الصفحة الرئيسية >> العالم

تعليق: الوحدة الإفريقية تمهد الطريق للتقدم

/مصدر: شينخوا/   2024:05:29.09:48
تعليق: الوحدة الإفريقية تمهد الطريق للتقدم
في الصورة الملتقطة يوم 14 فبراير 2024، مشهد لمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، إثيوبيا. (شينخوا)

أديس أبابا 27 مايو 2024 (شينخوا) يرمز يوم إفريقيا، الموافق يوم 25 مايو، إلى النضال الإفريقي من أجل الاستقلال والوحدة. إنه إحياء لذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في عام 1963، التي أصبحت الآن الاتحاد الإفريقي، والتي بشرت بعصر جديد من القوة الجماعية والتنمية في القارة.

وأقيمت العام الجاري احتفالات بمناسبة هذا اليوم في جميع أنحاء القارة والعالم. وفي الدول الإفريقية، مثل أوغندا، ارتدى الناس الملابس التقليدية وشاركوا في احتفالات بهيجة. وأقيمت فعاليات مشابهة في مدن مثل بكين، لإظهار التضامن مع إفريقيا.

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن هذا الحدث القاري يمثل الاحتفال "بتراثنا المشترك ووحدتنا وقوتنا كأفارقة" و"إنه بمثابة لحظة للتأمل في تجاربنا المشتركة وإعادة التزامنا ببناء إفريقيا التي تتمتع بقدر أكبر من العدالة والازدهار والوحدة".

وتتأصل التجارب المشتركة للدول الإفريقية في تاريخها الطويل من الاستعمار والاستغلال الاقتصادي من قبل الدول الغربية، ما حوّل إفريقيا إلى مجرد مورّد للمواد الخام وسوق للسلع الأجنبية.

وكان إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية بمثابة لحظة محورية للدول الإفريقية، حيث تلا ذلك إصدار قرارات مهمة ضد الإمبريالية والاستعمار والهيمنة. وقد لعبت المنظمة دورا حاسما في الدفاع عن السيادة الوطنية، وتنمية اقتصادات القارة، ودعم استقلال المستعمرات الإفريقية، وتعزيز الوحدة بين الدول الإفريقية، والإسهام في تحقيق السلام العالمي.

وبالإضافة إلى الأهمية الأصلية ليوم إفريقيا المتمثلة في إحياء ذكرى الانتصار على الاستعمار وتحقيق التحرير الوطني، فإن يوم إفريقيا يرمز الآن أيضا إلى سعي القارة المستمر لتحقيق السلام والتنمية. تلك الاحتفالات التي أقيمت اليوم بمناسبة يوم إفريقيا تأتي تأكيدا للرغبة في تحقيق أهداف مثل التنمية والرخاء، وهو ما يعكس الرؤية الجماعية لإفريقيا.

وفي كلمته بمناسبة هذه الذكرى، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، إن القارة الإفريقية "حررت نفسها من عبودية الاستعمار ونظام الفصل العنصري المروع. وقد تطورت مواردها الفكرية والعلمية والثقافية وتنوعت وتم إثراؤها بشكل كبير".

ويعمل الاتحاد الإفريقي، الذي يحتضن إرث منظمة الوحدة الإفريقية، على توحيد وقيادة الدول الإفريقية لتعزيز التكامل بقوة وإنشاء منطقة تجارة حرة، وتسريع التقدم نحو الرؤية المحددة في "أجندة 2063" للاتحاد الإفريقي، والسعي بقوة نحو بناء إفريقيا جديدة تتسم بالسلام والوحدة والرخاء والاعتماد على الذات.

وهذا في الواقع لن يعود بالنفع على الشعوب الإفريقية فحسب، بل سيخلق أيضا فرصا جديدة للدول في جميع أنحاء العالم، وسيوفر زخما جديدا للانتعاش الاقتصادي العالمي.

ومن المتوقع أن يمثل سكان إفريقيا ربع سكان العالم في عام 2050، وسيكون أكثر من نصفهم تحت سن 25 عاما. وستوفر هذه المجموعة السكانية من الشباب، إلى جانب الموارد الطبيعية الوفيرة، إمكانات هائلة لتنمية القارة.

وقد أصبحت النهضة المتسارعة في الجنوب العالمي اتجاها جديدا على الساحة الدولية، وتتحول إفريقيا التي تتمتع بتنمية مستمرة إلى قطب مهم في التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم. وفي سبتمبر 2023، دُعي الاتحاد الإفريقي للانضمام إلى مجموعة الـ20، ما يعزز تمثيل إفريقيا ويعلي صوتها في الحوكمة العالمية.

ومع تقدم إفريقيا نحو الوحدة والاعتماد على الذات، كانت الصين تقف دائما إلى جانبها وتقدم الدعم القوي لها.

في عام 2023، تم عقد حوار قادة الصين وإفريقيا بنجاح في جوهانسبرغ، حيث قرر الجانبان الصيني والإفريقي دعم بعضهما البعض في استكشاف مسارات التحديث والعمل بشكل مشترك على خلق بيئة مواتية لتحقيق الروئ التنموية الخاصة بالجانبين.

وفي خريف العام الجاري، ستعقد الدورة الجديدة لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي في الصين. وعلى مدار الـ24 سنة الماضية منذ تأسيس المنتدى، زادت التجارة بين الصين وإفريقيا أكثر من 20 ضعفا، وزادت استثمارات الصين في إفريقيا أكثر من 100 ضعف.

وقد خلق دعم الصين لاستقلال إفريقيا وتنميتها بيئة دولية إيجابية، وعزز ثقة إفريقيا في تعاونها الخارجي. وخلال زيارته للصين في وقت سابق من الشهر الجاري، أشاد وزير الخارجية وتعاون شرق إفريقيا في تنزانيا، جانيوري يوسف ماكامبا، بالصين باعتبارها صديقا جديرا بالثقة، وأعرب عن التزام مشترك بتعزيز نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة.

وعلى مدار العقود الستة الماضية، حققت الدول الإفريقية تقدما ملحوظا في رحلتها نحو الاستقلال والوحدة والتكامل، ما أظهر قوة إفريقيا في الحفاظ على التعددية وحماية المصالح المشتركة للدول النامية. وكانت إقامة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية والتقدم المطرد لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063 بمثابة شهادتين على هذا التقدم.

ومع استمرار إفريقيا في تعزيز التضامن الداخلي والتعاون الدولي، فإنها بلا شك ستقدم المزيد من المساهمات في تحقيق السلام والتنمية في العالم.

صور ساخنة