أصبحت كل من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا أعضاء كاملي العضوية في مجموعة البريكس بداية من 1 يناير من هذا العام، مما زاد عدد أعضاء هذه المجموعة من 5 إلى 10. وسيكون لدى مجموعة البريكس الكبيرة تأثير وأهمية أكبر، وستلعب دورا أكثر أهمية في تعزيز السلام والتنمية العالميين، وحماية المصالح المشتركة لدول الأسواق الناشئة والبلدان النامية.
ويتوافق تعاون هذه المجموعة الكبيرة مع الرغبة القوية لدول الأسواق الناشئة والدول النامية في التوحيد وتعزيز نفسها. منذ إنشائها في عام 2006، تم تعزيز آلية تعاون بريكس بشكل مستمر، وتم تعزيز أساس التعاون بشكل متزايد، وتم توسيع المجالات تدريجيا وتم تعزيز التأثير بشكل مستمر، وأصبحت دول بريكس قوة إيجابية ومستقرة وجيدة في الشؤون الدولية. لقد كان الوضع الدولي في السنوات الأخيرة مضطربا ومتشابكا، بينما زادت جاذبية آلية تعاون بريكس بشكل مطرد، حيث باتت تسعى المزيد من دول الأسواق الناشئة والدول النامية في الانضمام إلى هذه الأسرة. لقد روجت الصين بشكل نشط للغاية من أجل توسيع مجموعة البريكس. وقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن بريكس يجب ألا تصبح مجموعة مغلقة وانطوائية، بل يجب أن تصبح منصة مفتوحة وشاملة لجذب أعضاء جدد وجمع نقاط قوة جديدة، وهو ما يتماشى مع الاحتياجات العملية لتنمية بريكس والمصالح المشتركة لدولها. في عام 2017، خلال رئاسة الصين لمجموعة بريكس، أجرت الصين حوارا بين دول الأسواق الناشئة والدول النامية، ووسعت نطاق شركاء بريكس ليشمل دولا من مختلف أنحاء العالم لأول مرة في إطار نموذج بريكس بلس. وخلال رئاسة الصين لمجموعة بريكس في عام 2022، قررت دول بريكس عملية التوسع بالاجماع.
تعد آلية التعاون في مجموعة بريكس منصة مهمة للتعاون بين دول الأسواق الصاعدة والبلدان النامية. وكلما تطورت آلية التعاون في هذه المجموعة، كلما تمكنت من لعب دور أكبر في حماية مصالح بلدان الأسواق الصاعدة والبلدان النامية. تتزايد النزعة الأحادية والحمائية في الوقت الحاضر، وتتزايد عقلية الحرب الباردة واللعبة الصفرية، كما أن سياسة الهيمنة والقوة باتت تهدد السلام والاستقرار العالميين. بناء على ذلك، أصبحت الإرادة المشتركة لبلدان الأسواق الصاعدة والبلدان النامية لتعزيز التضامن والتعاون ودعم الإنصاف والعدالة تتزايد يوما بعد يوم. ستواصل أسرة بريكس الموسعة تعميق الشراكة الاستراتيجية بين أعضائها، ومواصلة توسيع نموذج التعاون لمجموعة بريكس+، والسعي لتعزيز تمثيل وصوت بلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية في الحوكمة العالمية.
الأعضاء الجدد في أسرة بريكس يثقون تماما في "تعاون بريكس الكبير". وتأتي الأصوات مثل "بعد انضمام المملكة العربية السعودية إلى هذه المجموعة بالتأكيد ستصبح أكثر ازدهارا"، "ظلت مصر تأمل دائما في الانضمام إلى آلية تعاون بريكس فإنها تطمح إلى زيادة تعزيز علاقاتها مع أعضاء المجموعة بعد انضمامها رسميا"، "انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة قد فتح لها فصلا جديدا في شراكاتها الاقتصادية متعددة الأطراف"، "صار بإمكان إيران الاستفادة بشكل فعال من آلية التعاون في هذه المجموعة"، "ستستفيد إثيوبيا كثيرا من انضمامها إلى البريكس، وفي نفس الوقت ستُفيد بقية الدول الأعضاء".
يتوافق تعاون هذه المجموعة الكبيرة مع الاتجاه التاريخي للتعددية القطبية في العالم، ويساعد على التعامل مع سلسلة من القضايا والتحديات الرئيسية التي تواجه العالم اليوم. وبعد هذا التوسع، سيكون أعضاء أسرة بريكس أكثر، ويغطون منطقة جغرافية أوسع ولديهم مجال أكبر للتعاون، مما سيلعب دورا أكبر في تعزيز السلام والتنمية وحماية الإنصاف والعدالة الدولية. في نوفمبر من العام الماضي، نسق قادة بريكس مواقفهم واتخذوا إجراءات بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال القمة الافتراضية الخاصة التي عُقدت حول هذه الأزمة، وتحدثوا بصوت العدالة والسلام، مما فتح بداية جيدة لتعاون مجموعة البريكس الكبيرة. وعلى عكس الدول الفردية التي تحرص على الانخراط في "دوائر وكتل صغيرة"، فإن تعاون بريكس لا ينخرط في مواجهة الكتل، وكان دائما ملتزما بتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية وممارسة التعددية الحقيقية. كتب نائب وزير الخارجية المصري السابق حسين هريدي مؤخرا مقالا في صحيفة الأهرام قال فيه إن آلية التعاون الموسع لمجموعة بريكس ستلعب بالتأكيد دورا إيجابيا في الحد من التأثير السلبي للجغرافيا السياسية على التعددية.
واستشرافا للمستقبل، فإن تعاون مجموعة البريكس الكبيرة سيزيد من تعزيز قوى السلام والتنمية العالميين، ويعزز بشكل أكثر فعالية تنمية الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلا وعقلانية. إن الصين تثق تماما في مستقبل تعاون هذه المجموعة، وستواصل العمل مع شركائها للدفاع عن عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم وعولمة اقتصادية شاملة، وتعزيز إنجازات جديدة في تعاون مجموعة البريكس، وتقديم إسهامات أكبر لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.