الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تقرير إخباري: خبراء صينيون يقترحون إقامة نظام عالمي جديد خلال مؤتمر ميونيخ للأمن

/مصدر: شينخوا/   2024:02:18.14:33

ميونيخ، ألمانيا 17 فبراير 2024 (شينخوا) اقترح خبراء صينيون خلال مؤتمر ميونيخ للأمن في نسخته الـ60 ضرورة تغيير العقلية القديمة وإيلاء الاحترام الكامل، وخاصة لنداءات الدول النامية، من أجل إصلاح النظام العالمي وجعله عادلا ومعقولا.

كان التأمل في النظام العالمي تحت الأضواء خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انطلق يوم الجمعة. فقد سلط "تقرير ميونيخ للأمن لعام 2024" الذي صدر مؤخرا، الضوء على "عيوب واضحة" في النظام الدولي القائم.

وركز التقرير على أوجه القصور الجلية في النظام الدولي القائم والتي تشعر في ظلها البلدان النامية في الجنوب العالمي بعدم الرضا لعدم حصولها على فوائدها المستحقة، في حين أن البلدان المتقدمة التي اعتادت الدفاع عن النظام يزايد حقدها أيضا عندما تجد أن فوائدها آخذة في التضاؤل.

وأبرز التقرير أن "المحصلة الصفرية" المتمحورة من الناحية العقلية حول "المكاسب النسبية" كانت سببا في إغراق العالم في معضلة "الخسارة للجميع".

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر ميونيخ للأمن إن "النظام العالمي اليوم لا يفيد الجميع. وإنه في الواقع... لا يعمل لصالح أي فرد"، مضيفا بقوله إن "عالمنا يواجه تحديات وجودية، ولكن المجتمع العالمي بات أكثر تجزءا وانقساما من أي وقت مضى خلال السنوات الـ75 الماضية".

في ضوء هذه الملاحظات، اقترح باحثون وخبراء من الصين يحضرون المؤتمر إقامة نظام دولي عادل ومعقول.

فقد أشار تسوي هونغ جيان، أستاذ أكاديمية الحوكمة الإقليمية والعالمية بجامعة بكين للدراسات الأجنبية، والذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الرابطة الصينية للدراسات الأوروبية إلى أنه إذا أصبح الغرب يعترف بمعضلة "الخسارة للجميع"، فإن إعادة تقويم العقلية، وخاصة التصور المتعلق بالنظام العالمي، أمر حتمي.

وقال سون تشنغ هاو، وهو زميل في مركز الدراسات الأمنية والإستراتيجية الدولية بجامعة تسينغهوا، إن المسألة محل النقاش هي آلية التوزيع العالمية التي يتعين تغييرها لإعطاء البلدان النامية نصيبا عادلا.

فالغرب يعتقد أن تغيير آلية التوزيع للسماح للدول النامية بتقاسم المزيد من الفوائد يعني أن الدول المتقدمة في الغرب ستحصل على قدر أقل منها، ولكن الغرب في الواقع لا يفكر في كيفية جعل الكعكة أكبر وإنما يركز فقط على مقدار التوزيع، وهو السبب الجذري لمعضلة "الخسارة للجميع"، هكذا ذكر سون.

ويشير التقرير إلى أن زيادة حجم الكعكة قد يخفف من استياء النظام العالمي القائم. ولكن الرئيس الغاني نانا أدو دانكوا أكوفو أدو قال إن دول الجنوب العالمي ترى أن المشكلة التي تواجهها لا تكمن في كيفية جعل الكعكة أكبر، بل كيفية تقاسمها على نحو أكثر إنصافا.

وأشار تسوي إلى أنه وسط الرياح المعاكسة ضد العولمة الاقتصادية وتزايد الحمائية في التجارة الدولية، تظل الصين متمسكة بدفع العولمة إلى الأمام.

وأوضح تسوي أنه من خلال مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق، تواصل الصين المساهمة في الانتعاش الاقتصادي والتنمية على الصعيد العالمي، مضيفا بقوله "يتعين على الغرب حقا العودة أيضا إلى الاتجاه الذي توجهه التنمية والتعاون".

وفيما يتعلق بكيفية بناء نظام دولي أفضل، لفت سون إلى أن مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية التي طرحتها الصين وآليات تعاون مثل مبادرة الحزام والطريق أخذت في الاعتبار احتياجات جميع الأطراف، وأكملت وحسنت النظام الدولي القائم.

ومن جانبه ذكر ليو تسوه كوي، نائب مدير معهد الدراسات الأوروبية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أنه يتعين على جميع الأطراف في المستقبل الالتزام بمبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة، واحترام بعضها البعض احتراما كاملا وخاصة فيما يتعلق بالشواغل الأمنية للدول النامية، والسعي إلى إقامة وتحسين نظام دولي عادل ومعقول.

يعد مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي تأسس عام 1963، منصة دولية للمناقشات رفيعة المستوى حول قضايا الأمن العالمي ومكانا لطرح المبادرات الدبلوماسية الرامية إلى معالجة الشواغل الأمنية.

صور ساخنة