الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

القهوة في الصين، بداية متأخرة وتطور سريع

القهوة في الصين، بداية متأخرة وتطور سريع

24 مايو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مر ما يزيد عن 100 عام منذ وصول أول بذرة بُن إلى الصين. لكن صناعة القهوة لم تتطوّر في الصين إلا خلال العشرين إلى الثلاثين عامًا الماضية. وخلال السنوات الأخيرة، نما سوق البن الصيني بنحو 20٪ سنويا، متجاوزًا بكثير معدل النمو العالمي البالغ 2٪. وتتوقع بعض المؤسسات البحثية بأن تتجاوز قيمة إنتاج صناعة القهوة في الصين تريليون يوان بحلول عام 2025، مما يعكس الآفاق الواسعة التي يتمتع بها سوق القهوة في الصين.

قرية تشوكولا بمقاطعة يوننان هي أول مكان في الصين يزرع القهوة، وأول مكان يشرب فيه الصينيون القهوة المحلية. حيث تحتوي القرية على حقول من البُن تمتد على مساحة 13 مو (حوالي 0.87 هكتار) ينبت فيها 1134 شجرة بن، بينها 24 شجرة يزيد عمرها عن 100 عام.

وتعود قصة القهوة في تشوكولا، إلى عام 1892، حينما جاء مبشر كاثوليكي فرنسي إلى هنا. ولكي يتمكن من شرب القهوة، قام المبشر بزراعة قطعة صغيرة من البن، كما قام بتعليم سكان القرية طرق زراعة وطحن وتخمير القهوة.

مع ذلك، فإن جزءًا صغيرًا فقط من قهوة يوننان يأتي من البن المزروع في تشوكولا. حيث يوجد نوعا آخر من البن جلبه أبناء قومية جينبو التي تستقر على الحدود الصينية في عام 1914، وقدموه هدية بغرض زينة الحدائق. في وقت لاحق من عام 1952، اكتشف باحثون من أكاديمية يوننان للعلوم الزراعية أشجار البن هذه. ثم أصبحت الأنواع الرئيسية المزروعة من بن يوننان، وأدت إلى إنتاج قهوة يوننان أرابيكا المشهورة عالميا.

مع تأسيس مركز تجارة القهوة في يوننان ومركز تشونغتشينغ لتجارة القهوة، ساعدت الحكومات المحلية مزارعي البن أيضًا على تحسين جودة الزراعة، وتطويرها نحو الأفضل.

شهدت صناعة القهوة العديد من التطورات في الصين قبل أن تصبح على ما هي عليه اليوم، من أواخر عهد أسرة تشينغ إلى جمهورية الصين، ومع انفتاح السوق الصينية على العالم الخارجي، أصبح هناك المزيد من التبادلات التجارية مع الدول الغربية، ودخلت القهوة إلى شنغهاي ونانجينغ وقوانغتشو.

ومع إطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح، انتقل العديد من الصينيين للعمل في المناطق الساحلية الجنوبية الشرقية والشرقية على غرار شنجن. وتحولت القهوة الفورية إلى مشروب منعش ومكمل للطاقة بالنسبة للعديد من العمّال.

مع دخول القرن الحادي والعشرين، حقق التحضر والتحديث في الصين تقدما كبيرا، وأصبحت القهوة أكثر الشعبية بين الصينيين، مما شجع العديد من شركات القهوة العالمية على دخول السوق الصينية.

وخلال السنوات العشر الماضية، أصبحت القهوة في الصين أكثر تطورا، وظهرت القهوة المقطرة كإحدى أنواع القهوة الأكثر ترحيبا من المستهلكين. وباتت المقاهي تنتشر في مختلف شوارع وأزقة المدن الصينية. بالإضافة إلى ذلك، ومع التطور السريع للمدن، وتسارع وتيرة الحياة، وازدهار الصناعة الثالثة، تزايد طلب سكان المدن على القهوة. وظهرت العديد من العلامات التجارية الجديدة التي تبيع القهوة بأسعار رخيصة نسبيا، مما منحها فرصة التوسع السريع داخل السوق. وبات شانغهاي اليوم تحتوي على أكبر عدد من المقاهي في العالم، مما يمثل تجسيدا لتطور صناعة القهوة في الصين.

من جهة أخرى، ركبت القهوة قطار الاقتصاد الرقمي وأنماط التسويق والتجارة الجديدة، مما جعلها أكثر قربا وسهولة بالنسبة للمستهلك. كما اجتذب سوق القهوة المزدهر أيضًا العديد من الشركات التي لا علاقة لها بالقهوة، للاستثمار في هذه الصناعة الاستهلاكية الرائجة، على غرار "مقهى المكتب الصيني للبريد" و"ايزي جيت كوفي" المملوكة لصينوبك.

صور ساخنة