الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

المضي قدما جنبًا إلى جنب في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" بالجودة العالية

المضي قدما جنبًا إلى جنب في البناء المشترك لـ
القطار الكهربائي الخفيف بالعاشر من رمضان بمصر، من تنفيذ شركة صينية. صورة تشانغ منغ كسو، صحيفة الشعب اليومية

لياو لي تشيانغ/ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى القاهرة ومندوب الصين لدى جامعة الدول العربية

اقترح الرئيس شي جين بينغ في الخريف الذهبي لعام 2013، مبادرة "الحزام والطريق". وعلى مدى السنوات العشر الماضية، شهد البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" تقدماً مطرداً في مصر، وحقق نتائج مثمرة ومفيدة للجانبين. ومنذ بعثتي الى مصر، أجريت اتصالات وتبادلات واسعة النطاق مع الدوائر السياسية والتجارية والأكاديمية المصرية، وشعرت شخصيًا بالتقدير الكبير والدعم المصري الواسع من جميع مناحي الحياة للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق".

رسم "حزام التنمية" تحت قيادة وتوجيهات الزعيمين

صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الرسمية الأولى للصين في ديسمبر 2014، أن مبادرة الرئيس شي جين بينغ للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق" توفر فرصة مهمة لتجديد شباب مصر، وأن الأخيرة مستعدة للمشاركة فيها بنشاط ودعمها. وخلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس شي جين بينغ إلى مصر في يناير 2016، شهد رئيسا الدولتين بشكل مشترك توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومتين بشأن التعزيز المشترك لبناء "الحزام والطريق". كما صرح الرئيس المصري خلال مشاركته في منتدى قمة التعاون الدولي الثاني لـ "الحزام والطريق" في إبريل 2019، أن بناء "الحزام والطريق" يشمل العديد من الصناعات والمجالات، كما تعد هذه المجالات من الأولويات القصوى في رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وأن بناء "الحزام والطريق" يتسق مع جهود مصر لإعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية، وتعزيز التصنيع والتعاون الاقتصادي والتجاري، وتكثيف التبادلات التجارية والتكامل المالي، وتعزيز التبادلات الشعبية والثقافية. وخلال القمة الصينية العربية الأولى المنعقدة في ديسمبر 2022، توصل الرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي مرة أخرى إلى توافق مهم حول مواصلة تعميق البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

التعاون العملي يمهد "الطريق إلى السعادة"

شاركت الصين ومصر بشكل نشط في بناء "الحزام والطريق"، وأطلقتا بنجاح عددًا كبيرًا من مشاريع التعاون متبادلة المنفعة والمربحة للجانبين لتحقيق المنافع للشعبين. حيث نشأت المنطقة التجارية المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، التي بنتها الشركات الصينية في الصحراء؛ وتم تشغيل أول خط سكة حديد كهربائي خفيف في أفريقيا، وهو خط سكة حديد مدينة العاشر من رمضان في مصر، مما يوفر راحة السفر لنحو 5 ملايين ساكن على طول الخط؛ كما ساعدت الحكومة الصينية مصر في تسليم النموذج الأولي للقمر الصناعي "مصر سات 2" بنجاح، مما ساعد مصر على تحقيق "حلمها الفضائي"؛ ويُطلق على مشروع الحفاظ على المياه الذي بنته الشركات الصينية في سيوة بمصر اسم "المطر في الوقت المناسب" في الصحراء الكبرى، حيث يأتي الناس في سيوة غالبًا إلى موقع البناء لاهداء الطعام والماء لفريق حفر الآبار الصيني... إن الممارسة الحية المتمثلة في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" هي أوضح مثال على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر.

التواصل بإخلاص وبناء "جسور الصداقة والمحبة" بين الشعبين

تواصل الصين ومصر تعزيز التبادلات الشعبية الودية وتعزيز التفاهم المتبادل والصداقة التقليدية. وقد أنشأ الجانبان 17 زوجا من المقاطعات والمدن الشقيقة، ويزور مئات الآلاف من الأشخاص بعضهم البعض بشكل متكرر كل عام. وفي سبتمبر 2022، تم إطلاق المشروع التجريبي لتعليم اللغة الصينية في المدارس المتوسطة المصرية، إيذانًا بدخول تدريس اللغة الصينية إلى نظام التعليم الوطني المصري. وفي الوقت الحالي، تقدم 12 مدرسة إعدادية حكومية في مصر تعليم اللغة الصينية، وما يقرب من 30 جامعة تقدم تخصصات صينية، كما تم بناء 4 معاهد كونفوشيوس، وفصلين دراسيين لكونفوشيوس، وورشتي عمل لوبان، وتستمر "حرارة اللغة الصينية" و"حرارة الثقافة الصينية" في التسخين في مصر. ومنذ وقت ليس ببعيد، فازت لوحة "الصين أمل أفريقيا لتحقيق حلم الفضاء" التي رسمها شاب مصري بجائزة "تيانخه" في مسابقة الرسم تحت عنوان "حلمي" للشباب الأفريقي، ووصلت إلى محطة تيانغونغ الفضائية بمركبة شنتشو 16 الفضائية المأهولة. ويؤكد كل هذا أن أقوى أساس للتفاهم المتبادل بين الصين ومصر يكمن في التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، وأن أعمق قوة للتعاون بين الصين ومصر تجذر في الروابط الشعبية.

مصر .. موقع المقر الرئيسي لجامعة الدول العربية

تعد القمة الصينية العربية الأولى التي عقدت بنجاح العام الماضي أكبر وأرفع عمل دبلوماسي للصين في العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. وفي هذه القمة، اتفقت الصين والدول العربية على بذل كل الجهود لبناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي في العصر الجديد. وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن مبادرة "الحزام والطريق" وغيرها من المبادرات تحظى بترحيب ودعم واسع النطاق من قبل العالم العربي. وقد تعاونت الصين والدول العربية في تنفيذ "الإجراءات المشتركة الرئيسية الثمانية" التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ، واستمر تعميق وتعزيز البناء المشترك لـ "الحزام والطريق". ووقعت الصين وثائق تعاون بشأن مبادرة الحزام والطريق مع 21 دولة عربية وجامعة الدول العربية، وهي أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة. كما نفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع تعاون واسع النطاق في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية، وقد استفاد من النتائج ما يقرب من ملياري شخص من كلا الجانبين.

وبالنظر إلى المستقبل، ستمضي الصين مع مصر والدول العربية الأخرى، قدما جنبًا إلى جنب في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" بالجودة العالية، وخلق معًا مستقبلًا مشرقًا للعلاقات الصينية-المصرية والعلاقات الصينية-العربية.

صور ساخنة