روابط ذات العلاقة
19 نوفمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ييوو، مدينة لاساحلية ولاحدودية، رغم ذلك نجحت في أن تكون مركزا للتجارة الدولية. حيث اغتنمت المدينة منذ البداية رياح الإصلاح والانفتاح، وانطلقت نحو شواطئ التجارة العالمية. واليوم، يعيش في ييوو أكثر من 21 ألف تاجر أجنبي، يأتون من أكثر من 100 دولة ومنطقة. وفي شوارع المدينة، توجد أكثر من 40 مطعماً أجنبياً مختلف المطابخ والأذواق، يرتادها زبائن من مختلف الدول والثقافات لتذوق الأطعمة، والاستمتاع بالمزيج الثقافي الكبير داخل هذه المدينة الصغيرة، التي يطلق عليها البعض اسم " المتجر العالمي".
مهنّد تاجر أردني، يدير مطعما عربيا في ييوو منذ عام 2002. ويرى بأن المطاعم الأجنبية قد أصبحت بطاقة بريدية للسياحة في مدينة ييوو.
جاء مهند إلى ييوو في عام 2002، وفي حركية المدينة التجارية، رأى فرصته التجارية بافتتاح مطعم عربي للتجار الأردنيين، أطلق عليه اسم المائدة.
والآن، افتتح مهند مطعمًا جديدا، بالقرب من المدينة التجارية العالمية، يقدم فيه لزبائه ما يزيد عن 400 طبق، أسماه "بيتي". ويقول مهنّد بأنه يأمل بأن يجد زبائنه من مختلف الدول والثقافات الشعور بأنهم في بيتهم داخل مطعمه.
التاجر العراقي كامل، جاء للعمل في التجارة بييوو منذ 19 سنة. وخلال هذه السنوات شهد ازدهار المطاعم الأجنبية في المدينة. ويقول بأن أغلب المطاعم في ييو يديرها أجانب، وتستعين بطهاة أجانب أيضا.
المطاعم الأجنبية أصبحت علامة مضيئة للمدينة
يرى رئيس غرفة التجارة الأفريقية في ييوو دينغ آن، إن التسامح والتنوع الثقافي هما سمتان مميزتان لمدينة ييوو. ويشير إلى وجود ما يزيد عن 5000 مقيم من الدول الإفريقية في ييوو.
وإلى جانب الزبائن الأجانب، تجذب المطاعم الأجنبية العديد من الزبائن الصينيين أيضا.
أمام مطعم السلطان التركي، لايزال صف الزبائن طويلا رغم أن الساعة بلغت الثالثة والنصف بعد الظهر. أفانغ، زبون صيني كان من بين المنتظرين في الصف الطويل. وقال بأنه جاء خصيصا من مدينة شاوشينغ التي تبعد عن ييوو مسافة ساعتين بالسيارة، واصطحب عائلته لتذوق الأطباق الأجنبية. وبعد تذوّق الأطباق التركية، تنوي عائلته أيضا تذوق الأطباق العربية وأطباق جنوب آسيا.
في الجناح الإسباني لمعرض السلع المستوردة في ييوو، طاه أجنبي يظهر مهارته في صنع الفطائر.
"في السنوات الأولى من افتتاح المطعم، كان الأجانب يشكلون 80% من زبائننا. أمّا الآن فقد تزايد عدد الزبائن الصينيين بشكل ملحوظ"، يقول مهند. ويضيف بأن الزبائن الصينيين يقفون صفا طويلا أمام مطعمه حتى منتصف الليل.
والآن أصبح التنوع الثقافي والمطاعم الأجنبية والسلع العالمية بطاقة بريدية رئيسية، تروّج من خلالها مدينة ييوو لنفسها، لجذب العلامات التجارية والسائحين.
قطّار الصين – أوروبا يغذي تنوّع ثقافة الطعام في ييوو
في شارع تشوتشينغ، افتتح التاجر السوري عمر محلا للحلويات السوريّة اللذيذة. وقد وجدت حلوياته قبولا واسعا من الزبائن الصينين. وقال عمر أنه من أجل أن يستجيب لذوق الصينيين، قام بتخفيض نسبة السكّر في الحلويات. مضيفا بأن فكرة صنع الحلويات السورية في الصين، قد قفزت إلى رأسه حينما أتى في زيارة إلى الصين في عام 2009 للتجارة. لكنه لاحظ بأن أصدقاءه الصينيين قد أحبوا مذاق الحلويات التي جلبها معه من سوريا. ولذا قرّر أن يفتتح محلّا للحلويات العربية في ييو. وفي السنوات الأخيرة، واحتفالا بعيد منتصف الخريف الصيني، قام عمر أيضا بابتكار "كعك القمر" على الطريقة السورية.
طاه أجنبي يعرض طبقا لشرائح لحم البقر في مطعم أطباق متوسطية بمدينة ييوو
أدت التبادلات التجارية والاقتصادية في ييوو في ازدهار المطاعم الأجنبية وتناغم الثقافات الأجنبية مع الثقافة الصينية. وخلال السنوات الأخيرة، شهد عدد المطاعم الأجنبية في ييوو زيادة كبيرة. وفي ظل التمازج بين الثقافات الأجنبية والثقافة الصينية، أصبح "المذاق الصيني" عنصرا أساسيا في المطاعم الأجنبية.
وراء المذاق الأصيل للأطعمة الأجنبية، تكمن علاقات ييوو التجارية الوثيقة بشكل متزايد مع العالم. في عام 2014، جاء التاجر الإسباني جيسوس غارسيا إلى ييوو، وعايش التطور والتغيرات في قطار الشحن الصيني-الأوروبي على امتداد السنوات العشر الماضية. "بفضل قطار الشحن الصين – أوروبا، بات من السهل جلب النبيذ والمنتجات الإسبانية إلى ييوو"، يقول غارسيا.
من حاوية أو اثنتين في البداية، إلى الستين أو السبعين حاوية في الوقت الحالي، يجلب جيسوس غارسيا المزيد من الأطباق الإسبانية إلى الصين ويخطط أيضًا لتصدير الأطباق الصينية مثل لحم خنزير جينهوا إلى الموائد الأوروبية.