هانغتشو 22 نوفمبر 2024 (شينخوا) تم إطلاق الاتحاد العالمي للعلماء الشباب على هامش القمة العالمية للعلماء الشباب لعام 2024 التي عُقدت في مدينة ونتشو بمقاطعة تشجيانغ في شرقي الصين مؤخرا. ويشمل الأعضاء الأوائل في هذا الاتحاد 46 منظمة ومؤسسة من 23 دولة في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا وأفريقيا، بينها حركة الشباب العربي للمناخ في قطر.
وأشارت بيانات أصدرها الاتحاد أنه سيعمل باعتباره منظمة اجتماعية دولية وأكاديمية وغير ربحية، على جمع الأكفاء والقدرات من العلماء الشباب في أنحاء العالم، على أساس مفهومه القائم على "العلوم والتكنولوجيا للجدوى" ليقدم دعما مبتكرا بشكل مستمر في تحقيق الهدف المتمثل في التنمية المستدامة ويُحفز بنشاط عملية بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وتم إطلاق الاتحاد من قبل مركز تربية وخدمات الأكفاء التابع للجمعية الصينية للعلوم والتكنولوجيا، وصندوق تنمية العلماء الشباب العالميين بمدينة ونتشو، واتحاد الجامعات الدانماركية، والاتحاد العالمي لعلماء الأرض الشباب.
وحسب بيانات معنية، تواصلت حركة الشباب العربي للمناخ في قطر مع أكثر من 5000 شاب من المدارس والجامعات ومراحلها المهنية المبكرة وأكثر من 10 آلاف فرد في الأحياء المجتمعية بشكل مباشر أو افتراضي من خلال مشاريعها ومبادراتها، لتتكلل جهودها بإطلاق أحدث مشاريعها وهو مشروع سفراء البيئة بقطر الذي حظي بكثير من الدعم داخل البلاد.
وفي السياق ذاته، قدمت شركة "ووآمي" الفنلندية أثناء القمة حلولها البيولوجية للسوق الصينية سعيا لكسب فرص تشكيل شراكات مفيدة وصالحة لتسريع تطبيق المواد الصديقة للبيئة على مستوى العالم.
وكان محمد جمال الأمير محمدين، وهو عالم شاب مصري، واحدا من مؤسسي شركة "ووآمي"، حيث يتخصص محمدين بالبحوث وتطبيق المواد البيولوجية، كما يتمتع بحماسة وإرادة قويتين لمعالجة نفايات الرغوة البلاستيكية التي تتراكم على شواطئ نهر النيل في وطنه الأم وعبر البحار على مستوى العالم.
وأثناء دراسته في جامعة "آلتو" في فنلندا، شارك محمدين في فريق علمي مكون من باحثين من دول مختلفة، ثم أطلق معهم شركة "ووآمي" التي تهدف إلى مكافحة التلوث البلاستيكي من خلال إنشاء وتعزيز حلول التعبئة والتغليف الوقائية والصديقة للبيئة والقابلة لإعادة التدوير بشكل كامل ومستدام.
أكد محمدين على أهمية الفرص الهائلة المتاحة من خلال التعاون العالمي بين العلماء ورجال الأعمال الشباب خاصة من خلال القمة المختتمة أخيرا، حيث قال: "إنه أمر حيوي لتوسيع حدود التعاون والمشاركة بنشاط مع شعوب الدول والقطاعات المختلفة".
ويرى محمدين أن المشاركة في القمة تعتبر تجربة غنية جدا له ولفريقه في الشركة، حيث توفر لهم فرصا للتواصل مع الرواد في القطاع، فضلا عن كونها منصة لتبادل المنتجات والأفكار المبتكرة وفهم حاجات السوق الصينية بشكل أفضل، مضيفا: "إن التزام الصين بالاستدامة والنظام البيئي الديناميكي للشركات يوفر فرصة فريدة لتعميم حلولنا لمعالجة الرغوة البيولوجية".
وبالنظر إلى المستقبل، يخطط محمدين وشركته لاستكشاف آفاق الشراكات مع الشركات الصينية في مجال الخدمات اللوجستية والتغليف والقطاعات التي تركز على الاستدامة، كما يهدف الفريق إلى التعاون في مشاريع تجريبية لتكييف مواده مع الاحتياجات المحلية على أمل أن يتم في نهاية المطاف إنشاء موطئ قدم أقوى في السوق الصينية والاهتمام أكثر بمراقبة الإنتاج والتوزيع المستقبلي في المنطقة.
وأضاف محمدين: "نأمل أن تمهد الروابط التي أقمناها في القمة طرقا لتعاون طويل الأجل ومؤثر".
وفي السنوات الأخيرة، تكثف الحكومة الصينية جهودها في تنمية ودعم العلماء الشباب لتساعد الأكفاء منهم على تعزيز البحوث والتطور السلمي والتنمية الشاملة والتعاون المنفتح.
وفي عام 2019، انطلقت القمة العالمية للعلماء الشباب برعاية مشتركة من قبل الجمعية الصينية للعلوم والتكنولوجيا وحكومة مقاطعة تشجيانغ، فيما أنشأت القمة حاليا منصة مفتوحة للعلماء من أكثر من 100 دولة وأقامت علاقات تعاون مع أكثر من 200 منظمة وجامعة دولية للعلوم والتكنولوجيا.
وفي القمة لعام 2024، حضر ما يقرب من 800 عالم من 71 دولة ومنطقة بالإضافة إلى 63 منظمة دولية للعلوم والتكنولوجيا.
وفاز أربعة علماء شباب من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين بجائزة النسخة الثانية لأهداف التنمية المستدامة للعلماء الشباب.
وفي هذا السياق، قال وان قانغ رئيس الجمعية الصينية للعلوم التكنولوجيا، إن الصين تدعو العلماء الشباب على مستوى العالم إلى المشاركة العميقة في تطورها، كما تُسرّع البلاد بناء بيئة للبحوث العلمية والظروف الصالحة للابتكار من الدرجة الأولى على مستوى العالم، مرحبا بالعلماء الشباب من كافة الدول لزيارة الصين وحتى الإقامة فيها لمواصلة الدراسة والتبادلات حتى يتمكنوا من تأدية دورهم النشط والهام من خلال التعاون والأعمال المبتكرة.