قوي هاي تشاو ..قصة أول خبير حمولة صيني يسافر الى محطة الفضاء

30 مايو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أطلقت الصين صباح اليوم سفينة الفضاء المأهولة "شنتشو-16"، مرسلة بذلك ثلاثة رواد فضاء إلى محطتها الفضائية في مهمة تستغرق خمسة أشهر، من بينهم قوي هاي تشاو، الأستاذ بجامعة بيهانغ، وهو أيضًا أول رائد فضاء مدني في الصين كخبير حمولة، الذي سيعمل كالمسؤول عن العمليات في المدار للحمولة التجريبية العلمية داخل المحطة الفضائية الصينية "تيانقونغ".

وقد أعرب قوي في مقابلة صحفية قبيل إطلاق السفينة، عن سعادته البالغةلإتاحة الفرصة له ليصبح أول خبير في الفضاء في الصين، وهو يشعر بأنه محظوظ وسعيد، مضيفًا أن هذه الفرصة هي نتيجة "المرحلة الجديدة" لمحطة الفضاء في الصين.

قال قوي، إنه على الرغم من أن أفراد طاقم شنتشو -16 قاموا بتوزيعالمسؤوليات، إلا أنهم يمثلون احتياطيًا لبعضهم البعض وسيكملون كل مهمة وعملية معًا.

كان قوي من مواليد 1986 شغوفا بالعلم والتعلم، ولديه مجموعة من الموسوعات التي اكتسب منها الكثير من المعرفة الأساسية بالفضاء.

تحصل قوي على المرتبة الأولى على مستوى مقاطعته في امتحان دخول الجامعة، وتم قبلوه بايهانغ، وهي جامعة مرموقة في مجال الطيران والملاحة الفضائية. تخصص في تصميم وهندسة الطائرات في كلية الملاحة الفضائية، وحصل على الدكتوراه بعد تسع سنوات من الدراسة.

تابع قوي بعد ذلك أبحاث ما بعد الدكتوراه في الخارج ونشر ما يقرب من 20 ورقة أكاديمية في أفضل المجلات الدولية. وبعد عودته إلى الصين، أصبح أستاذًا مشاركًا في كلية الملاحة الفضائية بجامعة بايهانغ.

في عام 2018، أعلنت الصين عن خطة لتجنيد مجموعتها الثالثة من رواد الفضاء، وحددت أن هذا لن يشمل الطيارين فحسب، بل أيضًا مهندسي الطيران والمتخصصين في الحمولة.

اشترك قوي دون الكثير من التفكير والتحق بنجاح بعد عدة جولات متطلبة من الاختيار.

وقد كان تدريب أجهزة الطرد المركزي، أو تدريب التحمل عالي القوة، يمثل تحديًا لقوي.

يتعرض رواد الفضاء عند بداية رحلتهم الفضائية أو في طريق عودتهم إلى الأرض جسديًا لمستويات عالية من القوة الجيولوجية. ونجح قوي في تحمل 6 Gأثناء برنامج الاختيار، ولكن كان عليه أن يحسن مقاومته مقابل 8 Gللوفاء بمعايير التدريب.

قال قوي خلال تدريبه الأول على جهاز الطرد المركزي، إنه شعر بانتفاخ فيصدره وارتفاع معدل ضربات قلبه.

ولأنه غير راضٍ بشدة، لجأ إلى رواد فضاء متمرسين للحصول على المشورة وأرجع أدائه إلى أفعال جسدية غير لائقة ناتجة عن التوتر العقلي، وحالة جسده غير الملائمة وافتقاره إلى المهارات ذات الصلة.

وقام بإجراء تعديلات خلال جلسات التدريب اللاحقة، وكان قادرًا على تحمل 8 Gوأحرز تقدمًا مستمرًا في أدائه.

ولقد كان للتدريب على البقاء على قيد الحياة في الحرارة الحارقة لصحراء بادان جاران في شمال غرب الصين تأثير خاص على قوي، ولايزال بإمكانه أن يتذكر كيف احترق جلده بعد أن اخترق ضوء الشمس خيمته ذات الطبقات المزدوجة عند الظهر.

بذل قوي وزملاؤه قصارى جهدهم للحصول على المياه بطرق مختلفة، مثل جمع المطر وقطرات الندى وحتى البول.

لكنهم واجهوا تحديات أكبر، حيث وجد قوي الذي كان يحمل بضائع تزن عشرات الكيلوغرامات أن الجزء السفلي من أحد حذائه تقشر، ولتصليحه، استخدم سكينًا لاختراق ثقوب في الحذاء، وخيوط المظلة كخيط لربط الجوانب معًا، لكن عندما تلف حذائه الآخر لاحقًا، اختار أن يتحمل ألم الحروق من الرمال ومشى لمدة ساعتين قبل الانسحاب من التمرين.

وستكون شنتشو -16 أول مهمة مأهولة منذ أن دخل محطة الفضاء الصينية مرحلة التطبيق والتطوير. وبصفته خبير الحمولة في الفريق، سيجري قوي العديد من تجارب علوم الفضاء في مختلف المجالات.

قال قوي: "انا واثق من اننا نستطيع اكمال المهمة بفضل الجهود المشتركة للفريق".