الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

تقرير اخباري: "سورا" يهز صناعة الذكاء الاصطناعي بقدرته على إنتاج الفيديو من نصوص مكتوبة

تقرير اخباري:
لقطة شاشة للفيديو الذي أنتجه الروبوت "سورا"

18 فبراير 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بعد الضجة التي أثارها روبوت المحادثة "شات ج بي تي"، خلال العام الماضي، عادت شركة "أوبن أي" هذا العام لتفاجئ العالم من جديد بروبوت ذكاء اصطناعي يدعى "سورا"، قادر على تحويل النصوص إلى فيديوهات. وبحسب أوبن أي، استطاع سورا أن يحوّل نصا مكتوبا إلى فيديو من 60 ثانية. واعتبر مراقبون هذا الاختراع غير مسبوق، فيما علق المدير التنفيذي لشركة تسلا ايلون ماسك قائلا: "البشر على استعداد للاعتراف بالهزيمة". كما أبدى رواد مواقع التواصل من تأثير الاختراع الجديد على صناعة الفيديو.

في هذا الصدد، قال ليو وي، مدير مختبر التفاعل بين الإنسان والحاسوب والهندسة المعرفية بجامعة بكين للبريد والاتصالات، في مقابلة مع مراسل من صحفية، إن "سورا" قد يحدث تأثيرا كبيرا على صناعة الفيديوهات القصيرة وصناعة السينما والتلفزيون. موضّحا بأن هذه التكنولوجيا من الممكن أن تحدث تغييرات كبيرة في مجالات مثل القيادة الذاتية، والمحاكاة الرقمية، ومحاكاة المشهد. لكنه أشار في ذات الوقت إلى أن "سورا" لن يستطيع تعويض صناعة الفيديو والتلفزيون التقليدية.

وقال ما هيليانغ، السكرتير التنفيذي للجنة أفلام الخيال العلمي الصينية، إن سورا قد مثّل صدمة لصناعة السينما والتلفزيوني. كما يعني أيضا بأن سرعة تطوّر الذكاء الاصطناعي قد تجاوزت التوقعات. ورأى ماهيليانغ، بأن الوظائف المتعلقة بصناعة الفيديو قد تتأثر بظهور سورا إلى حد ما على المدى القصير. لكن في ذات الوقت، قلّل من قدرة "سورا" على تعويض السينما والمسرح، خاصة على مستوى الإبداع والتواصل العاطفي. في حين من الممكن أن يؤدي دورا مكمّلا لصناعة السينما والتلفزيون والترفيه.

من جانبها، اعترفت أوبن أي أيضا، بأن "سورا" لايزال يعاني بعض العيوب. على سبيل المثال، قد يواجه النموذج بعض الصعوبات في محاكاة الخصائص الفيزيائية للمشاهد المعقدة بدقة، وقد لا يكون قادرًا على عرض أمثلة للعلاقات السببية بشكل مدروس. حيث احتوى الفيديو المعروض على ثغرات واضحة، على غرار مشهد أظهر شخصا يقضم البسكويت دون مضغه.

في المستقبل، ما تراه بعينك قد لا يكون حقيقيا

واعتبر وو غانشا، خبير الذكاء الاصطناعي الصيني، إن الطفرة التي جلبها سورا تتمثل في رفع كفاءة تحويل النصوص إلى فيديوهات من 15 إلى 20 مرة. موضحا بأنه يمكن استخدام سورا بشكل فعّال في مقاطع الفيديو القصيرة، وصناعة الإعلانات، كما سيكون له أثر إيجابي تكنولوجيا القيادة الذاتية وتوليد البيانات. وعلى نطاق أوسع، فإنه يوفر إمكانية محاكاة العالم وإعادة البناء.

لقطة شاشة للفيديو الذي أنتجه الروبوت "سورا"

لقطة شاشة للفيديو الذي أنتجه الروبوت "سورا"

وأشارت يانغ جينغ، مؤسسة شركة "أي آي ايرا" للذكاء الاصطناعي، إذا كان "شات جي بي تي" يحاكي قدرة التفكير البشري، فإن "سورا" يحاكي العالم المادي بأكمله. وإذا تم المزج بين العالمين الافتراضي والحقيقي في المستقبل، ستتعرّض الحياة الاجتماعية أثر كبير وخطير، بما في ذلك المدن الذكية والألعاب العسكرية والسينمائية والتلفزيونية والتجارة الإلكترونية والشبكات الاجتماعية وغيرها. مع ذلك، حذرت يانغ جينغ أيضًا من خطر انتشار مقاطع الفيديو المزيفة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وإمكانية استخدامها في الاحتيال وارتكاب الجرائم.

فجوة الذكاء الاصطناعي تتوسع أكثر بين الصين وأمريكا؟

أثار ظهور "سورا" مخاوف الكثيرين في الصين من اتساع الفجوة في مجال الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا. ورأى تشو هونغ إي، مؤسس مجموعة قروب 360، إلى أنه بالإضافة إلى GPT5 قد تمتلك "أوبن أي" بعض "الأسلحة السرية" التي لم تكشف عنها بعد. مشيرا إلى أن فجوة الذكاء الاصطناعي بين الصين والولايات المتحدة آخذة في التوسع أكثر فأكثر.

وذكرت يانغ جينغ أن شركة "أوبن أي" قد أعلنت عن رغبتها في جمع 7 تريليون دولار لبناء "إمبراطورية الرقائق". وهو ما يعادل ربع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. مما قد يؤسس لهيمنتها على الذكاء الاصطناعي في العالم.

من جانبه، قال وو غانشا إن المشهد التنافسي الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي يؤكد على أن شركة "أوبن أي"هي الأكثر ريادة في هذه الصناعة. وأن الشركات الأخرى الصينية والأمريكية باتت اليوم مطالبة بلحاق ركب "أوبن أي"، للحفاظ على قدرات المنافسة. وأشار ووغانشا، إلى أن لحاق الصين بركب الذكاء الاصطناعي، يتطلّب الاعتماد على المواهب، وضمان التبادلات مع الشركات العالمية.

أما ليو وي، فيعتقد بشكل عام أن الولايات المتحدة تتمتع بميزة رائدة في برامج وأجهزة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ومن المرجح أن تتوسع هذه الميزة بشكل أكبر في المستقبل. مع ذلك، ومن حيث تطبيقات التكنولوجيا وجمع البيانات، يعترف الباحثون الأمريكيون بصراحة أن الصين تمتلك ميزات أفضل.

وفي مجال التعاون والتكامل بين الإنسان والآلة، تتساوى الصين والولايات المتحدة في القدرات التكنولوجية. مما يمثل أيضًا أحد الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى إجراء حوارات متكررة حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مع الصين. وتشعر الولايات المتحدة أيضًا بالقلق من الاختراقات التي تحققها الصين في مجال التعاون بين الإنسان والآلة. ولذلك، فإن التنافسية بين البلدين، هو ما يدفعهما في النهاية للحوار والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.

صور ساخنة