندسة وهو أيضا أستاذ بجامعة ووهان، أنه يجب أخذ زمام المبادرة مستقبلا للاستجابة للتحديات الجديدة وتعزيز البناء المشترك للفضاء المادي والفضاء الإلكتروني بنشاط، والقيام بعمل جيد في التخطيط الحضري والتحول والتحديث والإدارة العلمية، من أجل تطور البناء الحضري في الصين في اتجاه المدن الذكية التي تحقق التوأمة الرقمية بشكل كامل.

صور ساخنة