مع كل حدث رياضي عالمي من الحجم الثقيل، على غرار كأس العالم أو الألعاب الأولمبية، تلفت مدينة ييوو الأنظار بأفكارها الإبداعية وابتكاراتها. وأينما يكون البلد المنظم للحدث الرياضي، فإن الطلبات ستتهاطل على ييوو. في هذا الصدد، قال مسؤول من مدينة ييوو التجارية الدولية، إن المدينة قد تلقت طلبات شراء كبيرة لسلع جميع التخصّصات الرياضية مع اقتراب موعد أولمبياد باريس 2024، وشهدت مبيعات السلع الرياضية زيادة مفاجئة، وارتفعت بعضها بنسبة تجاوزت 50%.
بالإضافة إلى السلع الرياضية، تحظى المنتجات ذات الصلة بالأولمبياد مثل الأوشحة والشعر المستعار للمشجعين وعصي التشجيع بشعبية كبيرة أيضًا. حيث تظهر أحدث الإحصاءات من جمارك ييوو أن صادرات ييوو من السلع والمعدات الرياضية خلال الأشهر الخمس الأولى من هذا العام، قد بلغت 4.1 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 44.4٪.
"خلال كأس العالم 2022 في قطر، كان حضور الشركات الصينية ملفتا،" يقول وي جي قانغ، الباحث بمركز أبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة. ويضيف: "لقد كانت الشركات الصينية من بنت ملعب لوسيل الذي احتضن نصف نهائي ونهائي كأس العالم. وبالإضافة إلى بناء الملاعب، شارك الشركات الصينية بشكل كبير في إمدادات الطاقة والمياه وغيرها من منشآت البنية التحتية في قطر. مما أسهم في توفير الظروف الملائمة لتنظيم كأس العالم."
ويرى وي جي قانغ، أن الأحداث الرياضية ليست مجرّد منافسة للرياضيين فحسب، بل تمثل مسرحا أيضا لعرض ابتكارات المعدات الرياضية والقدرات القياسية الدولية الرائدة. ومن تنس الطاولة، والأثقال، ومنصات رفع الأثقال، ومطاط أماكن المنافسة إلى بناء الملاعب ومحطات الطاقة الكهروضوئية، يعود الحضور النشط لـ "صنع في الصين" في المسابقات الدولية إلى نظام الصناعة التحويلية المتكامل في الصين وسلسلة التوريد الفعالة. كما يمثل تجسيدا واضحا لتسارع خطوات خروج الشركات الصينية نحو السوق العالمية.
وتجدر الإشارة إلى أن السلسلة الصناعية المتكاملة والابتكار التكنولوجي المستمر ومفاهيم التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، قد مكّنت الشركات الصينية من امتلاك سمعة جيدة في سوق المنتجات الرياضية الدولية. على سبيل المثال، تمكنت شركة "هونغ جي وي يي" للمكونات التكنولوجية المحدودة بشيامن، من الاستحواذ على 20 % من سوق إطارات الدرّاجات المصنوعة من ألياف الكربون. وبحسب وانغ منغ جون، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للشركة، فإن المركبات المشاركة في سباق فرنسا للدراجات، يستعمل المكوّنات المصنّعة من قبل الشركة.
بالإضافة إلى القدرات التنافسية للشركات الصينية، تمثل بيئة الأعمال الجيدة في الصين عاملا مساعدا للسلع الرياضية الصينية لدخول السوق العالمية. حيث عملت الجمارك الصينية على تبسيط إجراءات تصدير السلع الرياضية. وقامت مقاطعة قوانغدونغ أيضًا بزيادة دعمها للتكنولوجيا الرقمية، من خلال دمج الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وغيرها من تقنيات المعلومات من الجيل الجديد بشكل أعمق في صناعة الرياضة. وبحسب البيانات ذات الصلة، فقد صدّرت مؤسسات منطقة الجمارك في قوانغتشو سلعا ومعدات رياضية بقيمة إجمالية بلغت 1.59 مليار يوان، خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.