بغداد 22 أبريل 2024 (شينخوا) انتشرت الدراجات الكهربائية الصينية بكافة أنحاء العراق بعد أن اثبتت نجاحها وجدارتها، نظرا لحداثتها ومواكبتها التطورات وتلبيتها لحاجة المستهلك، ومساهمتها بتقليل معاناة الناس في التنقل لما تمتلكه من مواصفات جيدة تناسب الجميع.
ونتيجة لما تعانيه شوارع أغلب مدن العراق وخاصة العاصمة من اختناقات مرورية شديدة أصبح استخدام الدراجات الكهربائية وسيلة مناسبة للذهاب للعمل أو المدرسة أو السوق لإنجاز الأعمال اليومية.
وقررت الحكومة العراقية في مايو الماضي منع استيراد الدراجات النارية وعربات التوكتوك والستوتة، لتنظيم حركة السير والمرور في بغداد والمدن الكبرى، وتقليل الزخم والحوادث المرورية الناتجة عن الاستخدام العشوائي للدراجات النارية والعربات المشابهة لها، ما زاد من اقبال المواطنين على الدراجات الكهربائية.
--دراجة صديقة للبيئة
تتميز الدراجات الكهربائية بانها صديقة للبيئة لعدم استخدامها الوقود العادي الذي يحتوي على غازات ومواد كيمياوية، ما يؤثر على البيئة وصحة الناس.
وقال علاء نادر حسن، أحد المستوردين الرئيسيين للدراجات الكهربائية الصينية بالعراق لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن هناك اقبالا شعبيا كبيرا بالعراق على الدراجات الكهربائية كونها تستخدم الطاقة النظيفة ما جعلها دراجة صديقة للبيئة.
وأضاف حسن اثناء وقوفه بين انواع عديدة من الدراجات الكهربائية بمحله بمنطقة الصدرية وسط بغداد " بدأنا باستيراد الدراجات الكهربائية لعدة أسباب كونها صديقة للبيئة ومتطورة، وتخفف من الازدحام ونظيفة واقتصادية".
وأوضح أن بداية رحلته للصين من قوانغتشو ومنها لبقية المدن، مبدئيا حرصه على حضور المعرضين السنويين في 15 أبريل و15 أكتوبر بقوانغتشو للاطلاع على ما تعرضه المصانع الصينية من انتاج جديد ومتطور.
وفي بداية مشواره بعالم الدراجات عمل حسن بتجارة الدراجات النارية لكنه غير توجهه بالسنوات الأخيرة للدراجات الكهربائية لما تتمتع به من مواصفات ساهمت على زيادة الاقبال عليها.
وقال "سبب تحولي إلى الدراجة الكهربائية يعود إلى الطاقة النظيفة التي تستخدمها هذه الدراجة، والنوعية الجيدة، وتطورها عالميا، وأسعارها الجيدة، واعتقد قيمتها أقل من الدراجة التي تعمل بالبنزين بـ 60 بالمائة".
وتشجع السلطات العراقية التوجه نحو استخدام الطاقة النظيفة بكل مجالات الحياة للتقليل من الأثار السلبية على البيئة، لأن ذلك يصب بمصلحة صحة المواطن.
وقال كاظم محمود موظف بوزارة البيئة لـ((شينخوا)) "ندعم أي توجه باستخدام الطاقة النظيفة بدلا من الوقود المنتج من مشتقات النفط لما لذلك من فوائد على البيئة التي تنعكس بصورة ايجابية على صحة الجميع".
وأضاف "نشجع استخدام الدراجات الكهربائية كونها صديقة للبيئة ولا يوجد فيها ملوثات تؤثر على البيئة"، مؤكدا أن استخدام الدراجات الكهربائية يتماشى مع التوجهات الحكومية باستخدام الوسائط الصديقة للبيئة.
--اقبال متزايد
ويشهد الاقبال على اقتناء الدراجات الكهربائية تزايدا ملحوظا في بغداد وبقية المحافظات العراقية بحيث أصبحت الدراجات الكهربائية من الوسائل التي يعتمد عليها العراقيون بتنقلاتهم.
وقال حسن، الذي يتعامل ببيع الدراجات الكهربائية بالجملة والقطاعي "لدينا زبائن في بغداد ومحافظات العراق كلها، الجنوبية والشمالية والغربية، وهناك اقبال قوي على الدراجة الكهربائية".
وأضاف "الناس جربوها واقتنعوا بها 100 بالمائة واثبتت نجاحا وجدارة، كون هناك تطور مستمر بإنتاجها"، مؤكدا أن الاقبال عليها بالعراق جيد جدا ومستقبلها سيكون في المرتبة الأولي.
ويستورد حسن دراجات فئة أربع بطاريات وأنواع مختلفة تصلح للأقتناء من قبل الشباب وكبار السن وبأحجام ونوعيات وقياسات مختلفة.
بدوره، قال ضياء العراقي الذي حضر لشراء دراجة كهربائية "الدراجات الكهربائية خلال الفترة الأخيرة أصبح الاقبال عليها جيد جدا لأنها نظيفة من ناحية عملها ونوعيتها، وشكلها جميل وتصل موديلات حديثة".
ويقارن العراقي بين الدراجة الكهربائية والنارية من الناحية الاقتصادية والبيئة والتطور، مبينا أن الدراجات الكهربائية المعروفة محليا (بدراجات الشحن) أفضل وأنظف من الدراجات النارية وفيها ضمانات للبطاريات تصل لثلاثة أشهر على العكس من النارية لا يوجد فيها أي ضمان بالإضافة لشكلها الجميل.
وأضاف "الدراجات الكهربائية تساعدك في التخلص من الازدحام بالشوارع، ومتطورة وكل فترة ينزل موديل جديد، فمثلا عندما دخلت هذا المحل وجدت نحو 20 نوعا، مختلفة الأحجام والبطاريات والسرعة ولهذا أصبح عليها اقبال جيد من قبل الشارع العراقي".
ويوفر استخدام الدراجة الكهربائية الوقت والمال للمستخدمين وفقا للعراقي الذي قال "استخدام الدراجات الكهربائية يفرق لنا بالوقت بسبب الازدحام، فمثلا تريد الذهاب لمكان تقطعه بالسيارة بساعة أو ساعتين بينما بالدراجة تختصر الوقت لـ 10 دقائق أو ربع ساعة وهذه كلها حسابات تفيد المواطن، كون شوارعنا مزدحمة لأبعد الحدود واستخدام الدراجة يجنبك هذا الازدحام".
وأشاد العديد من مستخدمي الدراجات الكهربائية بالدراجات الصينية كونها ساعدتهم على انجاز أعمالهم وتنقلاتهم فضلا عن صناعتها الجيدة وأسعارها التنافسية وقلة المخاطر جراء استخدامها ما زاد الاقبال عليها.
--صناعة جيدة وتعامل حسن
وأشاد فنيون ومستوردون وزبائن بالصناعة الصينية للدراجات الكهربائية لحداثتها ومواكبتها التطورات وتلبيتها لحاجة المستهلك.
وقال علي غزوان الذي يعمل بورشة لإدامة الدراجات الكهربائية لـ((شينخوا)) "الصناعة الصينية بالدراجات الكهربائية جيدة جدا، وهذه الدراجات قليلة الأعطال، وهناك تطوير دائم عليها".
وأضاف "الدراجات أنواع حسب قيمتها، فالصين تصنع للفقير والغني وكل يشتري النوع المناسب له وفقا لإمكانياته المادية"، مبينا أن أسعار الدراجات يتراوح من 200 دولار إلى 700 دولار أمريكي، حسب النوعية والسرعة وعدد البطاريات.
بدوره، أشاد المستورد حسن، الذي زار الصين خلال العشر سنوات الأخيرة أكثر من 25 مرة، بالتعامل الجيد من قبل أصحاب مصانع الدراجات في الصين.
وقال "تعامل المصانع الصينية مع تجار العراق، تعامل جيد جدا، وهناك ثقة متبادلة وعمل ونوعية درجة أولى"، مؤكدا أنه كون صداقات مع العديد من أصحاب المصانع وهو بتواصل مستمر معهم.
من جانبه، قال الشاب مقداد حمزة (16 سنة) "استخدم الدراجة الكهربائية الصينية منذ سنة تقريبا بالذهاب للمدرسة والسوق، فهي دراجة جميلة وسهلة الاستعمال، ولا تحتاج مني أي مصروفات، فقط شحن الكهرباء".
وأضاف "أحب دراجتي الكهربائية كونها مصنوعة بطريقة ممتازة وشكلها جميل"، مضيفا بعد ابتسامة "بعض أصدقائي يحسدوني على اقتنائي هذه الدراجة الجميلة".