الصفحة الرئيسية >> العالم

تقرير إخباري: حرب التصريحات تشتعل بين أوبك ووكالة الطاقة الدولية بشأن مستقبل الوقود الأحفوري

/مصدر: شينخوا/   2023:09:15.14:16

فيينا 14 سبتمبر 2023 (شينخوا) انتقدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الخميس التوقعات الأخيرة لوكالة الطاقة الدولية بشأن الوصول إلى ذروة الطلب على الوقود الأحفوري بحلول عام 2030. وقالت (أوبك) إن هذه التوقعات ليست "مبنية على حقائق" ويمكن أن تهدد أمن الطاقة من خلال تثبيط الاستثمارات في مشاريع النفط والغاز.

وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية في مقال بصحيفة ((فايننشال تايمز)) يوم الثلاثاء إن الطلب على الأنواع الثلاثة من الوقود الأحفوري-- النفط والغاز والفحم-- سيصل إلى ذروته بحلول نهاية هذا العقد. وكتب بيرول أن تقديرات الوكالة تستند إلى "السياسات الحالية للحكومات في جميع أنحاء العالم"، بما في ذلك التوسع في استخدام الطاقة المتجددة والاستخدام المتزايد للسيارات الكهربائية.

ومع ذلك، قالت (أوبك) في بيان شديد اللهجة يوم الخميس إن "التوقعات المتسقة والمبنية على البيانات" لا تدعم توقعات وكالة الطاقة الدولية، متهمة الوكالة بأنها "تتحرك بدوافع أيديولوجية وليس الحقائق".

وأضافت (أوبك) أنه من" المحفوف بالمخاطر وغير العملي للغاية" أن يتم استبعاد الوقود الأحفوري أو الإيحاء بأنه في بداية نهايته. وقالت إن ما يجعل مثل هذه التوقعات خطيرة للغاية، هو أنها مصحوبة في الغالب بدعوات لوقف الاستثمار في مشاريع النفط والغاز.

وقال الأمين العام لمنظمة (أوبك) هيثم الغيص في البيان إن "مثل هذه الروايات ستؤدي فقط إلى فشل نظام الطاقة العالمي بشكل مذهل، وفوضى في مجال الطاقة على نطاق غير مسبوق، مع عواقب وخيمة على الاقتصادات ومليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم".

ووفقا لمنظمة (أوبك)، فإن توقعات وكالة الطاقة الدولية أيضا لم تأخذ في الاعتبار "التقدم التكنولوجي الذي تواصل صناعة (الوقود الأحفوري) تحقيقه بشأن الحلول للمساعدة في تقليل الانبعاثات". كما أنها لم تعترف بالدور الحيوي الذي يلعبه الوقود الأحفوري، الذي "لا يزال يشكل أكثر من 80 بالمئة من مزيج الطاقة العالمي، وهو نفس المستوى الذي كان عليه قبل 30 عاما".

وقالت مجموعة الدول المنتجة للنفط إنها ستتعاون مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين لتعزيز الحوار للمساهمة في استقرار سوق الطاقة العالمي.

--سيناريوهات متضاربة

ولا يعد هذ الخلاف الأول بين (أوبك)، التي تضم 13 دولة رئيسة مصدرة للنفط، ووكالة الطاقة الدولية، التي تضم بالأساس بين أعضائها الدول المستهلكة للنفط مثل الولايات المتحدة واليابان وبعض الدول الأوروبية.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد انضمت إلى الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى مستهلكة للنفط في وقت سابق إلى انتقاد سياسات خفض الإنتاج من قبل (أوبك) وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك +". واتهمت وكالة الطاقة الدولية "أوبك+" بأنها تفاقم أزمة الطاقة وترفع التضخم، غير ان أوبك أصرت أن تخفيضات الإنتاج الهدف منها تحقيق الاستقرار لسوق النفط.

ودعا بيرول في مقال يوم الثلاثاء إلى انتقال أسرع في مجال الطاقة، وقال إن بلوغ ذروة الطلب على الوقود الأحفوري بحلول عام 2030 سيكون" موضع ترحيب". ومع ذلك، حذر الغيص في عدة مناسبات من الخطر الذي يشكله تراجع الاستثمارات في صناعة النفط والغاز على أمن الطاقة العالمي، داعيا إلى انتقال بطريقة "مخططة جيدا وشاملة وعادلة ومنصفة".

وفي أحدث تقاريرهما الشهرية عن سوق النفط، اختلفت (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية بشكل ملحوظ بشأن توقعات الطلب العالمي على النفط هذا العام والعام المقبل.

وتوقعت (أوبك) في تقريرها الذي نشرته يوم الثلاثاء أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بقوة بمقدار 2.44 مليون برميل يوميا في عام 2023، وبمقدار 2.25 مليون برميل يوميا في عام 2024، مستشهدة بـ"نمو اقتصادي عالمي قوي وسط استمرار التحسن في الصين".

ومع ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها عن السوق لشهر سبتمبر، إنه على الرغم من أن الطلب العالمي على النفط سينمو بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا هذا العام، فإن النمو سيتباطأ بشكل حاد إلى مليون برميل يوميا العام المقبل، مستشهدة بفقدان زخم التعافي وزيادة استخدام السيارات الكهربائية والعمل من المنزل وتأثيره على الاستهلاك.

صور ساخنة