تقرير إخباري: غارات مكثفة واشتباكات مع عناصر حماس مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة شمال قطاع غزة

غزة 12 مايو 2024 (شينخوا) قصفت الطائرات الإسرائيلية اليوم (الأحد) عدة مناطق شمال قطاع غزة، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوات الجيش الإسرائيلي الذي بدأ عملية عسكرية جديدة في تلك المناطق.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الطائرات شنت عشرات الغارات على منازل سكنية وأراض زراعية في مخيم ومدينة جباليا ومنطقة تل الزعتر وبيت لاهيا، فيما شهدت الأطراف الشرقية لمناطق شمال القطاع تقدما عسكريا بريا.

وأشارت المصادر إلى أن الغارات استهدفت مناطق مجاورة لمراكز إيواء تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خاصة في مخيم جباليا.

بدوره أفاد محمود بصل الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة بسقوط قتلى وجرحى جراء القصف، مشيرا إلى أن هناك صعوبة كبيرة في الوصول إليهم جراء كثافة النيران.

وقال بصل في بيان إنه في ظل تكثيف القوات الإسرائيلية لاستهداف منازل المواطنين المأهولة بالسكان في مناطق شمال قطاع غزة، بات من الصعب جدا على طواقمنا التعامل مع إنقاذ الجرحى وانتشال القتلى.

وتزامنا مع ذلك شهدت مناطق شمال القطاع حركة نزوح كبيرة لسكانها منذ ساعات الصباح.

وقال شهود عيان إن عائلات شوهدت تغادر مناطق سكناهم ويحملون أمتعتهم سيرا على الأقدام وأخرى عبر مركبات كبيرة باتجاه مناطق غرب غزة.

وقالت السيدة زهرية سلمان بينما تحمل أمتعتها لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نهرب من الموت إلى الموت ولا يوجد مكان آمن" في قطاع غزة.

وأضافت زهرية بينما كان يهرول بجوارها عدد من أفراد أسرتها وأحفادها " تركنا المنزل ونسير في الشوارع لا نعلم إلى أين نذهب، والقصف في كل مكان".

وقالت إن هذه هي المرة الثالثة التي يخرجون فيها من المنزل منذ بداية الحرب ونأمل أن تنتهي بأقصى سرعة ونعود إليه ويتوقف الكابوس الذي نعيشه".

وكان الجيش الإسرائيلي دعا في بيان أمس (السبت) جميع السكان والنازحين المتواجدين في منطقة جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين والروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور إلى التوجه فورا إلى المآوي غرب مدينة غزة.

وقال البيان إن "حماس تحاول إعمار قدراتها في المنطقة ولذلك سيعمل الجيش الإسرائيلي بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة التي تتواجد فيها ولذلك كل من يتواجد في تلك المناطق يعرض نفسه وعائلته للخطر".

وحذر البيان السكان من الاقتراب إلى السياج الأمني الفاصل، حيث يشكل اقترابهم "خطرا على حياتهم وسلامتهم".

وبموازة ذلك تشهد الأطراف الشرقية لمناطق شمال قطاع غزة اشتباكات عنيفة بين عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوات إسرائيلية منذ الليلة الماضية.

وقالت كتائب القسام في بيانات منفصلة ومتتالية إن عناصرها "تدك قوات العدو المتوغلة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة بقذائف الهاون".

وفي بيان أخر أفادت بأن عناصرها تمكنوا من إسقاط قذيفة مضادة للدروع عبر طائرة مسيرة على دبابة "ميركافا" شرق المخيم، فيما استهدفت دبابتين بقذيفتي "الياسين 105".

في هذه الأثناء أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية ليلية في جباليا بناء على معلومات استخباراتية تتعلق بمحاولات حماس إعادة تجميع بنيتها التحتية "الإرهابية" ونشطائها في المنطقة.

وقال البيان إنه قبل دخول القوات قصفت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وطائرات إضافية حوالي 30 هدفا "إرهابيا" في المنطقة وقضت على العديد من "إرهابيي" حماس.

وفي الوقت نفسه، وبعد استخبارات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، تواصل قوات الجيش الإسرائيلي عملياتها الدقيقة في مناطق محددة في شرق رفح وعلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وفقا للبيان.

وخلال هذه العملية، قامت قوات الجيش بتحديد وتفكيك عدد من فتحات الأنفاق وقاذفات الصواريخ المعدة لإطلاق النار باتجاه الأراضي الإسرائيلية، بحسب البيان.

وأشار إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي حددت عشرة "إرهابيين" مسلحين من حماس كانوا يخرجون من البنية التحتية "الإرهابية"، قامت طائرة بقصفهم والقضاء عليهم.

كما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في منطقة الزيتون في شمال غزة للقضاء على "الإرهابيين" وتفكيك البنية التحتية "الإرهابية" في المنطقة.

وخلال يوم أمس، قضت قوات الجيش على عدد من "الإرهابيين" في قتال قريب المدى، وفي غارات جوية لسلاح الجو الإسرائيلي، تم القضاء على "إرهابيين" إضافيين وتم تفكيك الأسلحة والبنية التحتية "الإرهابية".

ووفق البيان قصفت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي وطائرات إضافية أكثر من 150 هدفا "إرهابيا" في جميع أنحاء قطاع غزة خلال يوم أمس وفككت أكثر من 150 هدفا "إرهابيا" في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك الخلايا "الإرهابية" ومنشآت إطلاق الصواريخ الجاهزة ومنشآت تخزين الأسلحة ونقاط المراقبة وممرات الأنفاق.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في القطاع الساحلي تحت اسم "السيوف الحديدية"، قتل خلالها حتى الآن أكثر من 35 ألف شخص ودمار هائل في المباني والبنية التحتية.

وبدأت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.