الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

اكتشاف أكبر ورشتين للتحنيط ومقبرتين تعود إحداهما إلى 4400 عام في مصر

/مصدر: شينخوا/   2023:05:29.09:01
اكتشاف أكبر ورشتين للتحنيط ومقبرتين تعود إحداهما إلى 4400 عام في مصر

القاهرة 27 مايو 2023 (شينخوا) أعلن وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى اليوم (السبت) اكتشاف أكبر ورشتين للتحنيط بالإضافة إلى مقبرتين وعدد من اللقى الأثرية في منطقة آثار سقارة بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة.

وقال عيسى في مؤتمر صحفي إن "البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار نجحت في العثور لأول مرة عن أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط إحداهما آدمية والأخرى حيوانية، بالإضافة إلى مقبرتين وعدد من اللقى الأثرية، وذلك خلال استكمال أعمال حفائر البعثة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة".

وتعد منطقة آثار سقارة أحد أهم أجزاء جبانة منف المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي أيضا بمثابة متحف مفتوح يبرز جانبا كبيرا من فترات التاريخ المصري القديم حيث تحتضن أقدم بناء حجري في تاريخ البشرية وهو هرم زوسر المدرج.

وتعود الورشتان المكتشفتان إلى أواخر عصر الأسرة الـ 30 وبداية العصر البطلمي، بحسب الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة.

وأضاف وزيري، خلال المؤتمر الذي حضره 47 من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة، أن ورشة التحنيط الآدمية عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن مقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات، تحتوي على سريرين للتحنيط الآدمي.

وتبلغ أبعاد السرير حوالي مترين طول ومتر عرض و50 سنتيمترا ارتفاع، وهو مكون من عدة كتل حجرية مغطى من أعلى بطبقة من الملاط بها ميول ينتهي بميزاب، وفقا لوزيري.

وتم العثور داخل الورشة على عدد كبير من الأواني الفخارية من بينها أواني على شكل إناء الحس منتشرة في جميع الحجرات، وربما كان يتم استخدامها في عملية التحنيط.

وتابع وزيري أنه تم العثور أيضا على بعض الأدوات والأواني الطقسية وكمية كبيرة من الكتان ومادة الراتينج الأسود المستخدمة في التحنيط، الأمر الذي يشير إلى أن عمليات التحنيط التي كانت تتم بتلك الورشة لأدميين.

أما ورشة التحنيط الحيوانية، فقال وزيري إنها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن يتوسطه مدخل له أرضية من الحجر الجيري، ومقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات والصالات.

وعثر داخل هذه الورشة على عدد كبير من الأواني الفخارية وبعض الدفنات الحيوانية مختلفة الأشكال والأحجام بالإضافة إلى بعض الأدوات الخاصة بالتحنيط الحيواني كالكتان وبعض الأدوات البرونزية.

وتحتوي هذه الورشة كذلك على 5 أَسرة من الحجر الجيري غائرة في الأرضية ومختلفة نسبيا عن تلك الأسرة الموجودة في ورشة التحنيط الآدمية.

وتشير اللقى الأثرية التي تم الكشف عنها داخل هذه الورشة إلى أنها كانت تستخدم على الأرجح في تحنيط الحيوانات المقدسة المرتبطة بالإلهة باستت.

من جانبه، قال مدير عام منطقة آثار سقارة صبري فرج المشرف على الحفائر إن البعثة نجحت أيضا في الكشف عن مقبرتين، الأولى لشخص يدعي نى حسوت با وهو أحد موظفي عصر الدولة القديمة من الأسرة الخامسة (حوالي 2400 قبل الميلاد)، ويحمل العديد من الألقاب الدينية والإدارية أهمها مدير الكتبة وكاهن الاله حورس والالهة ماعت، والمسئول القانوني عن شق الترع والقنوات.

بينما تخص المقبرة الثانية شخص يدعي "من خبر" من عصر الدولة الحديثة من الأسرة 18 (1400 قبل الميلاد)، وكان يحمل لقب كاهن الإلهة قادش، وهي معبودة أجنبية من أصل كنعاني من منطقة سوريا كانت تعبد في مدينة قادش وعبدت بمصر في عصر الأسرة 18، وكانت المعبودة الخاصة بالخصوبة وسيدة نجوم السماء.

بدوره، أوضح الدكتور محمد يوسف مدير منطقة آثار سقارة أن مقبرة ني حسوت با عبارة عن مصطبة مستطيلة الشكل، مدخل غرفة الدفن بها يقع في الركن الجنوبي الشرقي للمصطبة، ويبدأ بواجهة حجرية منقوشة من الجانبين تحمل مناظر لصاحب المقبرة وزوجته تب ام نفرت، ويعلو الواجهة نصوصا هيروغليفية تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة وزوجته، وأسفل ذلك مناظر لحاملي القرابين.

ووفقا ليوسف، يؤدى المدخل إلى صالة عرضية أبعاد جدرانها مزينة بمناظر للحياة اليومية والأحراش والزراعة وصيد الأسماك، وفي منتصف الجدار الغربي للصالة يوجد باب وهمى على جانبيه مناظر جنائزية وقوائم قرابين وذبح الأضاحي ومناظر الحفلة الموسيقية.

بينما قال مدير البعثة الأثرية محمد الصعيدي إن مقبرة ((من خبر)) عبارة عن مقبرة صخرية أغلبها منحوت في الحافة الصخرية، وبها جزء مبني من الحجر الجيري، وهي تتكون من بوابة مبنية من الحجر الجيري عبارة عن كتفين وعتب منقوشين باسم وألقاب صاحب المقبرة ((من خبر)) وزوجته وابنه.

ويلي البوابة صالة مربعة الشكل على جدرانها بقايا طبقة من البلاستر مرسوم عليها مناظر لصاحب المقبرة وزوجته جالسين أمام مائدة قرابين، بحسب الصعيدي.

وعثرت البعثة داخل المقبرة على نيشة يصل ارتفاعها إلى حوالي 130 سنتيمترا بعمق حوالي 70 سنتيمترا وعرض حوالى 50 سنتيمترا، وبداخلها تمثال من الألباستر بارتفاع حوالى متر، يصور صاحب المقبرة جالسا على كرسي ويرتدى باروكة شعر ويمسك زهرة اللوتس بيده اليسرى على صدره، واليد اليمنى مفرودة على فخذه الأيمن ويرتدى رداء طويلا يمتد حتى الساقين ونقش على صدره وكتفيه 4 خراطيش ملكية.

وأوضح الصعيدي أنه يوجد على جسم التمثال ثلاثة أسطر من الكتابة الهيروغليفية ملونة باللون الأزرق في وضع رأسي تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة.

كما تم العثور على لوحة جنائزية من الحجر الجيري عليها نقوش، وأجزاء من بردية تحمل اسم صاحب المقبرة.

وتمكنت البعثة كذلك من الكشف عن عدد من اللقى الأثرية من بينها مجموعة من التماثيل الحجرية لشخص يدعى (نى سو حنو) وزوجته، وتماثيل من الخشب والحجر لشخص يدعى شبسس كا من عصر الأسرة الخامسة وتمثال حجري لزوجته، وتمثالين خشبين لسيدة تدعى شبسسكا.

كذلك عثر على تابوت من الخشب الملون على هيئة آدمية من نهاية عصر الدولة الحديثة وبداية عصر الانتقال الثالث، ومجموعة من موائد القرابين والتمائم المصنوعة من الفيانس والأحجار وتماثيل أوشابتى وقطع من البرونز وجعارين وأجزاء من أختام طينية.

وشملت القطع الأثرية التي تم اكتشافها أيضا مجموعة من الأواني الفخارية التي تحوي على جبنة مصرية قديمة (جبنة الماعز) تعود إلى 600 قبل الميلاد وتماثيل خشبية للمعبود بتاح سوكر أوزير ونواويس خشبية ملونة. 

صور ساخنة