أورومتشي 17 أكتوبر 2024 (شينخوا) انبهر جوشا إسحاق جيري من زامبيا بالألحان الجميلة للآلات التقليدية والعروض النابضة بالحياة للرقص الويغوري، ولم يتمكن من مقاومة الإيقاعات العذبة والضيافة الودودة، وانضم إلى الراقصين في احتفالهم البهيج في قرية جيايي.
تشتهر جيايي الواقعة في محافظة شينخه بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين بانتاجها للآلات الموسيقية. كان جيري، وهو مدير وسائل الإعلام على الإنترنت في هيئة الإذاعة الوطنية الزامبية، عضوا في فريق إعلامي أجنبي زار هذه القرية الصغيرة ضمن جولة أعقبت افتتاح القمة العالمية السادسة للإعلام في أورومتشي حاضرة منطقة شينجيانغ.
وعلق جيري قائلا "ذكرني ذلك بالوطن واستمتعت به كثيرا" ، مشيرا إلى التشابه الكبير بين الآلات الموسيقية التقليدية في القرية وتلك الموجودة في زامبيا.
تشتهر قرية جيايي بإنتاج الآلات الموسيقية الويغورية منذ أكثر من 300 سنة، والتي تم إدراجها ضمن التراث الثقافي غير المادي الوطني، وتشمل هذه الآلات أكثر من 10 أنواع تصنع يدويا بدقة عالية، بما في ذلك التامبور والدوتار.
وفي هذا السياق ذكر كويك تشنغ كانغ، رئيس تحرير صحيفة سين تشو ديلي الماليزية، أنه شهد شغف القرويين بالحفاظ على ثقافتهم التقليدية، وخاصة في الحرف اليدوية التي توارثتها الأجيال.
وأضاف كويك أن العادات المتميزة ونمط الحياة الفريد في شينجيانغ يعرض للزوار الدوليين لمحة عن التنوع الثري للثقافة الصينية، وهي تجربة مدهشة وجذابة للكثيرين، كما يعكس ذلك ثقة المنطقة في عرض سحرها الفريد على المسرح الدولي.
تنبع هذه الثقة من موارد شينجيانغ الثقافية والسياحية الرائعة، جنبا إلى جنب مع جهود المنطقة المتواصلة لتتحول إلى مركز سياحي أكثر جاذبية ويسهل الوصول إليه.
تغطي منطقة شينجيانغ الفريدة من نوعها سدس مساحة الأراضي الصينية الإجمالية، وتعرف بأنها "ثلاث سلاسل جبلية تضم نهرين". لذلك فهي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة، من الجبال الشاهقة والوديان العميقة إلى الصحاري الشاسعة والبحيرات الهادئة.
شكل موقع شينجيانغ الاستراتيجي على طول طريق الحرير القديم، وتنوع الأقليات الإثنية التي تعيش فيها، تراثا ثقافيا ثريا. ويتضح ذلك من خلال مواقع التراث العالمي المتعددة لليونسكو في المنطقة، والتراث الثقافي العالمي غير المادي، فضلا عن التراث الثقافي غير المادي الوطني.
إن المزيج الذي لا مثيل له من الجمال الطبيعي والأهمية التاريخية يجعل من شينجيانغ مقصدا أساسيا للساعين إلى رؤية العجائب الثقافية والطبيعية على حد سواء، مثل جبال تيانشان وبحيرة سيرام وأطلال جياوخه وبلدة كاشغار القديمة.
تحت ضوء القمر، تجولت مجموعة أخرى من المسافرين الأجانب في أطلال "جياوخه" التي تعود إلى 2000 عام، حيث كانت محطة رئيسية على طريق الحرير القديم في توربان، وهي الآن أكبر مدينة قديمة مبنية بالطين في العالم وأفضلها حفظا. برفقة أنغام المزامير والأوتار، شعر الزوار وكأنهم سافروا عبر الزمن، حيث غمرتهم العروض الفنية وهتافات المؤدين، مما أضفى سحرا على الأجواء.
"تجسد أطلال جياوخه المفاهيم المتقدمة في حماية الآثار الثقافية وتنمية السياحة الثقافية في الصين. فهي تحافظ على المظهر الأصلي للموقع، وتعزز تجربة الزوار من خلال المسارات والإضاءة ومناظر الكهوف والموسيقى الخلفية والعروض المتقنة، مما يخلق جوا هادئا ينسجم مع المدينة القديمة"، حسبما قال مارسيلو بينيز، الرئيس التجاري لـ"فولها دي ساو باولو".
وأردف مارسيلو بينيز أن الرحلة إلى توربان وفرت له تجربة غير مسبوقة، حيث أشار إلى تنوع الموقع الذي يمزج بين الماضي والمستقبل، والتاريخ والحداثة، والتكنولوجيا والتقاليد، في تناغم فريد، مضيفا أن "كل زاوية تقدم مفاجأة جديدة للزوار، خاصة أولئك الذين يزورون المكان للمرة الأولى".
وأعرب ديلفين أونيل توما، نائب وزير الإعلام في جمهورية ناورو، عن انبهاره بالآثار الثقافية في جياوخه، مشيرا إلى أنه كان يعرف هذه المعالم فقط من الأفلام الوثائقية، وأن الوقوف وسط هذه المواقع التاريخية ترك أثرا عميقا عليه.
في السنوات الأخيرة، شهدت السياحة في شينجيانغ طفرة كبيرة، مدفوعة بتدابير تهدف إلى تحسين تجربة السفر وتطوير خيارات النقل وضمان الحفاظ المستدام على الموارد الثقافية.
بين يناير وسبتمبر 2024، استقبلت شينجيانغ 245 مليون سائح من الداخل والخارج. وبلغت إيرادات السياحة للأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024 وإيرادات عام 2023 بأكمله 287.58 مليار يوان (حوالي 40.4 مليار دولار أمريكي) و296.72 مليار يوان على التوالي.
تواصل شينجيانغ تعزيز بنيتها التحتية السياحية، وذلك من خلال التركيز على تطوير الوجهات السياحية والمنتجعات والمدن ذات المستوى العالمي على مدى السنوات الثلاث المقبلة. ومن بين التحسينات المخطط لها، ترقية الطرق الرئيسية ذات المناظر الخلابة، مثل طريق دوكو السريع، إلى أفضل طرق القيادة الشخصية.
وسيسهم تحسين النقل، بما في ذلك توسيع شبكات الطيران المحلية والدولية ومشاريع الطرق الريفية، إلى تعزيز نمو السياحة في المنطقة، وفقا لما ذكرته سون هونغ مي، نائبة رئيس الحكومة للمنطقة.
تلتزم شينجيانغ أيضا بتعزيز خدماتها للسياح الأجانب، من خلال قبول البطاقات المصرفية الأجنبية وتبسيط إجراءات تسجيل الوصول في الفنادق لتقليل أوقات الانتظار وتمكين السياح الأجانب من حجز التذاكر باستخدام جوازات السفر وبطاقات الإقامة الدائمة عبر الإنترنت، مما يسهم في تحسين تجربة الزوار الأجانب.