القاهرة 4 نوفمبر 2024 (شينخوا) انطلقت اليوم (الاثنين) بالقاهرة فعاليات النسخة الـ 12 للمنتدى الحضري العالمي، والأولى في أفريقيا منذ 22 عاما، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وآنا كلوديا روسباخ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات).
ويشارك في المنتدى، الذي تنظمه الهابيتات بالتعاون مع الحكومة المصرية وتستمر فعالياته حتى 8 نوفمبر الجاري تحت عنوان "كل شيء يبدأ محليا.. لنعمل معا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، وفود أممية ودولية رفيعة المستوى، لبحث معالجة قضية التحضر العالمي وإيجاد حلول لأزمة الإسكان العالمية.
ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته المسجلة التي أذيعت في المنتدى الحضري العالمي، إلى جعل التنمية الحضرية المستدامة حقيقة.
كما دعا إلى العمل على تسريع أهداف التنمية المستدامة ومعالجة عدم المساواة وضمان توفير مساكن آمنة وبأسعار معقولة للجميع، ودعم الدول النامية للتخطيط وتنفيذ مدن آمنة وصحية وسهل الوصول إليها ومرنة ومستدامة، مشددا على أن العالم يحتاج إلى ذلك أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف أن المدن ليست محركا قويا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فحسب، لكنها أيضا محفزا للحلول المستدامة.
بدوره، أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالمنتدى "الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية" و "الإستراتيجية الوطنية للتحضر الأخضر" لتعزيز الجهود الوطنية في مجالات التحضر استنادا للمعايير الدولية للاستدامة والشراكة.
وقال السيسي إن المنتدى الحضري العالمي منصة مثالية لتدشين حوار مثمر وفعال بين جميع الفاعلين المعنيين حول كيفية تحسين أوضاع التجمعات البشرية وتعزيز التنمية الحضرية.
وأعرب تطلعه إلى أن يكون المنتدى خطوة مهمة على طريق تنفيذ "الأجندة الحضرية الجديدة" وتعزيز الشراكات الدولية من أجل إيجاد حلول مبتكرة تسهم في مواجهة تحديات التنمية الحضرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى ما تشهده المدن والتجمعات السكنية من تحديات غير مسبوقة تتعلق بالنمو السكاني السريع وتغير المناخ وندرة المياه والتنمية المستدامة وتوفير التمويل اللازم، وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهود الدولية لإيجاد حلول فعالة لمواجهتها.
وأوضح أن هذه النسخة من المنتدى تأتي في وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة وحروبا لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية وهو ما يستدعى حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات وتركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار.
بينما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته إن بلاده تشارك في المنتدى الحضري العالمي في ظل الدمار وجرائم الإبادة والتطهير العرقي وجرائم سرقة الأرض والموارد الطبيعية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأضاف عباس أن هذا يفرض علينا تحديات كبيرة تعيق جهود التنمية الحضرية المستدامة في أكثر من 60 % من أرض الضفة الغربية المحتلة وكامل مدينة القدس الشرقية.
وأشار إلى أن الاحتلال الاسرائيلي دمر أكثر من 80 % من مساكن ومرافق ومستشفيات ومدارس قطاع غزة، وأكد وجوب محاسبة اسرائيل على جرائمها.
بينما قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إن الشعب السوداني يواجه حربا استهدفت وجوده ومقومات دولته وحضارته وبنيته الأساسية.
وأكد البرهان في كلمته خلال المنتدى أن الشعب السوداني وقواته المسلحة عازمون على الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها وهزيمة هذا المخطط، معربا عن تطلعه لدعم عملية إعادة تأهيل القطاع الحضري، الذي تضرر بشكل كبير نتيجة الاستهداف الممنهج لمختلف قطاعات الدولة.
ودعا إلى ضرورة تعزيز التعاون العالمي والتوصل لميثاق حول مستقبل آمن عبر بناء تحالفات قوية للأجندة الحضارية الجديدة ومعالجة التحديات العالمية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية والتغيرات المناخ والتصحر.
في حين قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي إن المنتدى منصة فريدة لبلدان النزاعات المسلحة لعرض آثار الحروب والكوارث على واقع مدنها ومستقبل أجيالها المتعاقبة.
وأشار العليمي إلى أن الحرب التي تسببت بها جماعة الحوثي في بلاده أدت لدمار هائل بقطاعات البنى التحتية والخدمات الأساسية، حيث تشير التقديرات لتضرر خدمات المدن اليمنية بنسبة 49 % خاصة في أصولها من قطاعات الطاقة، و38 % من قطاعات المياه والصرف الصحي، فضلا عن أضرار بالغة الكلفة في شبكة الطرق الداخلية والأصول الخاصة بقطاع الاتصالات، فضلًا عن تضرر قطاع المساكن بشدة وإعادة نحو 16 مدينة يمنية عقودًا إلى الوراء.
وتابع أن إجمالي الخسائر الاقتصادية اليمنية قد ترتفع بحلول 2030 إلى 657 مليار دولار في حال استمرار الحرب.
وفي مؤتمر صحفي قبيل افتتاح المنتدى، قال رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي إن المنتدى الحضري العالمي ثاني أكبر حدث تنظمه الأمم المتحدة بعد مؤتمر المناخ، الذي شرفت مصر بتنظيم نسخته الـ 27 في مدينة شرم الشيخ.
وأشار إلى وجود 37 ألف شخص سجِلوا لحضور المنتدى، و72 وزيرا، و96 محافظا وعمدة مدينة، بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص.
ومن المقرر أن يضم المنتدى الحضري العالمي نحو 600 حدث يركز على توطين أهداف التنمية المستدامة، خاصة في معالجة أزمة الإسكان العالمية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وحالات الطوارئ المناخية.
وتأسس المنتدى الحضري العالمي في العام 2001 من جانب الأمم المتحدة لدراسة قضية التحضر السريع وتأثيره على المجتمعات والمدن والاقتصادات، وعقد أول منتدى حضري عالمي في نيروبي في 2002.