21 أكتوبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في عمق صحراء مدينة دونهوانغ بمقاطعة قانسو، يوجد نبع مائي صغير على شكل هلال، يجذب سنويا أعدادا كبيرة من السياح المحليين والأجانب. اتخذ النبع من شكله اسما، فسمي "بنبع الهلال"، وبعد ترنّحه طويلا على حافة الجفاف والاختفاء، يقول الباحثون أن مستوى المياه داخل النبع قد سجّل ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة.
في هذا الصدد، قالت لي ينغ، مديرة مركز الخدمات في منتزه نبع الهلال إن متوسط منسوب المياه الملحوظ لنبع الهلال قد بلغ 3.2 متر خلال العامين الماضيين. وتوسعت المساحة المائية للنبع لتصل 27 مو (حوالي 1.8 هكتار).
في نهاية القرن الماضي، وبسبب تشتت تدفقات المنبع، والزيادة السكانية السريعة، وتوسع الأراضي الزراعية، والإفراط في استغلال المياه الجوفية وغيرها من العوامل، تراجع مستوى المياه في النبع. وفي أواخر التسعينات، انكشف قاع النبع، وهو مؤشر خطير عن جفاف النبع.
وكشفت لي ينغ أن مدينة دونهوانغ قد نفذت مشروعًا بيئيًا لتجديد المياه في عام 2006، على بعد 5 كيلومترات من النبع. حيث قامت بتغذية السدود وإعادة شحن المياه السطحية في الروافد العليا للنبع، والتخفيف من الاستخدام المفرط للمياه الجوفية. وتمكن النبع أخيرا من استعادة مخزونه المائي تدريجيا.
يتكون نبع الهلال من إمدادات المياه الجوفية في واحة دونهوانغ، ويؤدي تضارب اتجاهات الرياح إلى دفع الرمال المتحركة أسفل التل نحو الأعلى، مما يجنّب النبع خطر الردم. وقالت لي ينغ: "لذلك، فإن استعادة منطقة مياه نبع الهلال لا تتطلب تجديد المياه فحسب، بل تتطلب أيضًا الحفاظ على التوازن الديناميكي للرياح في ظل الظروف الطبيعية".
من أجل مراقبة تأثير الرياح والرمال المحيطة على النبع، قامت محطة أبحاث البيئة الصحراوية بدونهوانغ، بالتعاون مع إدارة المنتزهات السياحية، بإنشاء مواقع مراقبة متعددة، واكتشفت ديناميكية حركة الرياح. وهو ما ساعد في إبعاد تدفق الرمال نحو النبع.
"بفضل جهود عدّة أطراف، شهدت البيئة المحيطة بنبع الهلال تسحنا مبشرا، واستمرّ منسوب المياه الجوفية في الارتفاع." تقول لي ينغ، وتضيف أنه مع تناقص ساعات ضوء الشمس وتناقص التبخر، تحت تأثير الرياح بين أغسطس وأكتوبر، يرتفع منسوب مياه النبع أكثر ليفيض على جوانبه.
بالتوازي مع ارتفاع منسوب المياه، عززت مقاطعة قانسو أيضًا أعمال الحماية والترميم البيئي في المناطق الصحراوية، وعملت على تحسين جودة البيئية من خلال التشجير واستعادة الغطاء النباتي. وتقليل تآكل التربة وخسائر التبخر، وزيادة كمية موارد المياه في المناطق الصحراوية. كما نفذت سلسلة من السياسات واللوائح المتعلقة بإدارة وحماية الموارد المائية، مما هيأ الظروف المواتية لحماية نبع الهلال.