مقابلة: مسؤول سوري: عرض الآثار السورية في الصين نافذة كبيرة لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين

دمشق 29 مايو 2024 (شينخوا) أكد المدير العام للمديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا محمد نظير عوض أن القطع الاثرية السورية، التي تم عرضها في المعارض في معظم أنحاء الصين، توفر نافذة فريدة للاطلاع على التراث الثقافي الغني لسوريا، لافتا إلى أن المعرض لاقي نجاحا كبيرا ورواجا من قبل الزوار الصينيين.

وشدد عوض، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، على أهمية عرض الآثار السورية في المعارض في الصين، مؤكداً أن مثل هذه الفعاليات تلعب دورا حاسما في عرض التراث السوري للعالم، خاصة في بلد مثل الصين الذي يستقطب عدداً كبيراً من السياح الأجانب.

وأكد أن وجود الآثار السورية في الصين يهدف إلى تعريف الثقافة السورية لجمهور عالمي، وتعزيز العلاقات الثقافية مع الشعب الصيني، وتقوية الروابط بين البلدين من خلال التعلم والتعاون المتبادل.

وقال عوض "أردنا أن يبقى المعرض في الصين ليكون في متناول العديد من الزوار من جميع أنحاء العالم للتعرف على الحضارة السورية".

وتابع إن "وجود هذا المعرض في الصين كان له أكثر من هدف وهو التعريف بالحضارة السورية وتعزيز العلاقات الثقافية مع المثقفين في الصين".

وأشار إلى أنه كان هناك قرار بتمديد المعرض في الصين، قائلا إن القرار جاء بناء على المصداقية والإدارة الجيدة التي لوحظت خلال الحدث من حيث تنظيم المعرض، والتعامل مع جميع جوانب الحدث، وتقديم القطع الأثرية بطريقة أنيقة عبر استخدام التكنولوجيا.

وبين مدير الاثار والمتاحف في سوريا أن القطع التي أرسلت إلى المعرض في الصين هي قطع حقيقية تعود إلى حضارات مختلفة ومنها قطع فنية متعددة، منوها بأن القطع الاثرية التي أرسلت للصين للمشاركة بالمعرض تم اختيارها من الجانب الصيني بعناية.

وكانت الدكتورة ريما خوام أمينة المتحف الوطني بدمشق قالت في سبتمبر العام 2023 خلال مشاركة سوريا بالمنتدى الفرعي للمتاحف ضمن منتدى ناشان التاسع للحضارات العالمية الذي يحمل عنوان "المتاحف.. جسر بين الماضي والحاضر والمستقبل" إنه "تم الاتفاق والتعاون على إقامة ستة معارض في ستة متاحف تابعة لمقاطعات صينية مختلفة، أولها كان في متحف ناشان، بعنوان (سوريا المدهشة) منذ العام 2021 ولمدة سنتين، تم خلالها عرض 195 قطعة أثرية تمثل أهم النماذج التي تشهد على منجزات المجتمعات البشرية الفنية التي عاشت في سوريا والممتدة لآلاف السنين منذ عصور ما قبل التاريخ التي تعود إلى أكثر من مليون سنة ولغاية القرن الـ 19، وفقا لوكالة أنباء (سانا) السورية.

وأوضحت خوام أنه وصل عدد زوار معرض سوريا المدهشة في المقاطعات الصينية إلى ما يقارب مليون زائر، مبينة أنه تم أخيراً تمديد التعاون بين سوريا والصين لعرض الآثار السورية لمدة سنتين جديدتين.

علاوة على ذلك، قال عوض إنه يجري التعاون للمشاركة في مؤتمر ينظمه متحف شنغهاي، مع التركيز على التراث غير المادي، وهذا يدل على توسع التعاون الثقافي بين سوريا والصين في مجالات مختلفة، بما في ذلك التراث وربما في الفنون الأخرى كالمسارح واستضافة الفرق الفنية.

وأكد عوض أن المعارض الثقافية تعد أداة حيوية لتعزيز التبادل الثقافي والتفاهم بين الناس، معتبرا أن المعرض الذي أقيم في الصين هو امتداد لطريق الحرير التاريخي، مسلطا الضوء على أهمية العلاقات الثقافية بين الدول.

وقال عوض "طريق الحرير لم يؤسس لعلاقات تجارية فقط، وانما أسس لعلاقات ثقافية مهمة جدا (...)، وأنا اعتبر أن هذا المعرض هو امتداد لطريق الحرير، وامتداد للعلاقات الثقافية مع الصين".