الصين تبذل المزيد من الجهود لإعادة تدوير بطاريات الطاقة

30 إبريل 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أنشأت الصين باعتبارها واحدة من أكبر أسواق بطاريات الطاقة في العالم لمدة ثماني سنوات متتالية، نظامًا صناعيًا لبطاريات الطاقة يشتمل على سلاسل الصناعة والتوريد الأكثر شمولاً. ويأتي الإنتاج على نطاق واسع مع التحدي المتمثل في معالجة بطاريات الطاقة المستعملة.

وقد قام مراسل صحيفة الشعب اليومية في الآونة الأخيرة، بتتبع مجموعة من البطاريات المستعملة في ووهان وجينغمن، مدينتان يقعان في مقاطعة هوبي بوسط الصين، لمعرفة كيفية إعادة تدوير هذه البطاريات ومنحها فرصة جديدة للحياة.

كانت البداية من اتصال منصة خدمات الرحلات في ووهان بمتخصصي إعادة تدوير البطاريات التابعين لشركة قيم المحدودة، وهي مؤسسة رائدة في الاقتصاد الدائري الصيني ومقرها شنتشن، لجمع بطاريات الطاقة من مركبات الطاقة الجديدة (NEVs) التي تدهورت قدرتها بسبب الاستخدام المكثف. وفي اليوم التالي، تمت إزالة البطاريات من المركبات وتغليفها بأغشية عازلة بواسطة متخصصين في إعادة تدوير البطاريات، ثم شحنها إلى ورشة عمل شركة قيم في ووهان. وفي ورشة عمل قيم، تم إرسال البطاريات إلى معدات آلية لاختبار سعتها الباقية.

قال بي تشوان يو، نائب رئيس معهد أبحاث الابتكار للصناعة الخضراء (ووهان)، إنه سيتم إعادة استخدام البطاريات ذات السعة الأعلى في ووهان، في حين سيتم إرسال البطاريات ذات السعة الضعيفة إلى مركز جيانغمن الخاص بهم للمعالجة.

وتقوم قيم بإعادة تدوير ما يقرب من عُشر بطاريات الطاقة التي تم إيقاف تشغيلها في جميع أنحاء الصين. وبعد أن ركزت في السابق على التخلص من السيارات التي انتهت صلاحيتها، فقد أقامت الشركة شراكات قوية مع العديد من شركات صناعة السيارات. واليوم، واستجابة لتطور صناعة سيارات الطاقة الجديدة، حولت الشركة تركيزها إلى إعادة تدوير بطاريات الطاقة القديمة. وبصرف النظر عن بطاريات الطاقة القديمة، تتكون المواد القابلة لإعادة التدوير أيضًا من مواد النفايات التي لم تخضع لتجميع الخلايا أثناء إنتاج البطاريات.

وليس بعيدًا عن مركز جيانغمن التابع لشركة قم، يقع مصنع ايفا باور، وهي شركة مصنعة للبطاريات، حيث تنتج بطاريات الليثيوم أيون الجديدة. وقد تم استثمار وبناء المصنع من قبل شركة ايفا اينجي المحدودة ومقرها في هويتشو بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين، وهي إحدى الشركات الرائدة في تصنيع بطاريات الليثيوم أيون في الصين. ونمت لتصبح أكبر قاعدة لإنتاج بطاريات تخزين الطاقة والطاقة في وسط الصين. وبقيادة هذه الشركة الرائدة في مجال الصناعة، تجمعت ما يقرب من 100 شركة معًا لتشكل سلسلة صناعية متكاملة لبطاريات الطاقة.

يذكر أن قيم وقعت اتفاقية تعاون استراتيجي مع شركة ايفا اينجي، تقضي حصريًا بإعادة تدوير مواد النفايات الناتجة عن ايفا باور. وتقوم بمعالجتها وتحويلها إلى مواد خام لإنتاج البطاريات وإعادتها إلى مصنع البطاريات. ويُعرف نموذج إعادة التدوير هذا باسم نهج "النفايات مقابل المواد الخام". وتعد إعادة التدوير مجرد خطوة أولى، وهناك الكثير مما يجب فعله لإعادة استخدام بطاريات الطاقة القديمة.

وفي مصنع الاستخدام المتتالي لبطاريات الطاقة في قيم ووهان، ارسلت البطاريات ذات السعة المتبقية الأعلى إلى محطات العمل وتم تفكيكها إلى وحدات وخلايا، والتي تم بعد ذلك نقلها إلى خطوط الإنتاج بواسطة مركبات موجهة آلية ليتم إعادة تجميع الخلايا وتحويلها إلى خزانات تخزين الطاقة المنزلية.

ووفقًا لأحد موظفي المصنع، فإنه على الرغم من أن بعض بطاريات الطاقة المستعملة لم تعد قادرة على دفع المركبات، إلا أنه يمكن إعادة استخدامها للدراجات الكهربائية ومحطات الاتصالات السلكية واللاسلكية وخزانات الطاقة ومصابيح الشوارع التي تعمل بالطاقة الشمسية بعد خضوعها للتفكيك وإعادة الهيكلة.

يوجد بالقرب من موقف السيارات الخاص بقيم ووهان العديد من خزانات الطاقة للاستخدام التجاري والصناعي. وقال بي: "تتكون كل خزانة من عشرات من بطاريات الطاقة المعاد استخدامها، ويمكن استخدامها بشكل عام لمدة تتراوح بين 8 إلى 10 سنوات".

كما يمكن إعادة تدوير حتى البطاريات ذات السعة المتدهورة بشدة عن طريق استعادة المعادن الثمينة مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل لإنتاج البطاريات في المستقبل. ويمكن لكل زيادة بمقدار نقطة مئوية واحدة في معدل استرداد الليثيوم أن ترفع بشكل مباشر قيمة إعادة التدوير لكل طن من بطاريات الطاقة المتقاعدة بآلاف اليوانات.　

بالإضافة إلى التعاون مع مؤسسات معالجة وإعادة التدوير التابعة لجهات خارجية، بدأت بعض شركات صناعة السيارات أيضًا في إنشاء أعمال إعادة تدوير البطاريات الخاصة بها. وفي ورشة عمل في منطقة صناعية تابعة لشركة صناعة السيارات الصينية دونغفنغ أوتو في ووهان، كانت الرافعات الشوكية الكهربائية التي تعمل بالبطاريات المعاد تدويرها تتجول في الأنحاء.

"تتميز بطاريات الاستخدام المتكرر هذه بأنها أخف وزنًا وأكثر قوة ولها مدى أطول مقارنة ببطاريات الرصاص الحمضية التقليدية." وقال أحد الموظفين، إن الشحنة الواحدة تسمح بالعمل لمدة 8 ساعات.

وفقًا لمدير تنفيذي لشركة دونغفنغ هونغتاي القابضة المحدودة، وهي شركة تابعة لشركة دونغفنغ للسيارات، فإن شركات صناعة السيارات لديها معلومات أكثر دقة حول ظروف البطارية من شركات إعادة التدوير التابعة لجهات خارجية. كما أشار الى أنه مع تقاعد كميات كبيرة من بطاريات الطاقة، من المتوقع أن تنخفض تكاليف تطوير واستخدام منتجات الاستخدام المتتالي بشكل كبير.

ووفقا لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، قامت البلاد ببناء أكثر من 10000 منفذ خدمة لإعادة تدوير بطاريات الطاقة. وفي العام الماضي، تمت إعادة تدوير 225 ألف طن من بطاريات الطاقة المستعملة من سيارات الطاقة الجديدة.

كما توقعت إحدى المؤسسات البحثية أن يصل عدد بطاريات الطاقة المتقاعدة في الصين إلى 820 ألف طن بحلول عام 2025. ووفقا لخطة التنمية الخضراء للقطاعات الصناعية في الصين خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025)، ستنشئ الصين نظامًا شاملاً نسبيًا لإعادة تدوير واستخدام بطاريات الطاقة بحلول عام 2025. وهذا يعني أنه سيتم توجيه عدد متزايد من بطاريات الطاقة المتقاعدة نحو إعادة التدوير وإعادة الاستخدام في البلاد.