ستشهد الأيام الثمانية المقبلة في الصين عطلتين متتاليتين، مهرجان منتصف الخريف واليوم الوطني. كما أطلق على الأيام الثمانية هذا العام، بـ " الأسبوع الذهبي الفائق" بسبب طويل مدتها مقارنة مع ما في الماضي، والذي تتميز به من الخصائص الأربعة وفقا لمختلف الإحصاءات الحالية والبيانات المتوقعة: ـ أولاً، ازدهار السياحة المحلية بالكامل، حيث لم تعد مدن سياحية تقليدية مثل هانغتشو وتشانغشا ستحضن عدد كبير من الزوار فحسب، وإن الوجهات النائية مثل شينجيانغ، والتبت تجذب عددًا كبيرًا من السياح أيضا، بالإضافة إلى ظهور العديد من "الخيول السوداء" في مدن الدرجة الثالثة والرابعة والخامسة مثل زيبو ويانبيان. ثانياً، النمو القوي للسياحة الخارجية، خاصة الزخم القوي للرحلات إلى اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وأوروبا وآسيا الوسطى. ثالثاً، زيادة نسبة السفر لمسافات طويلة بشكل ملحوظ، حيث تشير البيانات إلى أن 37% من الركاب يخططون للبقاء في وجهتهم لمدة ست إلى ثماني ليال، بزيادة قدرها 3 نقاط مئوية عن عام 2019 قبل الوباء، وقد أصبح هذا أيضا مؤشرا واضحا الاتجاه في السفر لقضاء العطلات منذ أكثر من ثلاث سنوات. رابعاً، اتجاه التكامل بين الثقافة والرياضة والسياحة واضح، بالإضافة إلى مشاريع السياحة التقليدية، وجذب الحفلات الموسيقية والمهرجانات الموسيقية والتخييم في الهواء الطلق وغيرها من المشاريع العديد من المستهلكين الشباب، كما أصبحت السياحة الريفية الراقية ذات شعبية متزايدة.
وتشير البيانات المختلفة إلى أن حجم سفر الركاب خلال هذا " الأسبوع الذهبي الفائق" من المرجح أن يسجل رقما قياسيا جديدا. ويتمتع الاستهلاك السياحي بأهمية رائدة على الرغم من أنه لا يمثل نسبة عالية من الاستهلاك الوطني بأكمله، فهو رمز مهم لتحسين نوعية حياة الشعب الصيني وأحد أهم مصادر المرونة القوية للاقتصاد الصيني.
كما سيظهر ازدهار " الأسبوع الذهبي الفائق" حيوية وإمكانات الاقتصاد والاستهلاك في الصين، وسيعزز إلى حد ما الثقة في اقتصاد الصين. كما أن الوضع الحقيقي لـ " الأسبوع الذهبي الفائق" سيجعل معظم الأصوات السلبية التي بثتها الولايات المتحدة والغرب للتشهير بالاقتصاد الصيني منذ العام الماضي، غير مقبولة على أساس منطقي وواقعي.
يجب التأكيد على أن أهمية " الأسبوع الذهبي الفائق" ليست اقتصادية فحسب، وإنما يمكننا أن نرى من خلال الأسبوع الذهبي لليوم الوطني وعيد الربيع والأعياد الأخرى، أن أسلوب الحياة وفلسفة الحياة الأكثر أصالة للشعب الصيني، أي أنهم يسعون الى العيش حياة بشكل جيد، ويؤيدون اللطف مع الآخرين، وليس لديهم أي مصلحة في التدخل في حياة الآخرين أو الاعتداء عليهم، وهذا هو أساس الرأي العام الأكثر صلابة للصين في سلوك طريق التنمية السلمية. وإن كل ما تفعله الصين هو تمكين شعبها من العيش حياة أفضل وتوفير فرص التنمية للناس في جميع أنحاء العالم. ولا تزال الصين، التي تتمتع بميزة السوق الكبير للغاية، قادرة جدًا على تشكيل البيئة الاقتصادية الخارجية. وتتطلع العديد من الدول المحيطة أن يؤدي هذا الأسبوع الذهبي إلى دفع الصناعات المرتبطة بالسياحة في المنطقة، وهذا دليل ملموس على فرص التنمية التي توفرها الصين للدول الأخرى.
ونستخلص من تجربة " الأسبوع الذهبي الفائق"، أن عملية التحديث في الصين لا تزال بعيدة عن الوصول إلى ذروتها في أي جانب من الجوانب، وأن تطلعات الناس للاستهلاك وسعيهم لتحقيق حياة أفضل لن تتوقف، الأمر الذي سيدفع الاقتصاد الصيني الحفاظ على تنميته باستمرار.