17 إبريل 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ شهدت صناعة الطاقة الجديدة في الصين تطوّرا سريعا خلال السنوات الأخيرة، في ظل اهتمام متزايد من المجتمع الدولي بهذه الصناعة. ويجمع الخبراء الدوليون، على أن الصين قد قدّمت مساهمات بارزة في دفع التحول العالمي الأخضر، وتخفيض انبعاثات الكربون، وأصبحت رائدة للتحول الطاقي والاستجابة للتغير المناخي في العالم.
قدمت صناعة الطاقة الجديدة في الصين مساهمات إيجابية في خفض الانبعاثات العالمية. ومنذ طرح هدف "الكربون المزدوج" في عام 2020، أوفت الصين بالتزاماتها بثبات، وسرّعت في عملية تحويل هيكلها الطاقي، وعززت التنمية السريعة للطاقة المتجددة.
وأشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى القدرة المركبة الجديدة للطاقة المتجددة في العالم، بلغت 510 ملايين كيلووات في عام 2023، فيما تساهم الصين بأكثر من نصف هذا الحجم، مما يمثل مساهمة كبيرة في نمو وتوليد الطاقة المتجددة العالمية.
وتصدر الصين طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية إلى أكثر من 200 دولة حول العالم، مما يساعد البلدان النامية في الحصول على طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة. وفي عام 2022، بلغ مستوى توليد الطاقة المتجددة في الصين ما يعادل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المحلية بنحو 2.26 مليار طن.
وتسهم طاقة الرياح والمنتجات الكهروضوئية المصدرة من الصين في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للبلدان المستوردة بنحو 573 مليون طن. كما تجاوز إجمالي خفض الانبعاثات 2.8 مليار طن، وهو ما يمثل حوالي 41٪ من إجمالي تخفيضات انبعاثات الكربون العالمية المتأثرة من الطاقة المتجددة خلال نفس الفترة.
مشروع طاقة الرياح بأكمولا أوبلاست، كازاخستان، واحد من مشاريع التعاون في مجال الطاقة النظيفة بين الصين وكازاخستان. تصوير لي تشيانغ، مراسل صحيفة الشعب اليومية
تقدم تكنولوجيات الطاقة الجديدة في الصين مساعدة مهمة للتحول العالمي الأخضر ومنخفض الكربون. وبعد سنوات من التنمية، نجحت الصين في قيادة جيل جديد من تقنيات الطاقة الجديدة وتصنيع المعدات، وتمكنت من بناء أكبر نظام لإمدادات الطاقة النظيفة في العالم. حيث ضخت مركبات الطاقة الجديدة وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية أملا جديدا في الاستجابة العالمية لتغيّرات المناخ.
من أول توربينة رياح بحرية بقدرة 16 ميجاوات في العالم متصلة بشبكة توليد الطاقة إلى أول محطة للطاقة النووية من الجيل الرابع في العالم يتم تشغيلها رسميًا تجاريًا، ومن بطارية جديدة يمكن أن تدوم 1000 كيلومتر بشحنة واحدة إلى قمرة القيادة الذكية، ظلت الصين تقدّم نفسها رائدة ومبتكرة في صناعة الطاقة الجديدة وقوة دافعة للتحول الطاقي في العالم.
وأشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى متوسط التكلفة المسعرة للكهرباء في مشاريع توليد الطاقة من الرياح والطاقة الكهروضوئية العالمية قد شهد تراجعا خلال السنوات العشر الأخيرة بأكثر من 60% و80%. ويمثل الابتكار الصيني عاملا مهما في التراجع الملحوظ للأسعار.
في هذا الصدد، أشار فاتح بيرول، مدير وكالة الطاقة الدولية، إلى أن الخدمات والدعم اللذين تقدمهما الصين الدول الأخرى، قد أسهم في تحسين كبير في إمكانية الوصول إلى تكنولوجيات الطاقة النظيفة وخفض تكلفة استخدام التكنولوجيات الخضراء على مستوى العالم.
تعمل الصين في الوقت الحالي، على تعزيز التعاون في سلسلة صناعة الطاقة الجديدة، وبناء نموذج جديد مربح للجانبين لتحويل الطاقة الخضراء ومنخفضة الكربون. وعلى هذا الأساس، يطمح مشروع محطة الشعيبة للطاقة الكهروضوئية الذي بنته شركة صينية في السعودية على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 245 مليون طن خلال 35 سنة بعد اكتماله، وهو ما يعادل زراعة 545 مليون شجرة. وفي أوروبا، تتعاون الصين والدانمارك على توفير الكهرباء النظيفة لـ 38000 أسرة دنماركية وتقليل 106000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام. وتغطي استثمارات الطاقة النظيفة للشركات الصينية في الخارج مجالات رئيسية مثل طاقة الرياح وتوليد الطاقة الكهروضوئية والطاقة الكهرومائية، ومساعدة البلدان الأخرى على تحقيق أهداف الحد من الكربون وإنشاء صناعة جديدة وفرص عمل تعزز التنمية المشتركة والازدهار.
في عام 2023، صدّرت الصين 1.203 مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة، بزيادة سنوية قدرها 77.6%، لتصبح قوة مهمة في قيادة تحول صناعة السيارات العالمية. كما تسير الحافلات الكهربائية الصينية في العديد من الدول وتسهم في تقليل الانبعاثات المرورية. كما أنشأت شركات السيارات الصينية مصانع جديدة لمركبات الطاقة في تايلاند، بما يساعد على تطوير صناعة السيارات المحلية.
وقد أثبتت الحقائق أن صناعة الطاقة الجديدة في الصين توفر قدرة إنتاجية عالية الجودة. وتمثل دعما لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وأهداف اتفاق باريس بشأن التغير المناخي.
ويطرح التغير المناخي تحديا عالميا على تطوير صناعات الطاقة الجديدة وتحقيق التحول الأخضر ومنخفض الكربون، الذي يمثل طموحا مشتركا لدى جميع البلدان. وتعتمد الصين على الابتكار التكنولوجي ونظام كامل للإنتاج وسلسلة التوريد ومنافسة سوقية كافية لتحقيق التطور السريع لصناعة الطاقة الجديدة. وتجري تعاونًا دوليًا واسع النطاق بموقف منفتح، مما يوفر فرصًا للتنمية الخضراء والتنمية المربحة للجانبين لجميع البلدان. كما تتطلع الصين إلى مواصلة العمل مع جميع الأطراف من أجل العمل المشترك على تعزيز التنمية عالية الجودة لصناعة الطاقة الجديدة بما يساعد على تحسين رفاهية البشرية والمساهمة في بناء عالم نظيف وأجمل.