توصل أعضاء مجموعة العشرين إلى اتفاق في قمتهم الأخيرة، يدعو الاتحاد الأفريقي ليصبح عضوا كامل العضوية. والصين هي أول دولة أعربت عن دعمها لانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين. وأكد الرئيس شي جين بينغ خلال قمة مجموعة العشرين في نوفمبر الماضي، أن الصين تدعم بنشاط مبادرة الاتحاد الأفريقي للانضمام إلى مجموعة العشرين. كما أكد شي جين بينغ مرة أخرى في الحوار بين قادة الصين وأفريقيا الذي عقد منذ وقت ليس ببعيد، أن الصين سوف تعمل بنشاط على تعزيز الاتحاد الأفريقي ليصبح عضوا رسميا في مجموعة العشرين. وتدعم الصين بقوة أفريقيا في تحسين وضعها الدولي وصوتها، وتظهر بشكل كامل روح التعاون الودي بين الصين وأفريقيا، وتواصل تعزيز القوى التقدمية التي تحافظ على السلام والاستقرار العالميين.
وستساعد عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين على تعزيز الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية. وتعد أفريقيا القارة التي تضم أكبر تجمع للبلدان النامية، حيث تضم 54 دولة عضوا في الأمم المتحدة. وباعتبار الاتحاد الأفريقي أحد أكبر المنظمات الحكومية الدولية الإقليمية في العالم، فهو راية واضحة وأهم منصة تقود السلام والتنمية في أفريقيا. وفي الحفاظ على السلام والأمن الإقليميين، وينشط الاتحاد الأفريقي في منع القضايا الساخنة والتوسط فيها في أفريقيا، وهو حارس قوي للسلام في أفريقيا. وفي الشئون الدولية، يتولى الاتحاد الأفريقي التنسيق بنشاط بين أعضائه، ويتحدث بصوت واحد على الساحة الدولية، ويحظى بتقدير كافة الأطراف، مما يدل على قوة أفريقيا. ومن شأن عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين أن تساعد أفريقيا على رفع صوتها على المسرح العالمي، والسعي لتحقيق المزيد من الفوائد للدول النامية، وتعزيز قوة "الجنوب العالمي" في السعي لتحقيق الاستقلال الاستراتيجي.
كما ستساعد عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين في تعزيز التنمية العالمية. ففي السنوات الأخيرة، شهدت "أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 "تقدما بشكل مطرد، وتم تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية رسميا. ويجري الآن إطلاق العنان للحيوية الاقتصادية وإمكانات السوق في أفريقيا. ويشكل دعم تنمية أفريقيا توافقا واسع النطاق ومسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي. وترحب مجموعة العشرين بأن يصبح الاتحاد الأفريقي عضوا دائما في مجموعة العشرين، وستواصل دعم أفريقيا من خلال مبادرة مجموعة العشرين (قمة هانغتشو) لدعم التصنيع في أفريقيا وأقل البلدان نموا، والتي ستساعد في تعزيز تنمية عالمية أكثر مرونة.
وقد أخذت الصين زمام المبادرة في دعم انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين، وهي ممارسة حية في تعزيز بناء مجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك. كما كانت الصين وأفريقيا دائما مجتمعا ذا مستقبل مشترك. وإن التنسيق الوثيق في القضايا الدولية والإقليمية الكبرى والدفاع المشترك عن العدالة والإنصاف الدوليين هما الخياران الحتميان للصين لتطوير التضامن والتعاون مع الدول الأفريقية. وتدعم الصين الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي في لعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، وتدعم اتخاذ ترتيبات خاصة لإعطاء الأولوية لحل مطالب أفريقيا بشأن إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتدعو المؤسسات المالية المتعددة الأطراف إلى زيادة الدعم المالي لأفريقيا، وتدعم تنفيذ أفريقيا لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. وستساعد عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين كل من الصين وأفريقيا على ممارسة التعددية الحقيقية بشكل مشترك والعمل معا لدفع قضية التحديث.
وستعمل عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين على تعزيز قوة الجنوب في الحوكمة العالمية، وتعزيز المساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص والقواعد المتساوية لجميع البلدان. والصين تدعم توسيع تمثيل وصوت الدول النامية في الشؤون الدولية، وتدعم تعزيز أوجه القصور في الجنوب في نظام الحوكمة العالمية، وتدعم تقارب التعاون فيما بين بلدان الجنوب وتعزيز نظام الحوكمة العالمية ليعكس بشكل أكثر توازنا رغبات ومصالح معظم البلدان، وخاصة البلدان النامية.
لقد كانت لحظة جلوس الممثلين من الاتحاد الأفريقي إلى المائدة المستديرة في قمة مجموعة العشرين بارزة بالنسبة لـ "الجنوب العالمي". وبالوقوف عند نقطة بداية تاريخية جديدة، ستعمل الصين على زيادة التعاون الوثيق مع أفريقيا لبناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد والمساهمة بمزيد من الطاقة الإيجابية في السلام والتنمية العالميين.