ينشغل فنيون من الصين ومصر في مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية المصري في مدينة الفضاء المصرية، الواقع في القاهرة الجديدة، مصر. في أبريل من هذا العام، وبعد أسبوعين من العمل، أكمل الفريق المشترك بين الصين ومصر بنجاح مهمة اختبار القمر الصناعي الكهربائي لمشروع القمر الصناعي "مصر سات 2"، مما وضع أساسًا جيدًا للاختبارات اللاحقة في الموقع والتجميع النهائي والتجارب. قال أحمد الرافعي، المسؤول عن المشروع، إن للقمر الصناعي “مصر سات 2″ آفاق تطبيق واسعة، "سيصبح هذا المشروع مثالًا آخر على التعاون المصري الصيني في مجال تكنولوجيا الفضاء، وستعمل تطبيقات الأقمار الصناعية التي تحملها على تعزيز تنمية مصر بشكل فعال في العديد من المجالات."
تعد مصر أول دولة تنفذ تعاونًا في الأقمار الصناعية مع الصين في إطار البناء المشترك لـ "الحزام والطريق". وفي ديسمبر 2014، وقعت الصين ومصر اتفاقية تعاون لتحديد التعاون في مجال أقمار الاستشعار عن بعد وغيرها من المجالات، وستتولى الصين بناء أول مركز لتجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية في مصر. وفي يناير 2019، وقع البلدان اتفاقية بشأن تنفيذ القمر الصناعي “مصر سات 2″، ويتضمن المحتوى الإنشائي قمرًا صغيرًا للاستشعار عن بعد، ومحطة قياس وتحكم أرضي، ونظام تطبيق أرضي، بالإضافة إلى تدريب الفنيين المصريين. ويتم تنفيذ أعمال تصميم القمر الصناعي في وقت واحد في البلدين، ويتم تنفيذ أعمال التجميع في مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية المصري، وبعد التجميع النهائي والاختبار والاختبار الحلقي في مركز الاختبار، يتم شحنه إلى الصين للإطلاق. كما سيتم استخدام البيانات من هذا القمر الصناعي في التخطيط العمراني المصري، والموارد البحرية، والأرصاد الجوية، والزراعة وغيرها من المجالات.
وباعتباره بنية تحتية أرضية مهمة، لا يمكن الاستغناء عن المركز المصري لتجميع واختبار الأقمار الصناعية في تطوير الأقمار الصناعية. قبل ذلك، لم تكن مصر تمتلك مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية الخاص بها، لذلك لم يكن لديها قدرات أولية لتطوير الأقمار الصناعية، وكان بإمكانها استيراد الأقمار الصناعية الأجنبية الكاملة فقط. وقد أدى استكمال المركز إلى تحسين قدرة مصر على تطوير الأقمار الصناعية بشكل مستقل، مما مكّن مصر من امتلاك بنية تحتية فضائية دولية متقدمة. قال محمد القوصى، المدير التنفيذي السابق لوكالة الفضاء المصرية، إنه بعد الانتهاء من مشروع القمر الصناعي “مصر سات 2″، ستصبح مصر أول دولة أفريقية تتمتع بقدرات كاملة لتجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية، مما سيعزز بشكل كبير تطوير صناعة الفضاء في مصر.
يتبنى القمر الصناعي “مصر سات 2″ نموذج التطوير المشترك، حيث تتضمن جميع المناصب في الفريق من الصين ومصر على أساس 1: 1، ويشارك الجانب المصري بعمق في تصميم واختبار وتجميع ومراجعة القمر الصناعي. وأثناء تطوير القمر الصناعي، استخدم الجانب الصيني التسهيلات ذات الصلة لتوفير التدريب للموظفين المصريين. قال خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق في مصر:" إن المشروع سيعزز بشكل كبير بناء قدرات تكنولوجيا الطيران في مصر وتدريب الموظفين، ويضع أساسًا متينًا للتنمية المستقلة لصناعة الطيران في مصر."
وقال محمد القوصى، إن الصداقة بين مصر والصين لها تاريخ طويل، وأن التعاون بين الجانبين في مجال الفضاء سيعزز بشكل فعال مكانة مصر الدولية في مجال الفضاء، ويقوي ويعمق التعاون في تكنولوجيا الفضاء بين البلدين، ويضع أساسا متينا لبناء مجتمع مصير مشترك بين مصر والصين، ويتطلع إلى توسيع التعاون المستقبلي بين البلدين في مجال الفضاء والعلوم والتكنولوجيا.