صرحت الجمعية الصينية لمصنعي السيارات مؤخراً، أن صناعة مركبات الطاقة الجديدة في الصين قد تحاوز 10 ملايين وحدة سنوياً لأول مرة، لتصبح أول دولة في العالم تصل إلى إنتاج سنوي قدره 10 ملايين وحدة من مركبات الطاقة الجديدة. وهذا ليس مجرد علامة فارقة في تطوير صناعة السيارات في الصين، ولكنه علامة فارقة خضراء في خفض الانبعاثات العالمية أيضًا. وفي الوقت الذي يؤثر فيه تغير المناخ العالمي تأثيرا عميقا على الحياة الحالية للبشرية ورفاهية الأجيال المقبلة، فإن التطوير النشط لصناعة مركبات الطاقة الجديدة في الصين لا يفضي إلى تنمية عالية الجودة لاقتصاد الصين فحسب، بل إنه يمثل فائدة كبيرة للتحول الأخضر في العالم والأمن المناخي أيضًا.
وقد أشار أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في اليوم العالمي للنقل المستدام العام الماضي، إلى أن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن قطاع النقل تمثل ما يقرب من ربع إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، و91% من الطاقة المستخدمة في وسائل النقل البرية والبحرية والجوية تأتي من الوقود الأحفوري. وهذا يعني أن تطوير أدوات السفر منخفضة الكربون أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات العالمية. ومما لا شك فيه أن سيارات الطاقة الجديدة الصينية ذات الأداء المتفوق والأسعار المعقولة جلبت أخبارًا جيدة للعالم.
وإن الترويج لمركبات الطاقة الجديدة على نطاق واسع، لم يساعد الصين على التقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض تلوث الهواء محلياً فحسب، بل عزز هذه العملية على مستوى العالم، مما ساعد الناس في المزيد من البلدان والمناطق على تحقيق "السفر الأخضر". وبالإضافة إلى المصانع الخارجية للشركات الصينية، فإن مساهمة مركبات الطاقة الجديدة التي تنتجها الصين في العالم تفوق بكثير قدرة الإنتاج المحلي السنوية البالغة 10 ملايين سيارة. وتظهر بيانات المكتب الوطني للإحصاء، أن مركبات الطاقة الجديدة في الصين خفضت انبعاثات الكربون للعالم بنحو 50 مليون طن في عام 2023، وستكون مساهمة هذا العام في خفض الانبعاثات أكبر.
ومن إنتاج سنوي بلغ 18 ألف مركبة فقط في عام 2013، وصل الإنتاج السنوي إلى مليون مركبة لأول مرة في عام 2018، واليوم وصل إلى عشرات الملايين، ولا يعكس معدل النمو المتسارع التقدم التكنولوجي وقدرات الإنتاج في الصين فحسب، بل يعكس بصدق الطلب القوي في السوق على المنتجات أيضًا. وفي الفترة من يناير إلى أكتوبر 2024، زاد إنتاج ومبيعات مركبات الطاقة الجديدة في الصين بنسبة 33% و33.9% على التوالي على أساس سنوي، مما يُظهر التوازن بين الإنتاج والمبيعات وحالة العرض والطلب المزدهرة، بدلاً من "الفائض".
كما تجدر الإشارة إلى أن تطوير مركبات الطاقة الجديدة في الصين ليس ظاهرة واحدة، وأن تطوير قدرة الإنتاج الأخضر في الصين هو أمر منهجي. وفي الوقت الحالي، هناك 1 كيلووات/ساعة من الكهرباء الخضراء مقابل كل 3 كيلووات/ساعة من الكهرباء المستهلكة في الصين. وفي السنوات العشر الماضية، خفضت الصين متوسط سعر تكلفة الكهرباء لمشاريع توليد الطاقة من الرياح والطاقة الكهروضوئية العالمية بأكثر من 60% و80% على التوالي. وتم تصدير منتجات طاقة الرياح والخلايا الكهروضوئية وبطاريات الطاقة ومركبات الطاقة الجديدة في الصين إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، مما ساعد العديد من البلدان على استخدام طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة. ويعد هذا مهما بشكل خاص لانتقال الطاقة على نطاق عالمي، وخاصة في البلدان النامية التي تواجه تحديات مالية وتكنولوجية.
وبالنظر إلى الوضع العام لتحول الطاقة العالمية، لا تزال هناك حاجة ملحة لتعزيز الوحدة والتعاون، والتخلي عن الأحادية، وضخ طاقة إيجابية في عملية المناخ المتعددة الأطراف. وإن كسر الحواجز التجارية والتعريفات الجمركية المرتفعة، وفتح تداول المنتجات الخضراء، وتخصيص التكنولوجيا ورأس المال وفقا للأهداف ذات الأولوية المتمثلة في خفض الانبعاثات العالمية، هو المعنى الصحيح للتعاون المناخي. في الواقع، لا يمكن تجاهل "تأثير سمك السلور" الذي حققته شركة تسلا، عند الحديث عن التقدم الذي أحرزته مركبات الطاقة الجديدة في الصين في العقد الماضي. ونعتقد أن "المعلم الأخضر" التالي في العالم سيأتي قريبا، إذا تمكنت البلدان المعنية من تطوير الصناعات الخضراء والتجارة بموقف أكثر انفتاحا وشمولا.